نعم، وتستمر الرسالة رغم عامود السحاب والارهاب، قد يتساءل كثيرون عن المراد من مفردات العنوان، و المناسبة التي أوحت به تتمثل في التواريخ اللآتية يوم 11 نونبر 2005 ويوم 14 نونبر 2012 ويوم 29 نونبر 2012، تواريخ لها دلالت كبيرة لدى شعوب المنطقة ولقضية فاصلة لدى الامة، إنها القضية الفلسطينية. من من شعبنا عربا وأمازيغ ينكر أن يكون مساندا لحق العودة ولحق الحياة، لشعب أعزل مضطهد مشرد، استبيحت دياره وأرواح أبنائه واستصدرت أراضيه، ما يحتاجونه منا أمرا واحدا لا غير، لا تكليف فيه ولا معاناة، ألا ننسى القضية في قلوبنا وأن نتذكر أن لنا بابا ( باب المغاربة ) في القدس، يسمى باسم بلدنا، وهذا تاج فوق رؤوسنا، علينا أن نساهم معهم بدعواتنا في ظهر الغيب، مادامو مرابطين على الحق إلى أن يشاء الله. مناسبة هذا الحديث تاريخ يوم 14 نونبر الماضي، حيث بادرت الالة الصهيونية إلى قصف ديار غزة، وتخريب الممتلكات، وقتل العديد من المواطنين العزل، لكن لماذا هذا العدوان من الناحية الاستراتيجية لدى الصهاينة؟ في الامر حسب تقديري أربع مرتكزات، أولها تحطيم الرصيد المعنوي المرتفع لدى حكومة اسماعيل هنية بقطاع غزة، بعد الدعم القوي الذي استفادت منه من خلال ثورات الربيع الديموقراطي التي جاءت بنفس طينة حكومة حماس ( الاسلاميين ) لتسيير حكومات العديد من الاقطار العربية، أضف إلى ذلك إزالة الآثار الايجابية لزيارة أمير قطر لقطاع غزة، وما تحمله من دلالات عميقة سياسيا وشعبيا وانسانيا وعربيا ودوليا، المرتكز الثالث التنفيس ( لما في ذلك من مصلحة إسرائيل) عن الضغط الحاصل على النظام السوري، ولفت الانظار لقطاع غزة، على اعتبار أن غالبية الانظمة العربية قد تخلت عن مساندة النظام السوري، الذي ترغب إسرائيل في الابقاء عليه لحفظ التوازنات في المنطقة، بعد تغيير الانظمة في أغلب الدول وخاصة المحيطة « بإسرائيل « المرتكز الرابع، مزيد من الخلخلة وإذكاء الصراع بين الفصائل الفلسطينية لإرباكها ألا تتوصل إلى اي اتفاق مصالحة خاصة وأن تاريخ 29 نونبر 2012 هو اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث المناسبة التي ستتقدم فيها الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية للامم المتحدة على أن يكون يوم 29 نونبر الحالي موعدا لإعلان عضوية دولة فلسطين في المنتظم الأممي. أما يوم 11 نونبر 2005 فكان يوما للارهاب الاعمى الذي ذهب بأحد عظماء الامة وعمالقتها في مجال السينما العالمية الذي خدم من خلال أعماله الفنية القضية، إنه صاحب فليم الرسالة مصطفى العقاد، الذي استطاع أن يوصل أفكارا هامة دعا من خلال عمله الفني بشكل غير مباشر إلى اعتمادها ضد العدوان الاسرائيلي، ويتعلق الامر بمشهد فيلم عمر المختار، حيث يوضح المشهد أن لا ملجأ للثوار والمجاهدين أمام حصار الطليان، بل عكس الفيلم فكرة عدم الاستسلام أو الهروب، من خلال ربط المجاهدين لأرجلهم، منعا من الهروب وتحقيقا للاستماتة في الدفاع عن الوطن، وهي إشارة موجهة بالاساس للفلسطينيين، ألا ينسحبوا من الساحة مهما كانت قوة وجبروت العدو، هكذا فكر الراحل مصطفى العقاد في خدمة القضية الفلسطينية، من خلال عمله الفني عمر الختار أو أسد الصحراء، ليربط حاضر الامة بماضيها، واستلهاما لأفكار مصطفى العقاد يأبى المخرج السينمائي الفلسطيني الشاب محمد حرب إلا أن يقتبس نفس الفكر الذي ترجمه من خلال عمله الفني ( فيلم نفق الموت ) حيث يوضح الفيلم أن سكان قطاع غزة تحدوا الحصار بحفر الأنفاق وكسروا عنصرية الاحتلال التي فرضت عليهم، حتى حفروا مدينة تحت الأرض في رفح والتي أطلق عليها إسم (مدينة الأنفاق) وتحدوا الموت ( تذكروا معي مجاهدي عمر المختار في عدم الاستسلام ) ليعيش الآخرون حيث يتبين من خلال الفيلم أن الذين حفروا الأنفاق كانوا كمن يحفر قبره بنفسه. هذه هي دلالة التواريخ الثلاث، ورغم العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة من خلال عامود السحاب ورغم الارهاب الاعمى الذي أفقد الامة أحد عمالقة الفن السابع على المستوى العالمي الذي كان ينوي أن يقوم بالعديد من الاعمال الفنية العظيمة ( لم يقم بها السياسيون والحكام ) بعد أن عاش بإحساسه العميق مع كل مأساة تصيب العالم العربي والإسلامي، فعندما اندلعت حرب البوسنة فكر في إنتاج فيلم بعنوان (وامعتصماه)، وعند تدمير الجيش الروسي مدينة (غروزني) فكر بإنتاج فيلم (الإمام محمد شامل باساييف)، الثائر والمجاهد الشيشاني المعروف، وقبل وفاته تحدث العقاد رحمه الله عن فكرة إخراج عمل فني تاريخي رائع إنه فيلم صلاح الدين الايوبي الذي له ارتباط بالقضية الفلسطينية بشكل مباشر أقول ورغم كل العدوان والارهاب تستمر الرسالة... ولذلك انتصرت غزة والله أكبر ولله الحمد.