يقع مسجد بريمة في وسط الحي الذي يحمل نفس الإسم غير بعيد عن قصر البديع ومجاور القصر الملكي جنوب شرق المدينة العتيقة. وتدخل حومة بريمة في عداد الأحياء التابعة للمدينة السلطانية وتم بناؤها بأرض جنان الصالحة إحدى أخوات الأمير علي بن يوسف بن تاشفين، وهو بستان اشتهر ذكره في الأغنية الطفولية الشعبية بالمدينة القديمة : مطلعها « آ جرادة مالحة 'فين كنت سارحة ' في جنان الصالحة . ومسجد بريمة هو الوحيد بمراكش الذي يتميز بصومعة قصيرة ذات شرفة واحدة موجهة نحو الباب الرئيسي للمسجد كي لا يطل من صعد اليها على البنايات المجاورة. اسس الجامع الملك سيدي محمد بن عبد الله وقت خلافته بمدينة مراكش ما بين سنتي 1159 و1171 هجرية على هيئة عجيبة بديعة الشكل متقنة الوضع، تحير من تأملها وتروق من أبصرها. وللجامع مرافق بنيت معه وهي كتاب قرآني ومدرسة لطلبة العلم وحمام ومراحيض للاستفراغ. سمي بجامع الملوك، وعرف في عهد الاستعمار الفرنسي أحداث مقاومة عظيمة. ويتكون الجامع من محراب تحيط به زخرفة من الجبص فوقها ثلاث شمسيات، وتحيط بالكل كتابة « العافية الباقية»، وبداخل قوس المحراب قبة صغيرة على شكل طاسة مزخرفة ويحتوي الجامع على أربعة اساكيب تتوسطها قبة كبيرة. اسكوب المحراب واسع وسقفه من الخشب على شكل تضليع، ويحتوي هذا الأسكوب على بابين أحدهما يدخل منه السلطان والآخر يدخل منه الخطيب. أما المنبر فهو على قديم مزخرف بالصباغة. من الأحداث العظيمة التي وقعت فيها إبان الاستعمار إلقاء قنبلتين في مارس 1954 في وجه كل من محمد بن عرفة والباشا الكلاوي خلال صلاة الجمعة، من قبل كل من الشهيد أحمد أقلا الذي قتل في الحين برصاص الكلاوي، ومحمد بن العربي حيث اصاب بن عرفة في عينه ووجهه بجروح خفيفة. ومن أشهر أئمة الجامع وخطبائه سيدي أحمد بن محمد أكرام (1884 - 1956)، حيث كان له درس أسبوعي في صحيح مسلم والتفسير في عدد من المساجد ، واكتسب هذه الشهرة نظرا إلى مواقفه الشديدة والصارمة تجاه البدع . وقد تولى أكرام الخطابة في مسجد بريمة وتخلى عنها في أواخر حياته تورعا، كما عرض عليه تولي القضاء فرفض.