خلدت فرقة مسرح فنون أول أمس الأحد بالرباط الذكرى الثلاثون لبداية مسارها الفني بفقرات وتكريم وكلمات كان أبرزها المحاضرة التي ألقاها الفنان والمخرج السعودي راشد الشمراني حول موضوع سيكودراما" والتي اعتبر من خلالها أن "سيكودراما" (العلاج النفسي بالدراما) هي الطريقة النشطة للوصول إلى أعماق النفس البشرية، فهي يضيف الممثل والسيناريست السعودي عكس كل المدارس النفسية التي تعتمد على الاستماع بين المُعَالج والمُعَالَج ف"السيكودراما" تعتمد الصوت والحركة وهي طريق العلاج والوصول لأعماق النفس و"سيكودراما" حسب الشمراني هي أكثر جدوائية في تبليغ الرسالة وترسيخ السلوك. الشمراني، الذي قدمه أحد عمالقة الدراما المغربية الفنان محمد حسن الجندي وسلمته المؤلفة والمخرجة هاجر الجندي تذكار تكريم باسم فرقة فنون، قال في ذات المحاضرة إن أحد أوجه العلاج تكون بعقد جلسة جماعية لاستماع للعديد من المرضى النفسانيين وتحول قصة أحدهما مثلا إلى مسرحية يكون بطلها صاحب المشكل ويسترجع من خلالها ماضيه ويوزع الأدوار على الأفراض ويقوم هو بعملية تفريغ انفعالية ضد الشخص الذي كان سببا في مأساته على أن يكون الشخص على شكل هيكل خشبي أو ما شابه ذلك، ثم لابد بعد ذلك يضيف صاحب دكتوراه في الدراما وعلم النفس من جامعة محمد الخامس، من علمية رجع الصدى التي تشكل إغلاقا للجرح الذي تم فتحه لإنهاء العملية. الناقد السينمائي عمر بلخمار قدم فيلم الشمراني "الكهف ولعبة الكلاكيط" الذي عرض بالمناسبة ومدته لا تتجاوز 5 دقائق وقد قال حوله كما تأكد ذلك بعد مشاهدته أنه فيلم يتوفر على تصوير جيد واستثمر الموسيقى سعودية ومغربية بشكل جيد وقدم صور عكست حسب بلخمار قسوة الطبيعة على شجر وصخر إحدى مناطق مدينة جدة. الحفل عرف كلمة ألقاها الفنان والمسرحي، عبد المجيد فنيش، في حق الفرقة وقال إن لغة مسرح الفنون لم تسرقها لغة الشارع التي يحاول البعض الترويج لها وظلت مرتبطة باللغة العربية، وتابع إن 30 سنة كانت كلها نضال وعطاء وإشراقات ونجاحات وأردف "أن أفضل النجاحات هي التي تحقق على حساب الذات".