قال شهود عيان إن أربع طائرات عسكرية هبطت قبل ثلاثة أيام في مطار بنينة في ضواحي مدينة بنغازي شرق ليبيا، يُعتقد أنه كان على متنها من وصفوهم ب"المرتزقة الأفارقة"، وقد جاءوا من دول إفريقية لم تعرف جنسيتها بعد، إلا أن بعضهم قال إنهم يتحدثون الفرنسية. وأكد الشهود ل"العربية.نت" أنه تم إلقاء القبض على بعضهم، واعترفوا بأنهم تلقوا تعليمات من خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وتحدثت أنباء عن انضمام وحدات من الجيش الليبي إلى صفوف المحتجين بعد نشر "الميليشيات الإفريقية" في الشوارع. وأفاد موقع "جيل ليبيا" الإلكتروني على الإنترنت أن عدة طائرات هبطت في مطار "معيتيقه" العسكري وتحمل "مرتزقه أفارقة"، يرتدون زياً عسكرياً ليبياً، حيث يتم إرسالهم إلى النقاط الساخنة في المنطقة الشرقية، ونشرهم داخل طرابلس، خصوصاً في منطقتي قرجي وغوط الشعال.قتيل في مصراتةوفي مدينة مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية، قال شيخ إحدي القبائل ل"العربية.نت"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن شخصاً على الأقل قتل اليوم وأصيب آخرون في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين تجمعوا أمام مسجد "الشيخ محمد" وسط المدينة. وأضاف أن الشرطة فرقت صباح اليوم بالغاز المسيل للدموع مظاهرة للمحامين أمام مجمع للمحاكم وسط مصراته، موضحاً أن شوارع المدينة مازالت تعج بالمحتجين، وأن اشتباكات بينهم وبين الشرطة تقع بين الفينة والأخرى، مؤكداً استخدام قوات الأمن الرصاص الحي ومسيل الدموع لتفريق المتظاهرين.انقطاع المياه والكهرباء ووسائل الاتصالخميس القذافيونزل الليبيون بالعشرات يوم الخامس عشر من فبراير/ شباط الجاري إلى شوراع مدينة بنغازي شرق البلاد في أول احتجاجات تشهدها ليبيا للمطالبة "بإسقاط الرئيس القذافي" الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعين عاماً، في استلهام على ما يبدو لتجربتي تونس ومصر، اللتان نجحتا أخيراً في إسقاط زين العابدين بن علي وحسني مبارك في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، و11 فبراير/ شباط الجاري على التوالي. وأكد ناشطون في "ثورة فبراير" على مواقع التواصل الاجتماعي انقطاع خدمتي الكهرباء والمياه عن مدينة البيضاء، كما شهدت خدمة الهواتف المحمولة تشويشاً بهدف إعاقة التواصل بين المتظاهرين، في محاولة من الحكومة لتجنب تنظيم تظاهرات في مواقع جديدة من البلاد. وتلقى عدد كبير من المواطنين في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، رسائل نصية على هواتفهم المحمولة، يُعتقد أن مصدرها السلطات، حملت تهديداً باعتقالهم في حال التظاهر، واقتحام منازلهم إن خرجوا إلى الشوارع. وشهدت مدينة بنغازي منذ صباح اليوم غياباً كبيراً لقوات الأمن والشرطة، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها، وساد الهدوء الحذر معظم أرجاء المدينة.وأوضح أحد المحتجين في بنغازي في مداخلة هاتفية مع قناة "سي إن إن" يدعى مفتاح أن أكثر من 50 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في المدينة في اليوم الأول من التظاهر الذي أطلق عليه "يوم الغضب". وقال "إن الحرس الثوري أطلق النار على المتظارهين بينما كانوا يشيعون جثامين عدد من القتلى في اليوم الثاني من التظاهرات، وأردوا أربعة منهم قتلى، وجرحوا العشرات"."إنهم يقتلون الناس"المظاهرات في شوارع ليبياوأضاف مفتاح الذي طلب التعريف عن نفسه باسمه الأول فقط "نحن مصممون على تغير هذا النظام القمعي المستمر منذ أكثر من أربعين عاماً، إنه نظام مستبد، ومستعد لفعل أي شيء للبقاء في سدة الحكم، إنهم يقتلون الناس، لقد أنزلوا البلطجية إلى الشوارع، وأحضروا آخرين من خارج البلاد، كما أطلقوا سراح المجرمين ليهاجموا المحتجين". وفي مدينة البيضاء تظاهر أكثر من 500 شخص أمام مركز المدينة، وأحرقوا مركزاً للشرطة هناك وسيارتين للأمن الداخلي، واستولوا على مقر الأمن الداخلي فيها. وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، وأفادت بعض المصادر عن مقتل ثلاثة من المحتجين. ويقول المتظاهرون إن الفساد المستشري في البلاد، والتضييق على الحريات والاعتقالات السياسية التي شهدتها سنوات حكم القذاقي هي من أبرز العوامل التي دعتهم للنزول إلى الشوارع، في بلد يعتبر من أغنى الدول النفطية في المنطقة العربية. ولا يتجاوز عدد سكان ليبيا 9 ملايين نسمة، وتبلغ مساحتها مليوناً و700 ألف كيلومتر مربع. إلى ذلك، نقلت وكالة الجماهيرية للأنباء الرسمية "أوج" أن العشرات من الليببيين نزلوا إلى شوارع مدن طرابلس وسرت وبنغازي وسبها وغات وغيرها دعماً وتأييداً لحكم الزعيم الليبي معمر القذافي. وخرجت الوكالة بعنوان واحد لكل الموضوعات من مختلف هذه المدن يقول: "تواصل المسيرات الشعبية والشبابية المؤكدة للالتحام الجماهيري الأبدي بالأخ قائد الثورة، وبأن سلطة الشعب خيار تاريخي إستراتيجي لا بديل عنه بمختلف الشعبيات".