نظم ناشطون سياسيون ومدنيون مغاربة تجمعا احتجاجيا يوم الاثنين الماضي بمراكش ، تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني بسبب المجازر المرتكبة حاليا في غزة ولبنان من طرف الكيان الصهيوني الغاصب. كما عرفت باقي المدن العربية وقفات مماثلة في إطار ما يسمى بيوم الغضب العربي والذي دعا إليه اتحاد المحاميين العرب.وحضر التجمع في مراكش رموز محلية لقوي يسارية ووطنية وإسلامية منها حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، تلبية لنداء هيئة المحاميين بمراكش والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني اللذان يشرفان على التظاهر بمراكش. وتجمع عشرات الأشخاص منهم نساء وأطفال أمام مقر بلدية مراكش لم يمنعهم الجو الحار من القدوم ، رافعين شعارات منددة مثل هذا عيب هذا عار ، أولمرت يا ملعون فلسطين في العيون و التطبيع خيانة ،يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح ، كما حملوا خرائط وأعلام فلسطين وصور الشهداء ،وأحرقوا العلم الصهيوني .وأصدرت التجمع الاحتجاجي بيانا استنكاريا أشار فيه أنه مرة أخرى وعلي مرأى ومسمع من المجتمع الدولي يعود الكيان الصهيوني بصلفه المعهود وتغطية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية ، يعود ليشن حرب إبادة همجية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني تمثلت في القتل العشوائي وتدمير البنى التحتية من جسور ومطارات وطرق وقنوات المياه ومحطات الكهرباء وبنايات عمومية وخصوصية مستعملا في ذلك آلته الحربية المتنوعة من طائرات وبوارج حربية ودبابات متطورة وكذا الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا لإلحاق أكبر الأذى بالفلسطينيين واللبنانيين.وأضاف البيان أنه "وفي الوقت الذي يتعرض فيه الشعبان الفلسطيني واللبناني إلى إبادة ممنهجة تبادر الولاياتالمتحدةالأمريكية كعادتها ،وكلما كان الكيان الصهيوني الإرهابي في مأزق إلى استعمال حق الفيتو ضد مشروع قرار قدم إلى مجلس الأمن ينتقد الدويلة العبرية ويطالبها بوقف هجماتها على مدينة غزة".وبلغة لاذعة قال البيان "إن الذي يرد على عمليات عسكرية فلسطينية ولبنانية بالقصف خبط عشواء واستهداف المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء وتدمير محطات المياه والكهرباء والبنى التحتية المدنية والقنوات التلفزيونية ليس بطلا بالمعنى العسكري ، بل جبان رعديد من الطراز الممتاز، لذلك لم يعد مقبولا أن تستمر الكيان الصهيوني في تسويق جرائمه إلى العالم بوصفه دفاعا مشروعا عن النفس ، بينما توصم مقاومة أصحاب الأرض والسيادة بالإرهاب".وفي حديث خاص قال نقيب المحامين صدوق في تصريح خاص إنه آن الأوان لدعم للمقومة الفلسطينية واللبنانية والوقوف بجانبها ومساندتها من أجل جعل حد للغرور والصلف الصهيوني حتى ينصاع هذا الكيان للإرادة الدولية والكف عن العبث والغطرسة في المنطقة، كما دعا كافة القوى الديمقراطية الحية والوطنية وكافة شرفاء العالم إلى مساند الشعبين لفلسطيني واللبناني ودعم مقاومتهما من أجل الحق في الوجود والكرامة والتحرر والاستقلال والديمقراطية ، دون أن ينسى التذكير بما يعانيه الشعب العراقي من استعمار مباشر وبث روح النزعة الطائفية فيه . وندد صدوق بموقف الأممالمتحدة التي تركت اللاجئين إليها في بيروت في الشارع عرضة للقصف الصهيوني ، متوافقا قوله مع قول نبيه بري رئيس المجلس التشريعي اللبناني الذي أشار إلى أن الأممالمتحدة كانت شريكة بموقفها في هذه الجريمة البشعة في مرج عيون وفي غيرها الذي ما هو إلا غيض من فيض.كما أن ندد بدعاة الديمقراطية الذين لم يتحركوا وهم يرون اعتقال نواب برلماني ووزراء منتخبين بطريقة شرعية .وقال مشارك عن حزب العدالة والتنمية إن تلبية النداء هو واجب وطني وإسلامي على كل مواطن ، مشيرا إلى ضرورة دعم المقاومة في فلسطين ولبنان التي أصبحت لا تدافع فقط عن نفسها بل تنوب عن الأمة العربية والإسلامية جمعاء في رد العدوان الصهيوني أمام الصمت الدولي المخزي، وأضاف محمد العربي بلقايد أن المفاجآت آتية إن شاء الله،و ستسر كل محبي السلام والعدل في ربوع العالم.وأدان مشاركون صمت وتفرج الأنظمة العربية التي أبانت عن انهزامها وعمق ارتباطها بالدوائر الأمريكية وانبطاحها أمام املاءاتها بحيث أصبح البعض يلعب دور الوسيط بين الشعوب العربية والكيان الصهيوني من أجل إطلاق الجنود الصهاينة المعتقلين لدى المقاومة. كما أشاروا إلى أن التباطؤ والصمت المتعمدان من جانب الأوساط الدولية خلال الأسابيع الأخيرة إزاء ما يحدث من عربدة الكيان الصهيوني وعدم اتخاذ جاد وعاجل لإيقاف جرائمه هو الذي شجعه في التمادي في غطرسته والرفع من وتيرة التقتيل والتدمير العشوائيين.