خلفت الأمطار الغزيرة والرياح القوية التي تشهدها بلادنا منذ السبت الماضي والتي من المتوقع أن تستمر طيلة هذا الأسبوع في فيضانات وانهيار بنايات وتوقف حركة المرور في مدن عديدة ، وتوقف متقطع للملاحة البحرية بطنجة. وهذا تسببت الفيضانات ببني ملال ليلة يوم الأحد 1 فبراير 2009 في خسائر مادية، حيث غمرت مياه وادي الحندق الذي ارتفع منسوبه على القناطر في عدة نقط في المدينة بيوتا ومحلات دون أن تخلف خسائر في الأرواح.وحسب ما عاينته 'الجريدة فإن منسوب المياه الآتية من العالية هو الذي أغرق سافلة الوادي، فغمرت المياه العديد من المنازل في حي فالحة وبنشوية والمسيرة 2 وبولقرون وحي الشهداء وقصر خزافات وأمام المحطة الطرقية، كما غرقت عدة سيارات، كما اضطر العديد من المواطنين بشارع الجيش الملكي إلى ركوب شاحنات النظافة للعبور من ضفة إلى أخرى من وادي الحندق الذي جرف الحجر والشجر، وخلف رعبا كبيرا في نفوس المواطنين. وعلمت ''التجديد'' من مصادر مطلعة أن أحياء أخرى غمرتها المياه؛ خاصة في أولاد امبارك ومدخل المدينة من جهة مراكش بسبب فيضان وادي ''كيكو'' الذي جرف الماشية وجذوع الأشجار والأحجار، وقطع الطريق الرئيسية رقم 24 على مقربة من نادي الفروسية، ومن جهة تادلة بسبب وادي سابك ووادي ''داي''، إذ غمرت المياه عدة مساكن ومحلات بأحياء امغيلة 1 وامغيلة 2 والنخيلة 1و 2و .3وللإشارة، لم تتحرك أي آلية تابعة لا للوقاية المدنية ولا لمديرية التجهيز، كما لم تعاين ''التجديد'' أي ممثل عن المجلس البلدي، وتركت السلطة المحلية لوحدها تراقب تطور الفيضان من الساعة 9 ليلا إلى منتصف الليل. و أفاد مصدر مطلع أن أشغال السد التلي في عالية وادي الحندق بلغت 60 في المائة، وأن أحوال الطقس والتساقطات هي التي كانت سببا في بعض البطء الملاحظ في الأشغال. بمدينة فاس، علم لدى السلطات المحلية أن شابة أصيبت بجروح طفيفة أول أمس الأحد إثر انهيار جزء من بناية مهددة بالانهيار بالمدينة العتيقة بفاس.وأوضح المصدر ذاته، أن المنزل الذي يأوي 18 أسرة، والواقع بحي واندو، ويرجح أن تكون الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المدينة مؤخرا السبب المباشر في انهيار ممر بالطابق الثاني من هذا المنزل الذي يضم 40 غرفة.وعلى الصعيد نفسه، تسببت الرياح القوية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء أول أمس في وقوع مجموعة من الخسائر هنا وهناك؛ كان أعنفها سقوط جزء من فندق ''لينكون'' بشارع محمد الخامس، وكذا سقوط علامة إشهارية كبيرة كانت مثبتة بأعلى عمارات شارع أولاد زيان، إلى جانب سقوط علامات إشهارية أخرى بمناطق متفرقة، وكذا سقوط سياج حديدي ببنايات بحي مولاي رشيد وأيضا سقوط بعض الأشجار وتطاير نوافذ عدة.وصرح مجموعة من السكان ل ''التجديد'' أن مثل هذه الرياح القوية والمصحوبة بالغبار والأتربة إلى جانب التساقطات المطرية لم تشهدها المملكة أكثر من عشرين عاما، داعين السلطات المحلية ورجال الأمن والوقاية المدنية إلى الاستعداد والحذر لاسيما مع وجود بنية تحتية هشة.يذكر أن مديرية الأرصاد الجوية تتوقع استمرار الجو الممطر طوال هذا الأسبوع، وتساقط ثلوج هامة على الأطلسين المتوسط والكبير.كما تتوقع أن تبلغ سرعة الرياح العاصفية خلال هذا الأسبوع 100 كلم في الساعة في الشمال ومن 40 إلى 60 من الساحل الأطلسي إلى أكادير، هذا وستتساقط أمطار هامة بمعدل 30 مليمترا، في أقل من 12 ساعة، على منطقة طنجة وغرب الريف وسايس والغرب، لتمتد بشكل تدريجي نحو الداخل. ح البعزاوي م غنمي