طاردت شرطة مكافحة الشغب المغربية يوم الاحد مئات المتظاهرين الذين تحدوا حظرا فرضته السلطات على التظاهر في شوارع الرباط مما يشير الى تراجع صبر المملكة على المعارضة. وكان المحتجون بصدد اقامة معسكر امام البرلمان في الرباط لكن السلطات حرصت على تفادي تكرار ما جرى في القاهرة في وقت سابق هذا العام عندما احتل محتجون ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية ونجحوا في نهاية الامر في الاطاحة بالرئيس حسني مبارك. وطردت الشرطة المسلحة بالهراوات والدروع المتظاهرين من شوارع احد التقاطعات في حي كان من المفترض ان تبدأ منه المسيرة. وتفرق المحتجون الى جماعات صغيرة طاردتها الشرطة بعيدا. وقال المحتج جلال المخفي ان قائدا بارزا للاحتجاجات تعرض للضرب الاسبوع الماضي اصيب بارتجاج شديد في المخ. واضاف ان ستة اشخاص اصيبوا لكن اخرين قالوا ان عدد المصابين اكبر من ذلك بكثير. وتصاعد الاضطراب خلال الاشهر القليلة في المغرب الذي يعتبر دولة معتدلة ومستقرة نسبيا لكن الاحتجاجات استلهمت الانتفاضتين الشعبيتين الناجحتين في كل من مصر وتونس. وخرج محتجون يطالبون بالمزيد من الحقوق الديمقراطية والمكاسب الاقتصادية خلال الاشهر القليلة الماضية الى الشوارع مما تسبب في مقتل ستة اشخاص على الاقل. لكن الاحتجاجات لم تصل الى حجم مثيلاتها في دول عربية اخرى. وشقت مجموعة من الخريجين العاطلين عن العمل يوم الجمعة طريقها وسط حشد للاقتراب من الملك محمد السادس ملك البلاد بعد أن أم صلاة الجمعة ورددوا هتافات تطالب الملك بتوفير فرص العمل لهم. واعتبر هذا التصرف خرقا جريئا للتقاليد في بلد تزين فيه صور الملك المحال التجارية والاماكن العامة ويعامله كثيرون باحترام وتوقير. ويحمل الملك في المغرب لقب امير المؤمنين. وتحكم العائلة المالكة المغرب منذ القرن السابع عشر. وحصة المواطن المغربي من الدخل القومي هي الاقل في بلاد المغرب العربي التي تضم كذلك كلا من ليبيا وتونس والجزائر. ويعيش كثيرون في فقر ويعاني نحو نصف السكان من الامية. واستجابة للاحتجاجات الشعبية اعلن الملك في مارس اذار عن نيته تعديل الدستور والسماح بالمزيد من الحقوق الديمقراطية. ومن المقرر ان تعلن لجنة مسودة الدستور بتعديلاته المقترحة الشهر القادم.