تمنيتُ لو استطعتُ اليومَ أن أصنعَ من الكلمات وروداً، وأن أنثرَ عطرَها على الورق بدلاً من حبر القلم. تعبيراً عن الحُب والوفاء، والإخلاص، والشكر الامتنان، وليتَ اللغة تكُون جسراً من المشاعر، تعكسُ العرفان، والمحبة، والاعتزاز، والزهو لأمير المؤمنين صاحب الجلالة،الذي صنعُ المعجزات بمنطقتنا الشمالية الغالية، إحدى مناطق المملكة الشريفة، وما تَشهدُه من تَحولات،ومشاريع ضخمة بفضل العطف المولوي الشريف على هذه الجهة العزيزة ذات التاريخ المجيد في النضال والمقاومة الآن عُرسنا جميعاً..لأسرد الحُب في رسالة أقول فيها ما يحمله قلبي من مشاعر وأحاسيس وحقائق غيرت حياة سُكان المنطقة الشمالية، إلى الأفضل و الأجمل..وخلق مشاريع ضخمة صارت مثلا وتجربة رائدة في التنمية البشرية والتحولات الهامة، بفضل مجهودات ملك وشعبه الوفي، لكن معنى الوفاء الذي أتطلع إليه أكبر من الكلمات.طوال عشرة سنوات، عايشنا عن قرب، ولمسنا بأيادينا، ورأينا بعيوننا الحُب الحقيقي الذي يكنه شعبنا الطيب لملكه الهمام، الذي قاد مسيرة التغيير والتشييد والتقرب من شعبه، ومسح دموعه عن خده، فكان طبيعيا أن يحتل مكانا بارزا في قلوب الناس، وأن يحفروا اسمه بأحرف من ذهب ونور في سجلات التاريخ بعدما نجح بحكمته السديدة في شتى الميادين، وتحولت منطقة الشمال على يديه الكريمتين إلى مفخرة من مفاخر عهده الزاهر، عهد محمد السادس نصره الله، وسدد خطاه.إن ما وصلت إليه مدن الشمال تطوان وضواحيها، وطنجة،العرائش،القصر الكبير،الحسيمة الناضور ، شفشاون ووزان، من مكانة ورفعة وعزة وما تنعم به من طمأنينة ورخاء هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب قادها ملكنا المحبوب بحكمة وحلم وصبر، إذ سخر كل إمكانيته وندر حياته لبناء المغرب الحبيب وتقدمه وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم.وأصبحَ الحُلم حقيقة، حتى باتَ كل شبر من تراب المملكة الشريفة، يروي عن صانع المغرب الحديث مغرب التحديات، وعن إنجازاته..وكل شجرة تمد ظلالها تحكي عن مسيرة ملك شاب أهدى حياته لشعبه من أجل العمل الدؤوب لا يرتاح بل يبحث عن راحة رعاياه في كل أرجاء المملكة، وكل صورة كم صور النهضة والبناء تحمل اسم جلالته مسبوقا بمعاني المحبة والوفاء والعرفان.وكوني ولدت بقرية الصيادين المضيق، هذه المدينة التي لها مكانة خاصة في قلوبنا، أنظر إليها كيف كانت في السابق، وأنظر إليها الآن ، فتبهرنا روعة الحاضر وأصالة الماضي، فالفرق شاسع وكبير بين المضيق في الأمس والمضيق اليوم، التي عرفت معالم نهضتها الحضارية في جميع المجالات، و تحولت إلى مدينة جميلة وكأنها لوحة تشكيلية معبرة عن الحداثة والأصالة العمرانية والجمالية إنه حُلم من أحلامي تحقق، وأفتخر بانتمائي لهذه المدينة الساحرة، سمعتُ أمواج شاطئها الجميل يحكي عن اهتمام وعناية صاحب الجلالة محمد السادس بها،وردد بوزغلال أشعارا شكر فيها صانع المضيق جوهرة البحر الأبيض المتوسط،وأصبحت مفخرة من مفاخر صاحب الجلالة ويَحقُ لي أن أسميها مدينة محمد السادس . معجزة من معجزات هذا العهد.بشوارع مدن الشمال، يستقبلُ أبناء شعبه العزيز بابتسامته التي تنبع من القلب.. وبحضوره المُتميز، وحنانه الجَارف، وحرصه على شعبه العزيز، وسؤاله الدائم عن الصغير قبل الكبير..يسألك عن الأحوال ويحيطك باهتمامه، ورعايته السامية، ويحاول أن يحقق أمانيك..وعندما تشاهد أمير المؤمنين الأب الغالي تشعر بأنك وقفت أمام باب الأمن و الآمان فيذهب عنك القلق، وترحل الآلام إلى غير رجعة، ولا تملك سوى الدعاء له..وتردد بتلقائية دون تصنع أننا جميعا بخير طالما مولانا أمير المؤمنين سيدي محمد السادس الرمز الأب الحنون بخير..وقال لي شيخ عجوز التقى بصاحب الجلالة بصدفة وفي حارة من حارات المدينة لم يكن يتصور أن الملك سيصل إليها ويقول: في هذا اليوم شعرتُ بأنني حققت أغلى الأماني، وأنني بالفعل بلغت ليلة القدر لأن السماء استجابت لصلواتي ودعائي فقرت عيني عندما رأيت ملك الفقراء ونصير الضعفاء وهو يبتسم ويسأل عن أحوالي بكل تواضع، واستحضرتُ روح محرر المغرب سيدنا محمد الخامس الطيب الله تراه.وهذه صورة من صوره ومواقفه الإنسانية السامية مع رعاياه في كل أرجاء المملكة الشريفة، ينعم على الصغير قبل الكبير إن هذه الأسطر مهما طالت فإنها لن تحمل سوى القليل من كثير تحولات والمكارم التي شهدتها منطقة الشمال،، رسم خريطتها العصرية ونهضتها الحضارية ملك فذ هُمام صانع مغرب التحديات، تتجلى حكمته وبصيرته في حُلم بدا للآخرين بعيدا مستحيلا فإذا بالملك يحوله واقعا مدهشاً وجميلاً وزاخراً بالحُب والعطاء. فإيماننا المطلق بأن أكبر نعم الله على هذه المملكة الشريفةة، ومن عليها من بشر وحجر، كان أن منحها ملكا عظيماً..هو والد كل الشعب المغربي الغيور..والفارس متفرد الأخلاق والخصال..يا مولاي بعطفك ورضاك على رعاياك بهذه المنطقة والتي تمتعت باحتضانها لستة حفل الولاء والبيعة وبانطلاق عدة مبادرات تنموية منها، وها أنت يا مولاي تصلي بمساجدها وتطوف بضواحيها وتحي الصغير والكبير، أنت روح هذا الوطن، ونبض أبنائه، تسكن فينا كما نسكن فيك..أنت الحب لهذه الأرض..لأن جلالتكم لم تكن يوما سوى مناد بإشاعة الحب بين أبناء شعبك العزيز