هذه السنة، اختير موضوع العولمة والتنمية تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المساعدات للدول الإفريقية، حيث انصبت محاوره لطرح سؤال عن ماذا يمكن عمله لتخفيف حدة الأزمة على فرص التنمية الاقتصادية لدول الجنوب عموما، والتوجه الإفريقي الموحد لوضع هندسة جديدة تفجر طاقات الدول، وتؤمن تدفق المساعدات المالية الإقليمية والدولية على إفريقيا. مهرجان أصيلة كان ولا يزال تلك المحطة التي تساهم بشكل وثيق في إذكاء انتماءات المغرب وجذوره، سواء الإفريقية أو الإسلامية أو العربية يسمو بها إلى الكونية.موسم هذه السنة اختار أن تدرج ندوة ¢البعد الثقافي في الاتحاد من أجل المتوسط o أوروبا والمغرب العربي¢، ليسبر أغوار علاقة الشرق بالمغرب والشروط الواجب توفرها لتجسير قنوات الفهم بين ضفتي المتوسط.موضوع آخر لا يقل أهمية ناقشته الندوة الأولى في برنامج مهرجان أصيلة الثقافي الدولي 31، ويتعلق ب ¢التعاون العربي الإفريقي الإبيرولاتيني أمريكي o الحكومات والمجتمع المدني¢ الذي دعا فيه وزير الخارجية الإسباني مغيل أنخيل موراتينوس إلى التخلي عن التصنيفات التقليدية التي تقسم العالم إلى شمال وجنوب، وشرق وغرب.أما ندوة ¢إفريقيا والبرتغال¢، فقد استحضر من خلالها المشاركون التاريخ الاستعماري البرتغالي لإفريقيا، مبرزين العلاقات التاريخية القائمة بين البرتغال والقارة الإفريقية بشكل عام والدول الناطقة بالبرتغالية بوجه خاص، وكذا التأثير الإفريقي في الثقافة والفكر والإبداع البرتغالي، وتنوع التراث الثقافي الإفريقي البرتغالي كعامل لدعم التفهم وحوار الثقافات.البرتغال كانت حاضرة بقوة في مهرجان أصيلة الثقافي الدولي الواحد والثلاثين من خلال تنظيم الأيام الثقافية البرتغالية بأصيلة، والتي اشتملت على مشاغل للسيراميك، وفنون الحفر، ومعرض للصور الفتوغرافية بعنوان ̈عالم ناطق بالبرتغالية ̈ والذي سيستمر إلى غاية 18 اشت الجاري بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بالإضافة إلى عرض ثمان صور فوتوغرافية ل 15 فنانا ينتمون إلى بلدان ناطقة بالبرتغالية، ومعرض للفن البرتغالي المعاصر بمشاركة التعاونية الفنية ¢أرفورى¢ التي تأسست سنة 1954، وهي من المؤسسات الفنية البرتغالية التي تعمل على تشجيع الحوار بين مختلف الأجيال. كما تشتمل الأيام الثقافية البرتغالية بأصيلة أيضا على معرض للتراث البرتغالي لمجموعة مؤسسة ¢كالوست توليبكيان¢ المعرض ينظم بكل من فضاء القمرة وقصر الثقافة، إلى جانب ذلك اشتملت الأيام البرتغالية على عدة عروض غنائية وموسيقية راقصة أحيتها ̈راكيل نافاريس ̈، وفرقة اكواريوم للرقص وسهرة فنية بقصر الثقافة مع العازف ̈بيدرو كلديراس كبرال، كما ستشهد مكتبة الأمير بندر بن سلطان يوم يومه السبت سهرة مع المجموعة الغنائية التقليدية البرتغالية ̈الانتيخانوس ̈.