كشفت مصادر متطابقة ل«التجديد» أن التكلفة المادية للأعمال الرمضانية الدرامية والفكاهية على القناة الثانية «دوزيم» لسنة 2012 تجاوزت 7 ملايير سنتيم، وذلك وسط انتقادات همت الصيغة التي قبلت بها هذه الأعمال في غياب الاستناد إلى آلية طلب العروض وعدم الأخذ برأي مسؤولي الإنتاج بالقناة. كما تم تصوير بعض الأعمال دون تقديم نصوصها إلى مديرية الإنتاج وأضافت ذات المصادر إلى وجود أعمال ما تزال قيد التصوير إلى الآن. في هذا الصدد علمت «التجديد» أن تكلفة إنتاج سلسلة «ديما جيران» لمنتجها نبيل عيوش بلغت مليار و250 مليون سنتيم، فيما بلغ إنتاج سلسلة «دموع الرجال» للمنتج أحمد بوعروة 950 مليون سنتيم و360 مليون سنتيم للمنتج نفسه في سلسلة «ولد القايد». ذات المصادر ذكرت أن سلسلة «بنات لالة منانة» التي أنتجتها شركة ديسكونكتيد» كلفت مليار و500 مليون سنتيم، فيما فاقت تكلفة الكاميرا الخفية «جار ومجرور» مبلغ 120 مليون سنتيم، هذا على جانب العدد من الأعمال التي لم توقع عقودها إلى الآن أو لم يعلم بعد كم كلفت من النفقات المادية من قبيل الإنتاج الفكاهي «الديوانة». في هذا الإطار قال المخرج والناقد الفني والسينمائي حسن بنشليخة إن موضوع الاحتكار أصبح مفضوحا بالقناة الثانية وهو ما تؤكده يضيف بنشليخة تكرار عدد من المنتجين ولعدة سنوات على القناة الثانية، بنشليخة قال ل»التجديد» إن القناة الثانية لا تسمح بالمنافسة ولا تفتح هذا الباب أمام باقي الشركات الأخرى لصالح شركات وأشخاص بعينهم وذلك في إطار يفتقد لأي مقومات الشفافية والنزاهة. وتعليقا على هذه المعطيات قال عبد الواحد المهتاني، عضو مكتب النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع البيضاء ل «التجديد» إن المشكل لا يكمن في المبلغ في حد ذاته لكون الأعمال الدرامية تتطلب ذلك وقد يكون أكثر، وإنما في تبريره حيث أن واقع الرداءة والفقر الإبداعي في ما أنتج وأماكن التصوير والديكور وغياب الشفافية في تدبير صفقات الإنتاج يؤكد ذلك. وأضاف المسؤول النقابي، في ذات التصريح أن عدم تبرير مثل هذه المبالغ يعكسه أيضا التراجع الحاصل في نسب المشاهدة مقارنة بالسنة الماضية مستشهدا بنتائج «ماروك ميتري» والتي تؤكد أن أزيد من 50 بالمائة من المغاربة لا يشاهدون الإعلام العمومي، وأضاف أن ماتبقى من نسب المشاهدة إنما يرفعه أحيانا غياب اختيارات أخرى لدى العديد من المواطنين مما يجعلهم أمام فترات للتعذيب أمام الأولى والثانية يؤكد المهتاني.