فجأة ضحت الإدارة الأمريكية برئيس استخباراتها الذي لم يمر على تعيينه إلا سنة واحدة في وضع دولي مضطرب خصوصا في سوريا و ليبيا ومصر وتونس. ففي يوم 9 نونبر 2012، استقال مهندس الاستراتيجية الأمريكية في الحرب على العراق و المسؤول السابق عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وأسيا الوسطى من منصبه بعد اكتشاف علاقة خارج إطار الزوجية مع الضابطة في قوات الاحتياط بولا برودويل. وحسب التقارير الإخبارية فإن علاقتهما بدأت بعد شهرين من تولي بتريوس رئاسة الاستخبارات في شتنبر 2012، كما أنها ساهمت في كتابة سيرته الذاتية. وقد عثر محققو الشرطة الفدرالية على معلومات سرية في أحد الحواسب التابعة لباولا برودويل المحللة الجيوسياسية و التي عملت في مكافحة الإرهاب بالشرطة الفدرالية. وكانت برودويل قد كشفت معلومات حساسة حين أعلنت خلال محاضرة ألقتها بجامعة دنفر يوم 26 أكتوبر 2012 ، بأن الهجوم على قنصلية بنغازي يوم 11 شتنبر 2012 ، كان محاولة من ميلشيات ليبية لتحرير رفاقهم المحتجزين بالقنصلية. وهو تصريح يخالف ما صرحت به الإدارة الأمريكية سابقا بأن الهجوم كان سببه الاحتجاج على الفيلم الأمريكي « براءة المسلمين». فبعد مرور أسبوع على استقالة بترايوس ، أقر رئيس الاستخبارت السابق أمام أعضاء لجان الاستخبارات والشؤون الخارجية في الكونغريس في يوم 16 نونبر 2012 في قضية بنغازي بأن الهجوم على القنصلية الأمريكية كان عملا إرهابيا. لكن عضو الكونغرس عن ولاية نيويورك «بيرت كينغ « اعتبر أقوال بترايوس تتناقض مع ما قاله هو نفسه في جلسة استماع عقدت يوم 14 شتنبر 2012. وأضاف بأن الجهة المسؤولة عن نشر الأخبار التي تقول أن هجوم بنغازي له صلة بمظاهرات الاحتجاج لازالت مجهولة. وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كتبت في وقت سابق بأن المخابرات الأمريكية كانت تملك بعثة سرية أثناء الهجوم على القنصلية وبأن سبعة فقط كانوا يعملون في وزارة الخارجية الأمريكية من أصل 30 موظف تم إخلاؤهم بعد الهجوم، وأضافت بأن متعاقدين أمنيين الذي قتلوا في الهجوم هم من القوات الخاصة ويعملون لحساب الاستخبارات الأمريكية. كما أشارت ديلي تلغراف بأن مايقرب 20 من عناصر المخابرات كانوا يعملون بشكل سري في مبنى منفصل في بنغازي يسمونه « الملحق». فهل تخوفت إدارة أوباما من انتشار معلومات ستهدد أمنها القومي؟