كثف الاحتلال الصهيوني من ممارساته القذرة باستهدافه للجغرافيا والتاريخ العربي الإسلامي العريق في القدسالمحتلة. وأعربت مؤسسة (الأقصى للوقف والتراث) عن خشيتها من أن الاحتلال الصهيوني وأذرعه التنفيذية في مدينة القدسالمحتلة تسعى إلى تصفية الآثار الإسلامية في شارع الواد في البلدة القديمة بالقدسالشرقيةالمحتلة، وهو الموصل إلى المسجد الأقصى. ورصدت المؤسسة في بيان لها أول أمس نشره موقعها الالكتروني عمليات تصعيد في خلع الحجارة في الشارع وتوسعة رقعة الحفريات فيه تحت مسمى (الترميم وتطوير البنى التحتية)، مشيرة إلى أن عددًا من سكان البلدة القديمة بالقدس رجحوا أن من أحد أهداف هذا المشروع هو تقوية البنى التحتية في الشارع كمقدمة لتعميق عملية حفر الأنفاق على امتداد أسفل شارع الواد بداية من منطقة البراق وانتهاء بمنطقة باب العامود. وقالت إنها ومن خلال زيارات ميدانية وعمليات رصد دقيقة على مر الأيام الأخيرة، لوحظ أن الاحتلال يزيد من عمليات الحفريات بأدوات خفيفة ومتوسطة على امتداد شارع الواد خاصة بين منطقة (حمام العين) ومفرق شارع الواد المجاهدين الآلام؛ حيث تتزايد عمليات خلع الحجارة خاصة التاريخية منها. وعلمت المؤسسة أن جزءًا من هذه الحجارة التاريخية ذات الطابع الإسلامي العربي يتم نقلها إلى مخازن ما يسمى ب(سلطة الآثار الصهيونية) ليتم استعمالها لاحقًا في مشاريع التهويد، مؤكدة أن أعمال التخريب والتدمير للموجودات الآثرية تتم بحراسة لصيقة ومكثفة من قبل قوات الاحتلال. يذكر أن سلطات الاحتلال شرعت منذ أكثر من أسبوعين في أعمال حفريات وجرف وخلع للحجارة في شارع الواد الذي يعتبر أحد الشوارع الرئيسية الواصلة بين باب العامود أحد أهم أبواب القدس القديمة ومنطقة البراق، ويتفرع من هذا الشارع عدة أزقة توصل إلى أبواب المسجد الأقصى من الجهة الغربية. ووفقًا لبيان مؤسسة (الأقصى للوقف والتراث)، فقد أبدى الأهالي المقدسيين وأصحاب المحلات التجارية في شارع الواد رفضهم القاطع لهذه الحفريات كما أبدوا تخوفهم من أن تكون هذه الأعمال تهدف في الحقيقة إلى تقوية البنية التحتية للشارع ليس لخدمة المواطنين المقدسيين، بل بهدف تعميق وتكريس حفر الأنفاق أسفله ضمن مخطط تشكيل مدينة يهودية سياحية أسفل البلدة القديمة بالقدس عبر حفر شبكة من الأنفاق أسفل وفي محيط الأقصى. ولفت إلى أنه قد وقعت مؤخرًا عمليات انهيار في أكثر من موقع في الشارع، وأن أذرع الاحتلال ترفض الإعلان عن تفاصيل مخطط مشروع شارع الواد، وتدعي عبر لافتات منصوبة بأنها أعمال ترميم وتصليح لشبكة المياه والمجاري والكهرباء. وحذرت المؤسسة من رزمة من المشاريع التهويدية التي يخطط ويسعى الاحتلال لتنفيذها قريبًا في محيط الأقصى منها مشروع (عبرنة أسماء المواقع والحارات والشوارع الملاصقة للمسجد) من الجهة الجنوبية خاصة في منطقة حي وادي حلوة في بلدة سلوان، واعتماد أسماء تلمودية مكان الأسماء العربية، وكذلك مخطط توسيع وإقامة حديقة أثرية بمساحة 22 