نظم مهرجان "فنون" للشعر المغربي بأكادير، مساء الأربعاء، في إطار دورته الثانية التي يحضرها ثلة من الشعراء المغاربة الناطقين باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، حفلا تكريميا للشاعر المغربي عبد الرفيع جواهري.وتميز حفل تكريم الشاعر جواهري، الذي احتضنته قاعة الحفلات التابعة لقصر بلدية أكادير في حضور نخبة من الأساتذة الباحثين والإعلاميين وجمهور الطلبة وفئات عريضة من عشاق الشعر، بوصلات موسيقية لطلبة المعهد الموسيقي بأكادير، ومقاطع مغناة من شعر المحتفى به مرفوقة بآلة العود.وقالت الأستاذة الباحثة والروائية زهرة المنصوري، في شهادة ألقتها في حق المحتفى به، إنه "من طينة الشعراء الذين أتينا بهم من أماكن في القلب والوجدان ... وأن تكريمه، تكريم لكل الشعراء المغاربة" سواء منهم الحاضرين في مهرجان فنون أو الغائبين.وأضافت الأستاذة المنصوري أن السيد عبد الرفيع جواهري، بالرغم من انشغاله بالشأن الثقافي والإعلامي والقانوني والسياسي، فإن هذا الانشغال "لم يجرد كلماته من رونقها"، واصفة إياه ب"الشاعر الرفيع الذي رفع قدر الكلمة، والكيميائي الذي يذوب الحرف ويفعل فيه الأفاعيل، ليحوله إلى جوهر رفيع".أما الباحث والشاعر مراد القادري، فقال في شهادة مماثلة في حق المحتفى به إنه "من مؤسسي القصيدة المغربية الحديثة إلى جانب شعراء مرموقين آخرين كالمجاطي والسرغيني والكنوني والطبال وغيرهم"، مذكرا في هذا السياق بإسهام الشاعر عبد الرفيع جواهري في المشروع الثقافي المتميز لتجربة مجلة "أقلام" خلال حقبة عقد الستينيات من القرن الماضي.وأوضح الأستاذ القادري أن الشاعر عبد الرفيع جواهري استطاع ربح رهان المساهمة في تهذيب ذوق المغاربة وتحبيب الشعر إليهم، وتمكن من خلال تجربته الشعرية من تأسيس النموذج المغربي في الشعر الغنائي. وكانت لحظة صعود الشاعر المحتفى به إلى منصة التكريم فرصة لتكسير هدوء القاعة التي ضجت بتصفيق متواصل لم ينهه إلا إصرار المحتفى به، وبطريقته الخاصة، على الإيحاء بشعوره العميق بالحب والامتنان.وقال إنه "عاجز عن التعبير عما يغمره من الفرح والامتنان العميق"، فاسحا المجال للقصيد لنسج ما عجز اللسان ساعتها عن قوله، من خلال قراءة في نصوص "قطار السادسة مساء"، و"القصيدة"، و"باليما"،و"كلاب لطيفة جدا"، و" كأني أفيق"، و"اعترافات رجل ساذج".(الخيمة)