قال مسؤول أميركي في الدفاع الثلاثاء إن القائد الاميركي لقوات إيساف التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان الجنرال جون آلن هو موضع تحقيق بسبب رسائل الكترونية "غير مناسبة" ارسلها الى امراة على ارتباط بفضيحة العلاقة خارج الزواج التي أرغمت مدير السي اي ايه ديفيد بترايوس على الاستقالة. وتشكل هذه المعلومات تطورًا جديدًا مفاجئًا في الفضيحة التي هزت واشنطن بعد ايام قليلة على اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما والتي يعتزم الكونغرس كشف جميع ملابساتها. هذا ويطلع مسؤولون كبار من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية اليوم الثلاثاء أعضاء الكونغرس على تحقيقهم حول القضية التي اثارت قلقا حول احتمال حصول خرق أمني. ويطالب قسم من الطبقة السياسية الاميركية بتوضيحات حول الجدول الزمني للتحقيق في هذه القضية. عميل في الاف بي آي حقق في قضية بترايوس موضع تحقيق بدوره إلى ذلك، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال مساء الاثنين ان عميلا في مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) عمل على قضية رئيس وكالة الاستخبارات المركزية هو نفسه موضع تحقيق داخلي يتناول سلوكه. وتبين ان العميل الذي لجأت اليه كيلي المرأة المقيمة في فلوريدا طالبة المساعدة اثر تلقيها تهديدات عبر البريد الالكتروني، ارسل لها صورا له عاري الصدر. وعلى اثر الشكوى اكتشف الاف بي اي ان هذه الرسائل الالكترونية صادرة عن بولا برودويل وادت التحقيقات التي جرت لاحقا الى الكشف عن علاقة بين برودويل وبترايوس، وارغمت الفضيحة رئيس السي اي ايه على الاستقالة من منصبه الجمعة. وذكرت وول ستريت جورنال انه تم تحييد عميل الاف بي اي عن القضية الصيف الماضي وهو الان موضع تحقيق داخلي. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف هويتها ان رؤساء العميل بدأوا يستجوبون المحقق حين لاحظوا انه بات "مهووسا" تماما بالملف الذي يعمل عليه. وعثروا عندها على رسائل الكترونية ارفقها العميل بصور له عاري الصدر. وبترايوس البطل الاميركي الذي يعتبر مهندس الاستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق، استقال الجمعة بعد الاعتراف باقامة علاقة خارج اطار الزواج ما اثار ضجة كبرى في واشنطن بعد ثلاثة ايام فقط على اعادة انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما. شكوك وتساءل عضو جمهوري بارز في إدارة أوباما الاحد حول اسباب تأخر الاف بي اي عدة اشهر لابلاغ ادارة اوباما بالامر، خصوصا اذا كان هناك قلق جدي حول حصول خرق في الاستخبارات. وقال بيتر كينغ الجمهوري البارز في لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب لشبكة "سي ان ان"، "لدي اسئلة حقيقية حول هذا الامر، اعتقد انه يجب النظر الى الجدول الزمني وتحليل ما حصل". وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر الاثنين ان مسؤولين كبارا في "اف بي آي" ووزارة العدل كانوا على علم بهذه القضية منذ الصيف الماضي لكنهم لم يبلغوا احدا خارج دائرتهم الضيقة الا الاسبوع الماضي حين استقال بترايوس. والاثنين كان يوم عطلة في الولاياتالمتحدة في ذكرى قدامى المحاربين. لكن الثلاثاء ومع معاودة العمل الرسمي سيلتقي كبار المسؤولين من الاف بي آي والسي آي ايه اعضاء بارزين في الكونغرس لاطلاعهم على تفاصيل التحقيق كما افادت تقارير اعلامية. الأمن الوطني بخير واكدت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي الديموقراطية دايان فاينشتاين الاحد في حديث مع شبكة "فوكس نيوز" "انه لم يحصل اي خرق للامن الوطني". لكنها اضافت ان لجنتها ستحقق لمعرفة لماذا لم يبلغ مكتب التحقيقات الفدرالي اللجنة بهذه القضية. وقالت "كان يجب ابلاغنا لانه امر كان يمكن ان يترك اثرا على الامن القومي". واكدت ايضا ان ليس هناك "على الاطلاق" اي علاقة بين استقالة بترايوس والهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر. واشارت في الوقت نفسه الى انه "قد يتم فعليا" استدعاء الجنرال بترايوس للادلاء