دونمًا، في منطقة جنوب غرب الأقصى قريبًا من مدخل باب المغاربة الواقع في سور البلدة القديمة بالقدس.. يضاف إلى ذلك مخطط لتوسيع البناء الاستيطاني التهويدي في منطقة رأس العامود المطلة على المسجد. وأشارت المؤسسة إلى أن رزمة المشاريع التهويدية هذه تسعى إلى فرض أمر واقع جديد حول الأقصى، ومحاولة لتغيير الطابع الإسلامي العربي للبلدة القديمة بالقدس والمحيط الملاصق للمسجد.. مطالبة الحاضر الإسلامي والعربي وكل الجهات المعنية بالحفاظ على التراث والآثار والعمل على لجم ووقف الاحتلال عن جرائمه بحق الآثار والتاريخ والحضارة الإسلامية في القدسالمحتلة. «عبرنة» شوارع القدس في غضون ذلك، ناقشت بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة، أول أمس، تغيير أسماء الشوارع في عدة أحياء مقدسية قالت إنه «نزولا عند رغبة» المغتصبين فيها. وأوضحت البلدية بأنها ستناقش تغيير أسماء الشوارع في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وعدد من أحيائها، لا سيما وادي حلوة، وشوارع وأزقة حي وادي الربابة، ومحيط حيي البستان والثوري، بالإضافة إلى حي وسوق المصرارة قبالة باب العامود، أحد أشهر بوابات القدس القديمة، وحي الصوانة قرب أسوار القدس. وكان مركز معلومات وادي حلوة قد أوضح، في بيان أصدره السبت الماضي، بأن بلدية الاحتلال من المقرر أن تبحث الأحد تغيير وتسمية هذه الأحياء، وذلك ضمن المخطط الذي طرحه رئيسها «نير بركات» لتسمية شوارع شرقي القدس، بدعوى تسهيل الاتصال والتواصل بين المواطنين وسلطات الاحتلال الرسمية. وقال مركز المعلومات «إن ذلك يأتي ضمن المخطط التهويدي الذي يستهدف مدينة القدس، واستمرارًا لنهج المغتصبين والمؤسسة الرسمية الصهيونية في تغييب التواجد الفلسطيني». ولفت بيان المركز إلى أنه سيتم تغيير الأسماء العربية الإسلامية للشوارع، بأسماء عبرية ذات مدلول تلمودي. وحسب المخطط فإنه تم تقديم اقتراحات بأسماء 26 موقعاً في بلدة سلوان تشمل (اسم الحي، شوارع، أزقة، وحارات) ومنها سيتم تغيير اسم حي وادي حلوة إلى «عير دافيد»، وشارع وادي حلوة إلى «معلوت دافيد» وشارع بيضون إلى «معالي أرئيل»، وحي الصرفندي أو الفخارة إلى «مشعول هتسيدك»، والدرج الموصل من باب المغاربة حتى حي وادي حلوة إلى «شاعر هشمايم»، وشارع العين إلى «جوبيرا دافيد»، وحي الصوانة إلى «معلوات دافيد». وأشار المركز إلى أن سكان سلوان قاموا بإعداد خارطة تفصيلية بأسماء الشوارع والأحياء في المنطقة لأنها أحياء عربية إسلامية، وذلك للتصدي للمشروع الاستيطاني الهادف لتغيير الأسماء. واعتبر المركز أن محاولة تغيير اسم حي وادي حلوة، محاولة لتهويد المنطقة وإظهارها وكأنها يهودية تخص المغتصبين، وبالتالي تغييب السكان العرب وتاريخهم وماضيهم. ويشير مركز المعلومات أن حي وادي حلوة يقطنه 4500 نسمة، ووادي الربابة يقطنه ما يقارب الألف نسمة، ناهيك عن باقي الأحياء، وبالمقابل يوجد فيه 17 بؤرة استيطانية يعيش فيها 360 مستوطنا فقط.