تسببت التساقطات الأخيرة في عدد من المدن في خسائر مادية متفاوتة وغمرت المنازل كما أدت إلى إغلاق بعض الطرق وعزل بعض المناطق. و في مدينة بني ملال أدت التساقطات طيلة ليل السبت ونهار الأحد الماضيين إلى انهيار منزل بالمدينة القديمة وغرق عدة منازل بحي النخيلة وإغلاق مدخل المدينة من جهة قصبة تادلة. وخلف انهيار البناية الموجودة بشارع أحمد الحنصالي بالمدينة القديمة خسائر مادية دون أن تسجل أي خسائر في الأرواح. ويحكي صاحب محل لبيع الأحذية المستعملة والذي يعتبر أكثر تضررا والأوفر حظا بعد نجاته من الانهيار «إن الانهيار وقع بغثة ظهر أول أمس الأحد « وقدر المتحدث ل «التجديد» حجم خسائره ب 30 ألف درهم كسلعة (أحذية) أقبرت تحت أنقاض البيت المنهار بالإضافة إلى بعض لوازم دكانه الخاصة. وفي السياق ذاته غمرت مياه الأمطار جل منازل بلوك 40 من حي النخيلة أسفل المدينة بعد أن فاضت قنوات الصرف الصحي القادمة من تجزئة حديثة البناء أعلى الحي. وقال متضررون خلال زيارة «التجديد» لمنازلهم إنهم قضوا ليل السبت كله منشغلين في إخلاء بيوتهم من المياه التي أصبحت تتسرب لهم من تحت الأرض ومن بين الجدران ومن قنوات الصرف الصحي وأدت إلى تشققات في البنايات. وأدى ارتفاع منسوب مياه وادي سابك والحربولية إلى اختراق عدة تجزئات بالمدينة وحقول الزيتون ليفرغ حمولته المائية والتربة بملتقى شارعي 20 غشت ومحمد الخامس عند مدخل المدينة من جهة قصبة تادلة. و أدى هذا الفيضان إلى شل حركة المرور وقطع الطريق في وجه الداخلين والخارجين من المدينة. وقد حلت عناصر الوقاية المدنية بآلياتها لكنس الطريق ومحاولة تسهيل انسياب فائض مياه الحربولية باتجاه ساقية أم الظهر كما حلت عناصر الأمن لتنظيم المرور في هذه النقطة الحيوية من المدينة. وأدت الأمطار الأخيرة بمدينة مراكش والضواحي إلى قطع الطريق بين عدد من دواوير جماعتي سيد الزوين واولاد دليم بسبب فيضان مياه وادي تانسيفت، وهو ما جعل عددا من السكان في عزلة كما اضطر عدد من المواطنين الذين قصدوا سوق سيد الزوين يوم الأحد إلى ركوب عدد من المخاطر من أجل الرجوع الى منازلهم حسب تعبير شهود عيان. وأفادت المصادر ذاتها في تصريح ل«التجديد» أن بعض المواطنين قطعوا الوادي على الأرجل مفضلين ترك كل مؤونتهم التي اشتروها من السوق خلفهم، فيما ركب آخرون مقطورات يجرها جرار فلاحي، في مغامرة غير محسوبة العواقب، خلال توقف الأمطار وانخفاض مستوى المياه قليلا. ويطالب السكان في تصريحات متطابقة ل «لتجديد» ببناء قناطر أو على الأقل قنطرة على هذه الطريق التي تعتبر الممر الوحيد بين الجماعتين، وهي القنطرة التي طال انتظارها وكانت موضوع عدد من الوعود الانتخابية لعدد من المنتخبين السابقين والحاليين. وأضاف السكان أن معاناتهم تتجدد في كل موسم شتاء ويصبح تهاطل المطر مصدر قلق وعائق للاسترزاق بدل أن يكون مصدر فرح وسرور. ومن جهة ثانية تصدرت عدد من الدواوير بجماعة أولاد دليم موضوع هذا المعاناة مراتب متقدمة في درجة الاستجابة لمعايير المناطق الصعبة بحصولها على نقط بين 32 و34 على 39 نقطة، ضمن اللائحة النهائية التي صادقت عليها اللجنة الإقليمية لعمالة مراكش بحر الأسبوع الماضي. وارتكزت اللجنة في هذا التصنيف المرتبط بالتعويضات المقررة للعاملين بالمناطق الصعبة على ثماني مؤشرات متدرجة في الضرر، من قبيل وعورة التضاريس، وصعوبة الطقس، وانعدام البنية التحتية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية، وتشتت الساكنة، وانعدام وسائل النقل وعدم وجود طريق سالكة. وفي الدارالبيضاء أغرقت أمطار رعدية دامت نصف ساعة السبت ليلا، الطريق السيار بدرجات ملمترية متفاوتة حسب مد و جزر المياه التي غمرت جنبات الطريق المتهرئة و ظلت حركة سير السيارات و الشاحنات على طول ستة كيلومترات متوقفة من جهة عين السبع سيدي مومن إلى البرنوصي لأكثر من ساعة ما بعد منتصف الليل، وساهم التوقف بسبب المياه الجارية في عطب مجموعة من السيارات التي ظلت عالقة بمن فيها دون نجدة، وعاينت «التجديد» مجموعة من السيارات لعائلات ظلت عالقة في الظلام تمكن مواطن بجر سيارتهم بحبل إلى بر الأمان. وعانت مجموعة من الأحياء كحي الصدري وحي مولاي رشيد وحي بورنازيل و دروب درب السلطان و حي المسيرة من اجتياح المياه للمنازل وتراوح علوها بين 30 إلى 50 سنتمترا وكبدت الأمطار خسائر مادية فادحة في الواجهات الأمامية لبعض المنازل والسيارات.