كشفت مصادر مطلعة أن التحقيقات ما زالت مستمرة لكشف ما إذا كان الحريق الذي اندلع بغابة في جماعة إيتاون بإقليمالحسيمة بفعل فاعل.وذكرت المصادر أن هذا الحريق يرجح أنه دمر، الأحد الماضي، ما بين 50 و60 هكتارا من هذه الغابة، التي تقع في المجال الترابي لإقليمالحسيمة، وتنتشر بها أشجار البلوط الفليني.وقضت الحرائق على ما يزيد عن 60 في المائة من المجال الغابوي لكتامة جنوب غرب إقليمالحسيمة، ما تسبب في انقراض أشجار القرو، وانحسار الغابات، خاصة الأرز والبلوط الفليني، على شكل قبعات في أعالي الجبال. وكشفت دراسة بيئية أعدها باحثون فرنسيون بمنطقة كتامة، أن الحرائق الغابوية شكلت العدو الأول للغابة، وأن 90 في المائة من الجرائم الغابوية يجري افتعالها للإجهاز على الأراضي، قصد توسيع رقعة القنب الهندي، ما يشكل تهديدا حقيقيا ودمارا شاملا برأي المختصين، لما تبقى من الإرث الغابوي بالمنطقة.وتشير الدراسة إلى أن الإيقاع المرتفع للحرائق الغابوية وإضرامها في ظروف غامضة بهدف زراعة القنب الهندي، أتلفت أزيد من 000 30 هكتار من الغابات بمنطقة كتامة لوحدها، وأنها تأتي سنويا على ما يناهز 2500 هكتار بإقليم شفشاون.وحذرت الدراسة من حدوث كارثة بيئية عظمى بالمنطقة إذا ما لم يجر التدخل لإنقاذ ما تبقى من الجيوب والأصناف الغابوية المهددة بالمحو والانقراض.ويجري الإجهاز سنويا وفق الدراسة ذاتها على نحو 1550 هكتارا من الغابات بإقليم شفشاون، وعلى 1035 هكتارا بإقليمالحسيمة بفعل عاملي الحرائق والتعشيب.واعتبرت أن هذا القدر من الدمار يعود بالأساس إلى الزراعة الكيفية المعروفة بالقنب الهندي، وهذا يفوق الأرقام التي تشير إليها مصالح المياه والغابات على اعتبار أن إتلاف الغابات بالمنطقة الريفية لا يتعدى 30 في المائة قبل 20 عاما.وحذرت الدراسة المنجزة، في إطار مشروع جيف ريف، الذي شمل إقليميالحسيمة وشفشاون، من استمرار الاستنزاف المفرط للملك الغابوي من قبل السكان المجاورين للأحزمة الغابوية.وعزا تقرير المشروع التدهور المجالي الخطير لغابات إقليميالحسيمة وشفشاون بالخصوص، إلى غياب مخطط للتهيئة الغابوية ذي توجه واضح، وأن ذلك كان عاملا مساهما في ارتفاع الجرائم الغابوية بالمنطقة وتهديد حقيقي لمنظومتها البيئية والإيكولوجية.