بعد مرور أكثر من 11 سنة عن صدور قرار بإحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية، وبالرغم من إقرار القانون المنظم لأكاديمية محمد السادس للغة العربية على المستوى التشريعي قبل تسعة سنوات ونصف، فإن أكاديمية محمد السادس للغة العربية لم تخرج للوجود بعد، وهي الأكاديمية التي نص عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وجاء فيه أنه سيتم إنشاؤها خلال سنتي 2003-2002، وأصدر الملك محمد السادس ظهير شريف رقم 1-03-119 لنفس الغاية، في 19 يونيو 2003، بمثابة قانون صادق عليه البرلمان بغرفتيه سنة 2003. وكان المتحدث الرسمي باسم القصر الملكي، قال عقب مجلس وزاري نهاية غشت 2002، أن الأكاديمية سيقتصر دورها على النهوض باللغة العربية التي تمثل «مكونا أساسيا للهوية المغربية الغنية بتعدديتها»، وأشار إلى أن إقرار مرسوم بهذا الخصوص تم في اجتماع لمجلس الوزراء ترأسه الملك محمد السادس، وأضاف المتحدث آنذاك بأن الأكاديمية «ستعمل على وجه الخصوص على تكريس دور اللغة العربية في التربية والثقافة والعلوم من خلال تأهيلها لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي»، كما أن من بين أهداف الأكاديمية «تحديث اللغة العربية وتبسيطها بما يجعلها في متناول كل الشرائح الاجتماعية وكل مجالات الحياة الوطنية». من جهة أخرى، كشف مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أنه في إطار تنفيذ التزامات الحكومة ضمن برنامجها الحكومي، «من المفترض أن يتضمن المخطط التشريعي للحكومة، مشروع قانون خاص بحماية اللغة العربية وتنمية استعمالها». وأشار الخلفي إلى أن المقتضيات الدستورية تنص على أن «الدولة تعمل على حماية وتطوير وتنمية استعمال اللغة العربية»، وتحدث الخلفي في تصريح ل»التجديد»، عن القانون التنظيمي المرتبط بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، والذي يوجد أيضا بالمخطط التشريعي للحكومة، وأضاف الخلفي قائلا، «هناك مجهود يهم عددا من القطاعات الحيوية كالقضاء والإعلام والتعليم العالي، من أجل وضع الآليات الكفيلة بترجمة هذا المقتضى الدستوري الذي يلزم الحكومة ببلورة سياسات عمومية أفقية من أجل ذلك»، وذكر الخلفي ما نصت عليه دفاتر تحملات الإعلام العمومي بخصوص اللغة العربية، على عدة مستويات، منها «تنمية الاستعمال ثم إرساء آلية التنسيق مع المؤسسات العلمية المعنية باللغة العربية؛ من أجل تنمية الاستعمال على مستوى الإعلام العمومي، وذلك في إطار إغناء التنوع اللغوي الذي تعرفه بلادنا»، كما أن هناك «استراتيجية تدمج سياسة النهوض باللغة العربية وباللغة الأمازيغية، ضمن أفق يثمن مقومات الهوية الوطنية، دون أن يعني ذلك رفض الانفتاح». وأفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة، بأنه سيتم «دعم مبادرة للنهوض باللغة العربية في قطاع الإعلام، بشراكة مع الهيآت المعنية باللغة العربية، بما فيها الهيآت المعنية بتنمية استعمال اللغة العربية في المجال الإعلامي وتنمية هذا الاستعمال في المشهد الإعلامي الوطني». يذكر أن اليوم الثلاثاء 18 دجنبر يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، وهو الاحتفال الأول الذي اعتمدته اليونيسكو بطلب من المغرب والسعودية.