احتضنت قاعة العروض التابعة لدار الثقافة الأمير مولاي الحسن، يوم السبت 6 فبراير 2010 أشغال الندوة الفكرية والتاريخية التي نظمتها جمعية ذاكرة الريف حول موضوع: "الثابت والمتحول في فكر وتجربة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي". وشارك في هذه الندوة الهامة عدد هام من الأساتذة الباحثين والفعاليات والمهتمين، وحضر فيها العديد من المواطنات والمواطنين... ولم يكن اختيار تاريخ انعقاد هذه الندوة اعتباطيا، بل اختارته الجمعية باعتباره يمثل إحياء لذكرى تاريخية عظيمة يجب أن تبقى راسخة في ذاكرتنا الجماعية، وهي رحيل رمز التحرير وشهيد الحرية والكرامة عن هذه الدنيا الفانية والتحاقه بالرفيق الأعلى، بعد أن ترك لنا تجربة تحررية رائعة وقدم لنا مثالا ساطعا في التضحية ونكران الذات خدمة للريف والوطن.و ترأس أشغال هذه الندوة رئيس جمعية ذاكرة الريف، الذي رحب في البداية بجميع الحاضرات والحاضرين، وشكر الأساتذة الذين لبوا دعوة المشاركة كما شكر السيد المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالحسيمة والطاقم التقني والإداري التابع لدار الثقافة على تعاونهم مع الجمعية قصد إنجاح النشاط،، كما أشار إلى اعتذار كل من الأساتذة حسن الفكيكي وأحمد بروحو ومحمد العثماني عن المشاركة لأسباب قاهرة، بعده طالب من الحضور الوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على روح الأمير وعلى أرواح كل الشهداء والمجاهدين، وقدم برنامج الندوة الذي تضمن فقرتين:الفقرة الأولى خصصت للمحور الأول، والذي شارك فيه كل من الأساتذة: عبد الله الكموني و محمد لخواجة وعبد الوافي المسناوي وعبد السلام الغازي (الذي لم يتمكن لظروف صحية من المشاركة المباشرة، لكنه أرسل مداخلة مكتوبة تمت تلاوتها على الحاضرين)، وجاءت مداخلات الأساتذة المشاركين وفق الترتيب المتفق عليه على الشكل التالي:- المداخلة الأولى كانت للطالب الباحث عبد الله الكموني أحد المهتمين بتاريخ المقاومة الريفية وفكر الأمير، وكانت مداخلته تحت عنوان: "العلاقة بين محمد بن عبد الكريم الخطابي والشريف محمد أمزيان من خلال جريدة تلغرامة الريف".- المداخلة الثانية كانت للأستاذ محمد لخواجة عضو مجموعة البحث في تاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي، وأحد المهتمين بتاريج جيش التحرير المغربي، وكانت مداخلته تحت عنوان: "سياقات وأهداف رسالة الخطابي المؤرخة في 26 أكتوبر 1949".- المداخلة الثالثة كانت للأستاذ عبد الوافي المسناوي، أستاذ الفلسفة بالرباط وعضو جمعية ذاكرة الريف وأحد المهتمين بفكر الأمير، وكانت مداخلته تحت عنوان: "ملاحظات حول قراءة زكية داوود وعبد الله العروي لفكر وتجربة الخطابي".- المداخلة الرابعة كانت للأستاذ عبد السلام الغازي عضو مجموعة البحث في تاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي، وكانت مداخلته تحت عنوان: "عبد الكريم الخطابي والرهان الحضاري".و بعد انتهاء المداخلات الأربع، كانت استراحة شاي على شرف الأساتذة المشاركين والحضور الكريم، بعدها تواصلت أشغال الندوة مع الفقرة الثانية والتي خصصت لمداخلات المحور الثاني، والتي تقدم بها الأساتذة: عبد الحميد الرايس وعبد القادر قديدر ومحمد زاهد، الذين جاءت مداخلاتهم وفق الترتيب التالي:- المداخلة الأولى كانت للأستاذ عبد الحميد الرايس، أحد مؤسسي حوليات الريف وعضو المجموعة المنكبة على ترجمة أحد مؤلفات الأنتروبولوجي الأمريكي دايفيد هارت وعضو جمعية ذاكرة الريف، وكانت مداخلته تحت عنوان: "بروز الفكر الوطني عند آل الخطابي".- المداخلة الثانية كانت للأستاذ عبد القادر قديدر أستاذ الاجتماعيات وباحث في تاريخ المقاومة ومهتم بالحركات المناهضة للاستعمار، وكانت مداخلته تحت عنوان: "تأملات في شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي، كفكر وكممارسة".- المداخلة الثالثة كانت للأستاذ محمد زاهد، أستاذ الاجتماعيات ومهتم بقضايا الريف ومدير نشر جريدة الريف المغربية، وكانت مداخلته تحت عنوان: "معالم من التجربة السياسية و التحررية عند محمد بن عبد الكريم الخطابي". بعد ذلك فسح رئيس الجلسة المجال أمام الحاضرين للإدلاء بآرائهم وأفكارهم وملاحظاتهم وطرح تساؤلاتهم، بعده كانت ردود الأساتذة المنتدين، وقبل اختتام أشغال الندوة شكر رئيس الجمعية مرة أخرى كل المشاركين وكل الحاضرين، وذكرهم بالأنشطة التي تزمع الجمعية تنظيمها خلال الأيام المقبلة.يبقى أن نشير إلى أن أغلب المشاركين والحاضرين أجمعوا على نجاح هذه الندوة شكلا (التنظيم المحكم، حسن الاستقبال، الحضور المتنوع والنوعي...) ومضمونا (مشاركة جل الأساتذة المدرجين في البرنامج، تنوع المداخلات، مستوى النقاش...)