بافادته. وتبين ان المرأة التي اقام بترايوس علاقة معها هي بولا برودويل (40 عاما) وهي ضابط سابق في الجيش وامضت فترات طويلة تجري مقابلات مع بترايوس فيما كانت تحضر سيرته الذاتية قبل نشر الكتاب الذي حقق مبيعات كبرى. المرأة الأخرى واشارت تقارير صحافية الاحد الى ان القضية ظهرت حين تلقى مكتب التحقيقات الفدرالي طلبا للتدخل واطلاق تحقيق بعدما اشتكت امرأة ثانية بانها تلقت رسائل بالبريد الالكتروني تتضمن "مضايقات" ارسلتها برودويل. وقال مسؤول في الكونغرس اطلع على القضية بدون الكشف عن اسمه لصحيفة "نيويورك تايمز"، "لم يبدأ الامر ببترايوس، لكن في سياق التحقيق ظهر اسمه". والرسائل الالكترونية من برودويل، المتزوجة والام لولدين، توحي بانها كانت تعتبر المرأة الاخرى منافسة لها في علاقتها مع الجنرال البالغ من العمر 60 عاما كما قال مسؤولون لوسائل اعلام اميركية. واوضح مسؤول حكومي لصحيفة نيويورك بوست بان الرسائل الالكترونية تتضمن لغة مثل "انا اعلم ماذا قمت به" او "ابقي بعيدة عن الرجل". وكشفت وسائل الاعلام الاميركية ان المرأة الاخرى هي جيل كيلي (37 عاما) وهي تعمل "مساعدة ارتباط" في قاعدة جوية في فلوريدا وكانت لها كما يبدو علاقة صداقة طويلة مع بترايوس لكن ليس لها اي صفة رسمية في الجيش. وكيلي اصيبت بخوف شديد كما افادت صحيفة واشنطن بوست وتوجهت قبل بضعة اشهر الى مكتب التحقيقات الفدرالي لطلب الحماية ومعرفة الجهة المرسلة. وسرعان ما اكتشف الاف بي اي رسائل برودويل التي تتضمن ايحاءات جنسية واضحة مع بترايوس ما اثار مخاوف من احتمال حصول خرق امني على المستوى الوطني اذا تمكن احد ما من الوصول الى الحساب الشخصي على البريد الالكتروني لمدير السي آي ايه. وتقيم برودويل في كارولاينا الشمالية مع زوجها سكوت وولديها. وكانت تخطط للاحتفال بعيد ميلادها الاربعين بتنظيم حفلة كبرى في واشنطن في نهاية الاسبوع لكن تم الغاء ذلك. وقالت كيلي في بيان ان صداقة عائلتها مع عائلة بترايوس تعود الى خمس سنوات. واضافت في البيان الذي ارسل الى شبكة "ايه بي سي نيوز" "نحترم خصوصيته وخصوصية عائلته ونريد المثل لنا ولاولادنا الثلاثة". وقال صديق مقرب لبترايوس لشبكة "ايه بي سي نيوز" انه "من الواضح جدا ان الامر لم يكن يتعدى الصداقة" بين الجنرال وكيلي. وابلغ مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر بالوضع مساء الثلاثاء تزامنا مع ليلة اعادة انتخاب الرئيس اوباما. وبحث كلابر الامر الاربعاء مع بترايوس ونصحه بان "الامر الصائب هو الاستقالة" كما قال مسؤول في الاستخبارات لصحيفة نيويورك تايمز. ولم يبلغ اوباما بالوضع الا صباح الخميس كما اعلن البيت الابيض. ما علاقة بنغازي؟ وتطرق جمهوريون الى واقع ان بترايوس كان سيمثل بعد ايام للادلاء بافادته حول هجوم 11 ايلول/سبتمبر على القنصلية الاميركية في بنغازي في ليبيا للاشارة الى احتمال وجود مؤامرة تحيط بالموضوع. وكان من المفترض ان يمثل بترايوس الخميس للادلاء بافادته حول هجمات بنغازي التي ادت الى مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين. وسيدلي نائب مدير سي آي ايه مايكل موريل حاليا بالافادة بدلا عن بترايوس. وفيما اشاد الرئيس الاميركي ببترايوس عند اعلان استقالته، الا ان ذلك يزيد من المتاعب التي يواجهها في تشكيلة ادارته المقبلة التي يتوقع اساسا ان تخسر شخصيات بارزة تحظى بثقل كبير مثل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. بديل بطل حرب العراق وفيما يبدأ اوباما ولاية ثانية سيكون عليه ان يجد بديلا ليس فقط لهيلاري كلينتون وانما لوزيري الدفاع ليون بانيتا والخزانة تيموثي غايتنر ايضا. وتدور تكهنات كثيرة حول من سيخلف كلينتون التي شددت على انها تريد الانصراف لحياتها الخاصة بعد عقود امضتها في العمل العام. وتضاف الى ذلك الان التكهنات حول من سيخلف بترايوس الذي يعتبر بطل حرب العراق. ويجري تداول اسم جون برينان مستشار البيت الابيض لشؤون مكافحة الارهاب والمخضرم في السي آي ايه الذي لعب دورا اساسيا في اطلاق حرب الطائرات بدون طيار على ناشطي القاعدة.