يتوفر المغرب على 296 طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد في المستشفيات العمومية مقابل حوالي 2900 قابلة وهو عدد قليل لا يستجيب للضغط الذي تعرفه المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات، في الوقت الذي لا يستفيد العالم القروي من خدمات هؤلاء الأطباء الاختصاصيين الذين يتركزون أساسا في المناطق الحضرية. علما أن المعدل التي توصي به منظمة الصحة العالمية وهو قابلة واحدة لكل 175 سيدة حاملا. وذكر تقرير لمنظمة ‘'أنقذوا الأطفال''، أن أكثر من مليون أم وأطفال حديثي الولادة يموتون كل عام من مضاعفات يمكن تجنبها بسهولة خلال الولادة بسبب نقص مزمن في القابلات في مختلف أنحاء العالم النامي. وشدد التقرير الصادر سنة 2011 على ضرورة تدريب ونشر المزيد من القابلات في جميع أنحاء البلدان- لاسيما المناطق النائية والريفية. وفي الدول النامية تلد أكثر من نصف الأمهات دون أي مساعدة من فرد مدرب، مقارنة ب 1 في المائة فقط في بريطانيا، ونتيجة لذلك يموت نحو ألف أم وألفي طفل حديثي الولادة كل يوم. وجاء في التقرير الذي كتب بعنوان ‘'قابلات مفقودات'' أن 350 ألفا آخرين من المهنيين المدربين مطلوبون لإنقاذ حياتهن. وقالت «جوستين فورسيث» المديرة التنفيذية للمنظمة أن المسألى لا تحتاج إلى هذا التعقيد يمكن لشخص ما يعرف كيف يجفف المولود بشكل مناسب ويمسح على ظهره لمساعدته على التنفس أن يحقق الفرق بين الحياة والموت.وقال التقرير إن القابلات اللائي تلقين تدريبا على ثمانية إجراءات ومنها الحفاظ على دفء وغذاء المواليد الجدد يمكنهن على الفور خفض وفيات المواليد الجدد بأكثر من الثلث في 68 دولة تعاني أعلى معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة. الحسين الوردي وزير الصحة كشف في البرلمان أن نسبة الولادات تحت إشراف مهني مؤهل ارتفعت من 63 في المائة سنة 2004 إلى 73,6 في المائة سنة 2011. وكشف الوزير? أن نسبة النساء الحوامل اللواتي استفدن من استشارة طبية قبل الوضع عرفت تقدما ملموسا خلال نفس الفترة? إذ انتقلت من 67,8 في المئة إلى 77,1 بالمئة. التقرير حذر أيضا من أن علاج النقص يستلزم أكثر من مجرد توفير الاعتمادات المالية للكليات والمدارس المهنية. فالعمل كقابلة ليست مهنة جذابة في العديد من المناطق. ورغم الطلب على خدماتهن تتقاضي القابلات في دول العالم النامي أجورا زهيدة في الغالب ويعانين فرط الإجهاد أو ربما يتعين عليهن العمل في مناطق نائية وخطرة.