أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أنها رصدت «بناء الاحتلال كنيساً يهودياً جديدا قرب المسجد الأقصى المبارك». وأوضحت المؤسسة، التي يوجد مقرها بالقدسالمحتلة في بيان لها، أول أمس، بأن الاحتلال ينفذ على مدار الساعة عمليات «تأهيل» واسعة وسريعة في الجزء المتبقي من طريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الغربية، وهي اليوم عبارة عن بقايا للأبنية الأثرية الإسلامية وبخاصة المدرسة الأفضلية، وذلك بهدف تحويل هذه الفراغات إلى كنيس يهودي للمصليات “الإسرائيليات"، وهو بذلك يحوّل حقيقة بقايا مسجد الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي إلى كنيس يهودي. وقالت المؤسسة في بيان “إنها ومن خلال رصد طاقمها لما يجري في منطقة البراق، وخاصة في منطقة طريق باب المغاربة. وأكدت المؤسسة أن الاحتلال وأذرعه التنفيذية ينفذ عمليات “تأهيل" واسعة وسريعة في ما تبقى من طريق باب المغاربة، خاصة في الفراغات في جوف الطريق، حيث يقوم الاحتلال بعمليات ترميم للأبنية القديمة من قناطر وغيرها، وهي من مخلفات الأبنية الأثرية الإسلامية المتعاقبة، كما قام بترميم الأقواس والأبواب الداخلية والخارجية، كما يقوم بعمليات تدعيم بالإسمنت لبعض الجدران، خاصة في الجدار الأيسر للطريق عند نقطة الالتقاء مع حائط البراق، كما ويقوم الاحتلال بعمليات التكحيل “الأثري" في جدران الطريق، بالإضافة إلى عمليات رصف للأرضية الداخلية والخارجية الملاصقة للطريق، وكذلك عمليات تدعيم بالأعمدة الحديدية، في نفس الوقت فإن الاحتلال يواصل الهدم البطيء لما تبقى من الجزء العلوي لطريق باب المغاربة، وهو بذلك يدمّر جزءاً من الآثار الإسلامية العريقة. ورجحت “مؤسسة الأقصى" أن يكون الاحتلال شارف على الانتهاء من عمليات “التأهيل" وسيقوم قريباً بافتتاح كنيس يهودي، كما سيقوم بإضافة مساحات من ساحة البراق إلى مساحات مخصصة للنساء “الإسرائيليات"، كجزء من مخطط زيادة عدد “الزوار" المستوطنين والأجانب لمنطقة البراق. واعتبرت المؤسسة أن ما يقوم به الاحتلال هو اعتداءً صارخ على جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وهو طريق باب المغاربة، إضافة إلى أنه تغيير لمعالم أثرية إسلامية تاريخية حضارية، بل إن الاحتلال في حقيقة الأمر يقوم بتحويل مصلى ومسجد الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي إلى كنيس يهودي». وتابع بيان المؤسسة الفلسطينية أن أثريين صهاينة اعترفوا أكثر من مرة بوجود بقايا مسجد ومدرسة إسلامية ضمن طريق باب المغاربة، منهم «مائير بن دوف» و»يوفال باروخ»، وقد عثر على محراب المسجد عام 2004، لكن الاحتلال أخفى هذه الحقيقة، ولم يكشفها إلا عام 2007 ، عندما بدأ بهدم طريق باب المغاربة، تمهيدا لبناء جسر عسكري بديل للطريق التاريخي، لكن ردود الأفعال الإسلامية والعربية أجّلت تنفيذ المشروع، أو غيّرت من طريقة التعامل العلني مع الملف، بحسب مؤسسة الأقصى. اقتحام «الأقصى» في سياق ذي صلة، وحول الانتهاكات الصهيونية المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، استنكر مركز حقوقي فلسطيني، أول أمس، قيام مجموعة من المستوطنين وكبار الحاخامات الصهاينة باقتحام باحات المسجد الأقصى تحت حماية جيش الاحتلال. وأفاد مركز “سواسية" في بيان بأن ما يقرب من 170 من المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس بحجة ذكرى عيد الغفران. واستنكر المركز عزم جهات صهيونية اقتحام مصلى يتبع “الأقصى" لإقامة بعض الطقوس. ودعا المركز المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري والجاد" للعمل على إلزام حكومة “إسرائيل" بوقف إجراءاتها “التعسفية" في القدسالمحتلة، وباقي الأرض الفلسطينية، مؤكداً أن عدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً من استمرار تصرف “إسرائيل" كدولة فوق القانون وغير خاضعة للمساءلة يشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. ودعا المركز الأطراف الموقّعة على اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في وقت الحرب، “منفردة أو مجتمعة، إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها والعمل على ضمان احترام “إسرائيل" للاتفاقية وتطبيقها في الأرض الفلسطينية المحتلة". ورأى المركز أن “مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع “إسرائيل" على الاستمرار في سياسة تهويد مدينة القدسالشرقية".