قرر القضاء في امستردام محاكمة مواطن هولندي من أصول مغربية بتهمة التجسس لصالح المغرب، في حين طالب حزب سياسي في البرلمان الاسباني بتوضيحات حول طرد المغرب ضابطا من المخابرات الاسبانية اتهمه بالتجسس.وكانت العلاقات بين الرباطوأمستردام قد تأثرت بعدما رصدت المخابرات الهولندية خلال الصيف الماضي شرطيا هولنديا من أصول مغربية يعمل لصالح المخابرات العسكرية المغربية وتم طرده من العمل والتستر على هذا الموضوع. لكن الصحافة الهولندية فجرت القضية في شهر أيلول/سبتمبر من السنة الماضية مما فتح نقاشا حادا في البرلمان الهولندي تبنته الأحزاب السياسية المناهضة للهجرة التي شككت في ولاء المغاربة المتجنسين للدولة الهولندية. وأثر هذا الملف سلبا على الجالية المغربية، حيث ارتفعت أصوات تؤكد أن المغاربة موالون لوطنهم الذي هجروه وليس لهولندا التي تحتضنهم مع التشديد على ضرورة محاكمة الشرطي بتهمة الخيانة العظمى. هذا الوضع دفع عددا من المثقفين والفنانين والسياسيين من أصل مغربي الى توجيه رسالة الى العاهل المغربي الملك محمد السادس يطالبونه بكف مؤسساته عن التدخل في شؤون الجالية المغربية في هولندا. وكانت حكومة أمستردام قد طردت عضوين من المخابرات المغربية كرد فعل على هذه الفضيحة.وبينما كاد يسود الاعتقاد بأن الملف أحيل على الأرشيف ولفه النسيان نهائيا، أعلن المدعي العام الهولندي هينك كورفينوس مساء الأربعاء أنه، وبعد ثمانية شهور من البحث والتحقيق، وجه الى الشرطي (السابق) من أصل مغربي اتهامات تتمثل في خرق السر المهني والقيام ما بين سنتي 2006-2008 بتزويد المخابرات العسكرية المغربية (التي يترأسها ياسين المنصوري) بمعلومات وملفات أمنية حول بعض نشطاء الهجرة المنحدرين من أصول مغربية. وفي حالة ما إذا أكد القضاء التهم وأصدر حكمه بإدانة هذا الشرطي، فمن الوارد، وفقا للقانون الهولندي، أن يتعرض للسجن أربع سنوات والترحيل نحو المغرب بعد سحب الجنسية الهولندية منه.من جانب آخر، تقدم حزب الاتحاد التقدمي الديمقراطي، وهو حزب اسباني جديد وصغير، بسؤال في البرلمان حول طرد المغرب خلال آذار/مارس الماضي ضابطا للمخابرات الاسبانية الذي كان معتمدا في القنصلية الاسبانية في مدينة الناضور شمال المغرب. وطالبت زعيمة هذا الحزب روسا دييث التي تتبنى مواقف متشددة ضد المغرب والتي انشقت عن الحزب الاشتراكي الحاكم منذ سنتين، بمعرفة أسباب الطرد والهوية الحقيقية للضابط، هل هو مرتبط بالمخابرات أم وزارة الخارجية وشبكة علاقاته في منطقة الريف المغربي، خاصة مع النشطاء الأمازيغ. 'القدس العربي'