فقط البلهاء والخونة والمجرمون هم الذين استعادوا اليوم وبفرح المجانين الذكرى الاكثر سوادا في تاريخ البشرية ، وهو اليوم الذي تآمر فيه لصوص العالم وخونة الامة ومنافقيها من اجل تدنيس ارض العراق العظيم ،فلايعقل ابدا ان يحتفل عاقل باحتلال بلد ، وتدمير حضارته ، وقتل اكثر من مليون من ابنائه ، وتشريد اكثر من ربع سكانه ، والاحتفال بستة ملايين من الايتام ومليونا من الارامل ، وربع السكان من حملة شهادة الامية ، في بلد قتل فيه الشرفاء ذبحا في الشوارع ، واغتيل فيه العلماء بعد خطفهم وتعريضهم لاقسى عمليات الثأر الطائفي الاعمى والذي غذته يد الاحتلال المجرمة ،وهو احتلال اعلن صانعه ان هدفه من وراء الاحتلال حربا دينية مقدسة وحشد في جيوشه مجاميع كانت تعد منذ زمن الانتقام من امتنا ، ومع الاحتلال اكتشفنا ان في امتنا الكثير من القمل والقيح والاوساخ والذين ماأن هز بوش عصا الاجرام حتى تسارعوا اليه وحملوا رايته ، فمنهم من حمل السلاح ، ومنهم من حمل المؤن ، ومنهم من عمل دلالا وجاسوسا ومترجما ، ومنهم من عمل في الاعلام قوادا ، ومنهم من امده بالدعم وبكل مايستطيع ، ومنهم من فتح بلاده ارضا لطائرات الاحتلال لدك وقصف وتدنيس ارض الانبياء وعزوة العرب في بلاد الخلافة الراشدة وبلاد امير المؤمنين علي واسباطه وصفوة اهل البيت ، ومنهم من حمل لواء حب ال البيت وكان جزءا من الاحتلال الغادر ، بل كان سيف ذلك الاحتلال وجسره الذي تقوبأ تحت احذية الاحتلال معرضا افضل بلدان الدنيا لانتهاكات اشرٌ امة وجدها الله على معمورته ، وكان عون الاحتلال في انتهاكات لاعراض اهل العراق لم تتعرض لمثلها امة من الامم انتقاما من اهل العراق وتاريخه وحضارته وعراقته . حق علينا ان نبكي العراق دما على ماآل اليه من تدمير منظم وفوضى منقطعة النظير ، وحق علينا ان نلعن الاحتلال وادواته ، خاصة وان ضحايا الاحتلال هم اهلنا والذين كانوا للرجولة صنوها وللضيافة اهلها وللكرامة مهدها وللعزة ناسها وللنخوة سيفها وللعروبة تاجها وللاسلام مادتها وللكرامة سنامها، وهانحن نرى هذا البلد وقد احاله الاحتلال يبابا ، وحكمته مجموعات من الثعالي واللصوص وقطاع الطرق وحشرات الامم واوساخ الطرق ، واستبدوا بهذا الشعب واوسعوه قتلا منظما وسلخا علنيا مصورا ، وفوقها اشاعوا ان هذا البلد هو بلد الاجرام ، ونسوا ان هذا البلد كان اشعاع النور ومولد الحضارات ، فكيف يستقيم هذا مع ذاك ، ورعى الاحتلال ، بل واستورد القتلة و المجرمين الذين تخصصوا في الاجرام من اجل تفريغ العراق من اهله وشعبه وتركه فارغا من اهله لتخلوا لهم ثروات البلد وارضه بعد ان يتشرد شعبه ويموت ذلا على ارصفة الحكام العرب الذين شاركوا اجرام المحتل بكل اشكاله . وعجيب هو زماننا ونحن نرى امام اعيننا من يحتفل بالاحتلال ويفرح له ثم يتبجح وبالفم الملآن انه ينتمي الى امتنا ، وكأن قدرنا ان يحكمنا القتلة واللصوص والماجورين والخونة ، فعذرا ايها العراق العظيم ، وعذرا ياأرامل العراق وايتامه وثكلاه ، عذرا ياجياع العراق بعد شبع ويامشردي العراق بعد ايلاف ويانساء العراق اللواتي باعكم اشراف العرب واشتروكم على ارصفة العار واحتفلوا ببيع حرائركم ، وعذرا ياعجائز العراق اللواتي لم يجدن ابنا او حفيدا اومنزلا يأويهم في الوقت الذي يبني اغنياء العرب القصور بمئآت الغرف ، وليت لي مليون عين ومحجر اضعكم فيه في دفء العين بعيدا عن ظلم القريب قبل البعيد ، ولكم ايها المحتفلون بالسقوط كل لعنات الشرفاء ودعوات المظلومين والمشردين.