استقبلت مصلحة الطب النفسي بالحسيمة عددا من الممثلين الريفيين، المشاركين في تصوير فيلم "ثَامْنْتْ أُورِيرِي|عسل الدّفلة"، لمدّة أيام، وذلك حينما أصرّ علي الطاهري، مخرج الفيلم، وعبد الله فركوس، منتج الفيلم لصالح القناة التلفزية الأولى تحت إشراف شركة "نَاسْكُومْ" للسمعي البصري، على دفع الممثلين الريفيين المشاركين إلى الجنون بامتياز وجاء قرار الطاهري وفركوس بإيلاج الممثلين إلى مصلحة الطب النفسي بالحسيمة طلبا لإتقان الأدوار التي تصوّر بهذه المصحّة، والذي تتطلبه الحبكة الدرامية للسرد الفيلمي الذي شرع في تصوير مشاهده قبل أسابيع بالناظور ثمّ الحسيمة، حيث كان الممثلون المعنيون ب "الإقامة الجبرية" على موعد مع احتكاك مباشر بمختلّين نفسيين من أجل اقتباس طبائع سلوكية مؤثّرة في الآداء، كلّ حسب الدور المسند إليه تشخيصه. ويعتبر فيلم "ثَامْنْتْ أُورِيرِي|عسل الدّفلة" ثاني فيلم تلفزي ناطق بالريفية يصوّر لفائدة قنوات القطب العمومي عامّة، والقناة المغربية الأولى بشكل خاص، يعتمد في تشخيص أدواره على مجهودات فنّية لطاقم ريفي منه أفراد أسهموا في إنتاجات فنّية فيلمية سابقة إضافة لعناصر أخرى مقبلة على التعامل مع الكاميرا لأوّل مرّة. وقد كان الناقد الدكتور جميل حمداوي قد هاجم ورش تصوير الفيلم التلفزي " ثَامْنْتْ أُورِيرِي|عسل الدّفلة"، معتبرا إياه "نموذجا للارتجال الفني والاستغلال البشع"، واعتبر حمداوي الفيلم التلفزي "ثَامْنْتْ أُورِيرِي|عسل الدّفلة" لمنتجه عبد الله فركوس، وإخراج علي الطاهري، وسيناريو وحوار لعمر حيضر ومحمد أنفلوس، قد تميّز بعمليات تصوير يسودها الارتجال والعشوائية في اختيار الممثلين بدون اعتماد الكاستينغ لاختيار الممثلين على أسس علمية مضبوطة ودقيقة" وأنّ "جشع مساعدي المخرج يجعلهم يسابقون الزمن لحشد أكبر عدد من الممثلين الأمازيغيين الريفيين الكومبارس لملء فراغات الفيلم، ولو كان ذلك على حساب الجودة الفنية والجمالية" مشيرا إلى كون "الأدهى من ذلك، أن المسؤولين عن الفيلم الذي تم إنتاجه من أجل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قد استغلوا الممثلين استغلالا بشعا، فهناك من الممثلين من كان يحصل على مائة درهم أو مائتين أو ثلاثمائة درهم، حتى ولو ظفروا بأدوار هامة في الفيلم. بل هناك من لم يحصل على أي شيء. فالمهم في هذا الفيلم هو تصيد المنحة، والاقتصاد فيها أيما اقتصاد من أجل الاستفادة منها بعد ذلك، ولو كان ذلك على حساب الجودة السينمائية الحقيقية". كما دعا حمداوي الجمهور الريفي إلى اعتبار فيلم "ثَامْنْتْ أُورِيرِي|عسل الدّفلة"، الذي أخرجه علي الطاهري، من الأفلام السطحية و المتجاوزة والمستهلكة، وذلك لكونه من الأفلام التجارية الرخيصة في جل مراميها وأغراضها المتوفرة بكثرة في ريبرتوار سينما الدارالبيضاء. وبالتالي، لاتحمل أية رسالة أو مقصدية حقيقية، ولا وجود لخصوصيات سينما المؤلف بها. صور بكاميرا: جواد بوشرطة