لقد عودنا مهرجان أصيلة الثقافي طرح مواضيع حساسة ومرتبطة أساسا بهاجس التنمية والحوار والوحدة، حريصا على أن يربط الجسم العربي من المحيط إلى الخليج برباط الإنتماء، والمحبة والتقدير المتبادل، حيث ناقش هذه السنة جائزة الشيخ زايد للكتاب والتواصل الثقافي، حيث أشاد المتدخلون بالدور التحفيزي الذي تلعبه مؤسسة الجوائز في الدفع بالفعل الثقافي في الوطن العربي في سبيل أعلاء راية الأدب العربي إلى المستوى العالمي، وإحياء التراث العربي العريق من خلال تشجيع المبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون الثقافية العربية، وتكريم الشخصيات الأكثر عطاء وإبداعا وتأثيرا في الحركة الثقافية العربية.لم يقف مهرجان هذه السنة إلى هذا الحد، بل تعدى ذلك إذ لم تتنكر المدينة للمبدعين العرب الذين أغنوا مهرجان أصيلة طيلة الثلاثة عقود بأعمالهم الإبداعية الفنية، والفكرية والأدبية الأحياء منهم أو الذين غادرونا. فالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش كان حاضرا بهذا الموسم كرمته أصيلة من خلال الندوة التي نظمها المهرجان بمشاركة شعراء نقاد وأدباء مغاربة وعرب، كما أطلق اسم محمود درويش على حديقة للأطفال وسط مدينة أصيلة، هذا الشاعر الفذ الذي لازالت أسوار أصيلة تردد أشعاره، ورددتها حناجر شباب ورجال ونساء أصيلة خلال السهرة الفنية التي أحياها الفنان اللبناني مرسيل خليفة بمناسبة المهرجان حيث علت الأصوات مرددة مع مارسيل خليفة مقطوعة ¢أحن إلى خبز أمي.. وقهوة أمي¢.مهرجان أصيلة هذه السنة والذي احتضنته فضاءات كل من مكتبة الأمير بندر بن سلطان، ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية وقصر الثقافة وفضاء القمرة، اشتمل على معارض للفنون التشكيلية بصباغة الجداريات، كما شهدت مشاكل الحفر، والصباغة، والطفل والمعارض أعمالا لفنانين ينتمون للقارات الخمس. هذه السنة تم تخصيص مشغل لكتابة وإبداع الطفل وهي خطوة تسجل لمؤسسة منتدى أصيلة هدفها ترسيخ الفعل الثقافي لدى الناشئة انطلاقا من أمس الجمعة إلى يوم الأحد 16 غشت الجاري بمكتبة الأمير بندر، كما شهد قصر الثقافة تنظيم عرض للأزياء، عرض مماثل خاص بالقفطان المغربي سيتم تنظيمه يوم الأحد 16 غشت بقصر الثقافة، إلى جانب ذلك، هناك معارض فردية ومعارض جماعية من بينها معرض لثمان فنانين تشكيليين من مدينة أصيلة يحتضنه جناح المعارض بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية.مهرجان أصيلة الثقافي الدولي الذي انطلق من يوم 25 يوليوز إلى 18 غشت شهد ولا يزال يشهد عروضا موسيقية وغنائية في إطار سهرات فنية انطلقت من يوم 2 غشت إلى 17 منه بمشاركة فنانين وعازفين من المكسيك وإسبانيا وموريتانيا وباكستان وسوريا ولبنان والنمسا والسينغال وأفغانستان والمغرب. فيومه السبت 15 غشت سيكون جمهور مدينة أصيلة على موعد مع سهرة فنية مع المجموعة السينغالية ̈مان طورباند ̈ بساحة ̈القمرة ̈ ويوم الأحد ستشهد مكتبة الأمير بندر سهرة فنية بمشاركة محمد الغاوي، ومريم بنمير، وأنور حمدان، وفرقة الهلال التطواني وبقصر الثقافة، ستحيي الفنانة سميرة القادري سهرة ̈سوبرانو صوت متوسطي ̈ وذلك يوم الإثنين 17 غشت إلى جانب ذلك هناك عروض للفنون الاستعراضية تحييها مجموعة من الفرق من الأردن والمكسيك وإيطاليا والمغرب.