فاجأ فؤاد مسكوت رئيس الجامعة الملكية للمصارعة، وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، والبرلمانيين ورؤساء الجامعات الرياضية ورجال الإعلام، إثر كشفه صبيحة أمس الإثنين بمجلس النواب، عن ما اعتبره «اختلالات مالية» و»فساد كبير» يعرفه المشهد الرياضي الوطني، والجامعات الرياضية»، ورغم محاولات عبد اللطيف ميرداس، رئيس لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب، توقيف «مسكوت» عن الكلام، أصر المسؤول الرياضي على إتمام كلمته، وسط مساندة النواب البرلمانيون، ليكشف عن أن وزارة الشباب والرياضة خصصت السنة الماضة صفقة بميزانية 70 مليون سنتيم موجهة لإصلاح القاعة الوحيدة التابعة لجامعة الملكية للمصارعة، لكن «المبلغ المالي تبخر، والقاعة على حالها»، حسب قول رئيس الجامعة. المسؤول الرياضي تعرض للتوقيف مرة ثانية من طرف عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، وهوما استفز المسؤول الرياضي وخاطب وهبي قائلا، «هل هذه قوات احتياطية». وقال مسكوت «الحقيقة أن هناك ارتزاقا وتطفل في المجال الرياضي، وهناك حاجة إلى عمليات تقر بوجود أزمة نتائج تنتج عنها أزمة ثقة، والتي من الواجب أن تقابلها إجراءات تأديبية لتحديد المسؤولية»، يضيف قائلا، «يجب أن نعترف بأن المنهجية المتبعة حاليا عرجاء، وفيها اعوجاج وعيوب ولا ترتقي إلى الطرق المؤدية إلى صناعة الأبطال، مما يتطلب منا وضع اليد على مكامن الخلل ، بعيدا عن لغة المزايدات، ومعالجة الأزمة بتدابير جديدة». واسترسل المسؤول عن رياضة المصارعة بالمغرب، «أنا أقول الحقيقة وأتحدث من قلبي، الوزير أوزين لم يجالس أي مسؤول جامعي حتى الآن». وأشار مسكوت أن تفتيشية تابعة لوزارة المالية وتفتيشية تابعة لوزارة الشباب والرياضة، أنجزت محاضر رسمية توثق الخروقات، وأكثر قوة في التدقيق من قضاة المجلس الأعلى للحسابات، ولكن الخطير هو أن الموظفين السيئين، والذين تربعوا في المسؤولية بوزارة الشباب والرياضة، كانوا ينصحون الوزراء السابقين بأنه في حالة محاسبة مسؤول رياضي فسيقع العقم»، وخاطب المتحدث وزير الشباب والرياضة قائلا، «استستمحك السيد الوزير على هذه الجرأة، وأقول لكم ارفعوا السرية عن ملفات الفساد التي أعدتها مفتشية وزارة المالية وهي موجودة برفوف الوزارة ..أحيلوها على وزارة العدل، وأنا مستعد أن أتوجه معكم إلى مخافر الشرطة لإنجاز المحاضر». واستعرض المسؤول عن رياضة المصارعة في المغرب،منذ سبعة أشهر، عن ملفات فساد كثيرة مستندا على تقارير مالية رسمية أشهرها أمام النواب البرلمانيين، من بينها أن مسؤولا رياضيا سابقا ظل في منصبه ثلاثين سنة. وتحدث أيضا عن وجود 90 عملية لاستخراج الأموال نقدا، لنفس المسؤول الرياضي، وهو ما اعتبره «عبثا». رئيس جامعة المصارعة تحدث عن «فساد تعرفه أيضا جامعة كرة القدم» وقال «نأخذ بها المثال أمام رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، هناك نظام للتوقيعات في عملية استقطاب اللاعبين وبيعهم وشرائهم والتي يتحكم فيها لوبي من السماسرة، 90 بالمائة من العمليات لا تحترم قانون المالية المغربي، حيث تتم نقدا عن طريق سماسرة ليس لهم إقامة داخل المغرب»، مشددا على أن ثلاثية التعاقد الذي تعتمده الفيفا غير معمول به في المغرب. وأثناء حديثه عن رياضة المصارعة، أفاد فؤاد مسكوت، بأن هذه الرياضة «كانت خامس رياضة أولمبية تحقق نتائج جيدة للرياضة المغربية»، ملفتا الانتباه إلى أنه طيلة أزيد من 30 سنة لم يحصل المغرب على أي ميدالية، مؤكدا أن «أحد أسباب الأزمة هو انعدام الثقة واللامحاسبة»، كما كشف عن اختلالات مالية «أثقلت كاهل المسؤولين الجدد بجامعة المصارعة»، وأضاف قائلا، «هناك تباعد في المستويات الإعدادية التي مر بها كل طرف بالمقارنة مع باقي الرياضات الأخرى، ولم تستفد جامعة المصارعة ماليا سوى من 0.5 بالمائة من الميزانية التي صرفت لباقي الرياضات من أجل إعداد المصارعين».