استقبل الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، محمد الحمداوي، ونائبه الثاني امحمد الهيلالي، في لقاء خاص، وذلك على هامش مشاركة وفد التوحيد والإصلاح بأشغال المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية المنعقد طيلة أيام 15 و16 و17 نونبر الجاري بالسودان . كما كان المؤتمر فرصة قدم فيها الحمداوي، للعديد من الشخصيات والوفود العربية والإفريقية لمحة عن التجربة المغربية ومستجدات قضية الصحراء المغربية وما يحظى به المقترح المغربي للحكم الذاتي من تأييد وطني ودولي، والتقى الحمداوي أيضا بخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تم إبلاغه بتضامن ومساندة المغاربة للشعب الفلسطيني وحركة المقاومة. اللقاء الذي كان مناسبة لتهنئة الرئيس البشير على النجاح الذي حققه مؤتمر الحركة الإسلامية، ثمن من خلاله رئيس الحركة «ما تبذله السودان من جهود لمعالجة آثار انفصال الجنوب والحيلولة دون أن يتحول هذا الجنوب إلى أداة في يد خصوم السودان وأعداء الأمة، وفي ذات السياق استعرض الحمداوي آليات اشتغال مخطط التجزئة ووسائل عمل المشروع الانفصالي بالصحراء المغربية.» وتابع الحمداوي، خلال لقائه مع البشير بالقول «إن فشل الكيان الانفصالي في تحقيق ما كان يعد به أبناء جنوب السودان رغم الثروات والنفط ثم ارتمائه في أحضان الكيان الصهيوني بفتحه لسفارة صهيونية ضمن أول ما قام به، كل ذلك، أسقط عنه قناع النضال وفضح استغلال المبادئ من قبيل حق الشعوب في تقرير المصير ومحاربة الاستعمار مما ساهم في تعرية مشاريع التجزئة على صعيد الأمة سواء في مشرقها أو مغربها» . على صعيد آخر نوه رئيس الحركة بالتجربة التي تشهدها السودان بتأسيس ما يسمى بمجلس أهل القبلة كإطار جامع وفضاء لتحاور مختلف مكونات الحركة الإسلامية باتجاهاتها المتباينة من سلفيين وصوفية وإخوان ومشايخ وأهمية التقاء الجميع على ضرورة تجنيب البلاد الفرقة وحماية التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية وكذا تجربة التعايش والانفتاح التي جعلت السودانيين مسلمين ومسيحيين يتشاركون الانتماء في مشروع سياسي موحد ويساهمون جنبا إلى جنبا في المؤسسات على أساس المواطنة والمساواة ولا يوفر أي ذريعة للغرب لللعب بورقة الأقليات في زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار. اللقاء الذي تم مساء الخميس 15 نونبر 2012 دام حولي نصف ساعة استهل بإقدام الرئيس على اصطحاب ضيفيه لأداء صلاة المغرب بالمسجد الموجود بالقصر الجمهوري وذلك قبل الرجوع إلى مكان الاجتماع لاستئناف المحادثات. هذا وقد شكل المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية فرصة كذلك للقاء بعدد من وفود الحركات والشخصيات الإسلامية وضمنهم كل من الشيخ راشد الغنوشي ومرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع وأمير الجماعة الإسلامية بباكستان حيث تم التعريف بما يشهده المغرب من إصلاحات بفضل تجربة الإصلاح الديمقراطي التي يقودها حزب العدالة والتنمية بتحالف مع ثلاث أحزاب أخرى. في ذات الإطار استقبلت رئاسة الحركة عددا من وفود الحركة الإسلامية في كل من السنغال واجيبوتي وجزر القمر والصومال الذين ابدوا اهتماما متزايد بالعلاقات التاريخية التي كانت تربط بلدانهم وعموم شعوب أفريقيا بالمغرب، وخاصة في المجال الديني والدعوي آملين أن تساهم حركة التوحيد والإصلاح في إحياء هذه الروابط الدينية والتاريخية والارتقاء بها إلى سالف عهدها. وقد شكلت اللقاءات مع الوفود المذكورة مناسبة لشرح تطورات قضيتنا الوطنية وتسليط الضوء على مقترح الحكم الذاتي وتمنت الحركة بهذا الخصوص قيام العلماء والدعاة وأبناء الحركة الإسلامية بدورهم العلمي والدعوي والفكري لتنزيل رؤيتها بشأن وحدة الأمة ونبذ التفرقة والتجزئة وكذا لإيضاح الموقف الشرعي من تجزئة الأمة وتفتيت وحدتها ولا سيما بالنسبة للحركات التي تساهم في تدبير الشأن العام في البرلمانات والحكومات الإفريقية الشقيقة . هذا وقد ساهم رئيس الحركة في تأطير ندوة من فعاليات البرنامج الفكري للمؤتمر إلى جانب الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان السيد علي عثمان طه وقدم مداخلة حول الإسلاميون والدولة إشكالات وتحديات نالت استحسانا واسعا من المشاركين وشكلت فرصة لإطلاع الضيوف والحضور على الرؤى الفكرية والمعرفية التي يتميز بها المغاربة. المؤتمر الذي عرف حضور 4000 مؤتمر كانت جلسته الافتتاحية قد افتتحت بكلمة رئيس مجلس شورى الحركة اللإسلامية بالسودان والأمين العام للحركة رحب فيها بالحضور، ثم تلتها كلمات الضيوف التي افتتحها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بكلمة مؤثرة نعى فيها الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد أحمد الجعبري، كما أكد على الإرادة القوية للمقاومة في الرد على العدوان، ونوه بتلاحم الفصائل الفلسطينية في غرفة عمليات مشتركة، معتبرا أن مما يهدف إليه الصهاينة اختبار الأنظمة الجديدة التي حلت بدل الأنظمة المستبدة خاصة في مصر.