وجه 100 شاب مغاربي أول أمس الأربعاء 18 يوليوز 2012 من قلب قصر بلدية مراكش نداء من أجل إحياء الاتحاد المغاربي. وشكل المكان الذي انطلق منه النداء رمزية كبيرة إذ هو نفسه المكان الذي اجتمع فيه في فبراير سنة 1989 رؤساء الدول المغاربية الخمسة وأعلنوا ميلاد الاتحاد المغربي والتي بات يسمى بعد الدستور الجديد اتحاد المغرب الكبير لكي لا يقتصر فقط على المكون العربي لهذه الشعوب. وكان أيضا لتكليف شاب جزائري قراءة النداء أكثر من معنى حسب المنظمين. وأكد النداء على اعتزاز الشباب بتاريخهم وانتمائهم المشترك وبنضال الأجداد والآباء من أجل الوحدة وبروح التضامن التي ميزت كفاحهم السياسي و المسلح ضد المستعمر. وأضاف النداء "إذ نضع الأنظمة أمام مسؤوليتها التاريخية نعي انه لا مناص لمنطقتنا من الإتحاد لمواجهة عولمة لا ترحم الضعفاء في عالم مليء بالمخاطر والأزمات، وفي الوقت الذي تعاني فيه شعوبنا من نفس المشاكل، ونتحمل كشباب خصوصا والشعوب عامة التابعات السلبية لغياب الاتحاد ". ودعا البيان الشباب والمتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين وفعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية في كل البلدان المغاربية من اجل النضال الفعلي والجدي والحقيقي لتكريس الوحدة المغاربية في ممارساتهم وخطاباتهم عبر مقاربة موضوعية بناءة وإيجابية، كما دعا الأنظمة إلى إعادة بعث الحوار على أعلى المستويات من أجل ، من خلال تبادل الزيارات لدراسة ملف فتح الحدود وتسهيل تنقل الممتلكات والأشخاص، و إنشاء منظمات ومؤسسات تقنية محضة مغاربية في مجال الاقتصاد والبحث العلمي وغرف تجارية، فلاحية، مغاربية، تعمل من أجل إعداد الدراسات لتفعيل المعاهدات بين الدول وتسهيل خطوات بناء الإتحاد المغاربي، وإيجاد أطر تعمل على ملائمة المناهج الدراسية يسهل متابعة الطلبة المغاربيين لدراستهم في جميع المعاهد والجامعات، بشكل سلس مما يعزز روابط التواصل والإنتاج الفكري. و حيى النداء المغرب على خطوته التاريخية في دسترة الامازيغية كلغة رسمية داعيا باقي الدول المغاربية إلى الاعتراف الرسمي بالتعدد اللغوي الموجود بها. وجدد النداء التزام الشباب بمواصلة النضال وتكثيف الجهودنا والاتصالات فيما بينهم عبر كل القنوات المتاحة، لتوسيعها في اتجاه التنظيمات الشبابية المغاربية وتمكينها من الانضمام والتنظيم في إطار أكثر تنظيما وتمثيلا وفعالية، يفرض نفسه كدبلوماسية موازية وقوة اقتراح. وأجمع الشباب المغاربيون في الجلسة الختامية للدورة الأولى للجامعة المغاربية المنظمة من طرف مركز التنمية لجهة تانسيفت والممولة من قبل مؤسسة ألمانية والتي عقدت بأغبالو ضواحي مراكش على ضرورة تفعيل مقتضايات هذا النداء. ونوه شاب من الجزائر بأجواء الاخوة وحفاوة الاستقبال التي لطفت أجواء النقاش الحاد، مشيرا أن لا أحد له الحق في إلقاء المسؤولية على الآخر وأن الجميع مدعو إلى تصحيح الافكار المسبقة والمفاهيم السطحية التي أخرت تفعيل الاتحاد المغاربي. وقال شاب من تونس إن أهم ثروة تتوفر عليها الدول المغاربية هي الثروة البشرية خاصة الطاقات الشابة، و الموكول اليها في ظل الظروف الراهنة والثورات الحاصلة تحقيق الحلم المغاربي، وأضاف أنه يجب ان ننتقل من مرحلة التقارير إلى مرحلة الفعل من التواصل الدائم والمتكامل لحث الحكومات على تفعيل القرارات، متسائلا في نهاية كلمته: إذا كانت المشاكل مشتركة، فلم لا تكون الحلول كذلك؟ وقال ممثل شباب موريتانيا إن التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والملامح كل ذلك يجمعنا، والتي لا مناص لنا بالتقدم والازدهار إلا ببناء مستقبل مشترك، مؤكدا أنه مهما طال الزمن فإن الاتحاد هو مصير هذه الشعوب المغاربية، وبالتالي أن تصبح لها قوة اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة. وفي آخر اللقاء قدم الشباب أغنية جميلة عن الاتحاد المغاربي باللغة العربية كما زاروا متحفا طبيعيا أنشئ أخيرا بالمدينة على أمل أن تعقد الدورة الثانية في مدينة بوزنيقة سنة 2013. يشار أن اللجنة المنظمة عبرت عن استيائها في تصريح ل"التجديد" من تخلف عمالة الحوز عن تقديم الدعم إلى هذا الملتقى الشبابي، مشيرة أن العامل السابق هو من أصر على تنظيمه في أغبالو طلبا للإشعاع الثقافي والسياحي، لكن خلفه حسب المنظمين لم يرد حتى استقبالهم.