أكد محمد الوفا وزير التربية الوطنية أن ثانوية تابعة للبعثة الفرنسية بالرباط، استضافت شابا فرنسيا شاذا جنسيا، من أجل إلقاء عروض في الفترة الممتدة بين الإثنين 16 والسبت 21 أبريل الماضي، واعتبر الوفا أن الشاذ حضر من أجل تقديم شهادة أمام التلاميذ حول صعوبات امتلاك هوية جنسية مختلفة، والدعوة إلى التسامح مع ظاهرة الشذوذ وضرورة رفض الأحكام المسبقة الكارهة للمثليين، ضمن نشاط في مادة علوم الحياة والأرض في نطاق المرسوم الوزاري لسنة 2003، بخصوص التربية الجنسية المعتمدة في المنظومة التربوية الفرنسية. وأكد الوفا في جواب له عن سؤال كتابي للنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية حسن الحارس، حول «ما نشرته بعض الجرائد الوطنية حول دروس في الشذوذ الجنسي»، ب»إشراف أساتذة مادة علوم الحياة والأرض بأنفسهم على تحضير هذا النشاط التربوي وتأطيره»، مسجلا أن 10 من التلاميذ من أصل 200 تلميذ لم يرغبوا في حضور هذه الحصص. ووفقا لوزير التربية الوطنية فقد أكد مدير الثانوية المذكورة أن هذه الأنشطة لم تنحو إلى التحريض على الشذوذ، بقدر ما كان الهدف منها هو محاربة الإقصاء وتحسيس التلاميذ بمسألة التمييز بين المجال العام والخاص في الحياة الجنسية الإنسانية طبقا للتوجهات التربوية الفرنسية. وبرر الوفا في جوابه حضور مثل هذه الدروس في هذه المؤسسة، ب«أن المادة التاسعة عشر من البروتوكول الثاني الملحق باتفاقية الشراكة للتعاون الثقافي والتنمية بين المغرب وفرنسا تنص على أن هذه المؤسسات الفرنسية، تدرس برامج مطابقة لقواعد البلد الأصلي في ميدان التعليم»، كما أنه «يتم تسييرها وتفتيشها من طرف البلد الأصلي»، تضيف الإتفاقية. وكانت رئاسة الحكومة قد توصلت بتقرير من بعض أولياء آباء تلاميذ، حصلت «التجديد» على نسخة منه، يؤكد أن الثانوية نظمت حلقات دراسية حول «الشذوذ الجنسي»، تحت عنوان، «كن متسامحا مع الشواذ جنسيا قد تصبح يوما مثلهم»، أطرها فرنسي يقول التقرير إنه «شاذ جنسيا»، ويظهر حسابه بالفايسبوك ميولاته الجنسية حسب ما اطلعت عليه «التجديد». المصدر ذاته يكشف عن قيام الفرنسي، مؤطر الحلقات الدراسية، باستهداف التلاميذ الذين يدرسون بالقسم السادس ابتدائي وكذا تلاميذ الإعدادي والثانوي، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 سنة و18 سنة، وتصل مدة كل حلقة دراسية إلى ستون دقيقة، وتحتضنها قاعة مخالفة لقاعات الدروس، ويتم تقسيم الحصة إلى جزئين، حيث خلال الثلاثين دقيقة الأولى يعرض شريط وثائقي، يستعرض تجارب «نساء سحاقيات وذكور لواطيين»، وكيف «استطاعوا مقاومة العادات والتقاليد الاجتماعية والمحذورات الدينية»، بينما يخصص الجزء الثاني من الحصة للمناقشة مع التلاميذ، حيث «يدافع المؤطر الفرنسي عن الشذوذ الجنسي»، يقول التقرير، «ويحاول إقناع الجميع محافظا على هدوئه في حال وجود رأي مخالف».