عاشت ساكنة حي الدرب الكبير بمنطقة الفداء بالبيضاء يوم الأحد 22 يوليوز 2012، أجواء من «الرعب» و»الترقب» بعد تعرض أفراد من الشرطة إلى هجوم من طرف أشخاص مدججين بالسلاح الأبيض والحجارة، بينما كانوا قد أوقفوا مشتبها به في ترويج المخدرات وبحوزته كمية من مخدر الشيرا، وخلف الهجوم إصابة خمس من أفراد الشرطة بإصابات متفاوتة الخطورة في اليوم الثاني من رمضان. وتعود حيثيات الحدث -حسب شهود عيان-، عندما أقدم أفراد من الشرطة على توقيف مشتبه به في ترويج المخدرات ساعات قليلة قبل موعد الإفطار، قبل أن يعمد مقربون من المشتبه به وأصدقائه إلى الرمي بالحجارة والهجوم على أفراد الأمن في محاولة لتخليصه منهم، مستعملين أسلحة بيضاء كبيرة، وأضاف الشهود، أن الأشخاص طاردوا أفراد الأمن أمتارا قبل أن يحتموا بسيارة للأمن تحت أنظار المواطنين وساكنة الحي. وذكر بلاغ لولاية الأمن بالبيضاء، أن الهجوم خلف إصابة أكثر من خمسة شرطيين بجروح متفاوتة الخطورة، وأوضح أنه أمام محاولة عائلة المشتبه به معززين بأشخاص من ذوي السوابق القضائية تخليص المشتبه به من عناصر الأمن، اضطر ضابط للشرطة إلى استعمال سلاحه الوظيفي مطلقا رصاصة إنذارية أصابت شظاياها «اثنين بجروح طفيفة على مستوى الفخذ». وأكد البلاغ، أنه تم إيفاد تعزيزات أمنية إلى عين المكان عملت على تأمين نقل المشتبه به إلى مقر الفرقة الجنائية الولائية، وتم فتح تحقيق معمق من أجل توقيف كل الأشخاص الذين شاركوا في مهاجمة عناصر الأمن. وأعاد ما وقع بمنطقة الفداء، إلى الواجهة سلسلة من الأحداث التي تظهر مقاومة عصابات تجار المخدرات وإلحاق أضرار بالأمن، آخرها ما عاشته مدينة برشيد قبل أسابيع، بعد أن دخلت عناصر أمن في مواجهات عنيفة مع تجار مخدرات، اضطرت معها إلى إطلاق الرصاص لصد المقاومة العنيفة التي ووجهوا بها من قبل أفراد العصابة مدججين بأسلحة بيضاء وقنينات حارقة. وتعليقا على تنامي ظاهرة مقاومة تجار المخدرات لقوات الأمن، قال ابراهيم الحمداوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، إن المجرمين استغلوا انتشار الثقافات الحقوقية في المجتمع للقيام بمزيد من العمليات الإجرامية والإرهاب النفسي للمواطنين، مما أضعف الشخصية الاعتبارية والمعنوية لرجل الأمن. وأضاف الحمداوي في تصريح ل»التجديد»، أن هناك عدد من البؤر التي ينشط بها المجرمون بحرية تصعب التدخلات الأمنية فيها، مؤكدا أن مثل هذه العمليات تتطلب فرقا أمنية متخصصة تكون مدعومة بمراكز أبحاث علمية وأكاديمية حول الجريمة. وشدد المتحدث، على أن التدخلات التقليدية أصبحت غير ذي جدوى، وأصبحت تقوي المجرمين وتضعف صورة رجل الأمن لدى المواطن، خاصة أن المجرمين في بعض الأحيان يكون لديهم لياقة أكثر مما يتوقعه الأمن، مبرزا أن عدم التنسيق ووجود خطة أمنية والتأخر في مساندة رجل الأمن في أداء مهمته قد يعطي صورة «مشوهة ومزيفة» ويشجع المجرمين الآخرين على الاعتداء على الأمن.