● كنت ملتزمة والحمد لله، وأواظب على الفرائض، وكنت أعشق قراءة القرآن، لكن الآن لا أدري ماذا يحدث لي فكلما أمسكت بالمصحف لأقرأ لا أقدر، وأجد ما يدفعني لترك المصحف!أنا الآن لم أختم القرآن منذ مدة طويلة أحس بشوق كبير للقرآن، لكن لا أجد في نفسي القوة، أو لعله نقص في الإيمان، و أحس أن قلبي أصبح قاسياً، أحس بالذنب الشديد، وأرجو أن أبكي من خشية الله.. فماذا أفعل لأعود كما كنت، وأقرب إلى الله؟ ●● أحمد الله أن أنعم عليك بحلاوة الإيمان وحب القرآن وحب الرحمن، وأسأل الله الكريم أن يمتعك بدوام ذلك أبداً. أختي الفاضلة: لقد تلقيت رسالتك بدموعي، دموع الفرح بما أنعم عليك من الالتزام، ودموع الحزن على ما فقدتِه من قراءة القرآن والرغبة فيه، ثم دموع الفرح بعباراتك المعبرة عن حب الله عز وجل، فقلت إن ربنا عز وجل لن يخيب رجاء هذه الأخت المحبة له سبحانه وتعالى. اللهم اشرح صدرها وطهر قلبها وقوٍ إيمانها واغفر ذنوبها وعظم أجرها وارزقها حلاوة الإيمان وجنة الإيمان وسعادة الإيمان. أختي الفاضلة: إن الإنسان في بداية صحوته وتوبته ورجوعه إلى الله تعالى يجد حلاوة الإيمان ونشاطا في العبادة، ثم يضعف هذا قليلا عند كثير من الناس لكن بعض الناس يجد ضعفاً شديداً وتراجعاً كبيراً، وهذا يحتاج إلى أمور: أولا: الإكثار من دعاء الله عز وجل أن يحيي الإيمان ويرزق الاجتهاد في العبادة. ثانيا: الإكثار من الاستغفار، فإن الله يجعل من ثمرته تفريج الهموم وحياة القلوب. ثالثا: النظر في الجلساء، فإن كانوا لا يعينون على طاعة الله تعالى فلتبحث المسلمة عن صديقات صالحات يعنَّ على طاعة الله عز وجل (المرء على دين خليله(. رابعا: النظر بصدق في حالك في الخلوات عندما لا يراك أحد هل تجترئين على معصية الله تبارك وتعالى؟ لأن هذا مما يسبب سلب لذة العبادة، بل سلب القدرة على العبادة. خامسا: النظر في سلوكك مع والديك، فإن برهما يجلب الخير ومنه الثبات على الدين. سادساً: اجتهدي وجاهدي واصبري ورابطي ولا تملي ولا تكلي ولا تيأسي، بل حاولي مرة بعد مرة حتى تبلغي ما تريدين. قال تعالى: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» والله المستعان.