كشفت مباراة المنتخب المغربي ونظيره الغابوني، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة الأولى المؤهلة للنهائيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا للأمم 2010 في كرة القدم.على التوالي، في جنوب إفريقيا وأنغولا، التي انتهت بهزيمة المنتخب الوطني بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، أن الأسود لم ينضجوا بعد، ومازالوا تحت وطأة الأزمة، التي أحدثت شرخا عميقا في نفوس الجماهير المغربية، حين غادروا الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بغانا 2008، إلى درجة أن بعض المشجعين قالوا إن "الأسود تمسخو يوم السبت وولاو خرفان قدام الفهود". ت:مشواري الصورة المخجلة، التي ظهر بها المنتخب المغربي خلال أول موعد رسمي له رفقة الفرنسي روجي لومير، يستشف منها معطيات كثيرة، تؤكد جلها أن الداء، الذي ينخر جامعة كرة القدم، لم يقع اجتثات أصله بعد، رغم الحملات والشعارات "الغليضة"، التي يرفعها مسؤولو الجامعة، عند حدوث أي كبوة تشبه تلك التي عاينتها، وشهدت عليها نوال المتوكل، بأم عينيها، كأول حدث سلبي لها منذ تعيينها وزيرة للشباب والرياضة. وكرست الهزيمة المذلة وغير المنتظرة للمنتخب المغربي، مواصلة "النكسة"، على حد تعبير البعض، و"الكارثة" كما يقول البعض الآخر، أو "المصيبة"، حسب رد فعل آخرين، إلى غير ذلك من نعوت وأوصاف الهاوية، التي بلغناها في العهد السابق، بقيادة الفرنسي هنري ميشيل، خلال نهائيات كأس إفريقيا، بغانا 2008.بهذه الصورة القاتمة، تساءل العديد من المتتبعين عن العناوين العريضة، التي كان أصحاب القرار داخل جامعة كرة القدم، يطلقونها بعد "نكسة غانا"، وحملة الإصلاحات، والتغييرات، التي كانوا يقولون إنها ستبعث على الأمل، وتعيد كرة القدم الوطنية إلى سكتها الصحيحة، سيما بعد التعاقد مع "الشيخ" روجي لومير (يفوق 56 سنة).وكان عزيز بودربالة، اللاعب الدولي السابق، تخلى عن لغة "التشاؤم" و"النقد"، وقال في تصريح ل "المغربية" قبل المباراة "نكسة السبت"، "سأتخلى هذه المرة عن لغة التشاؤم، وأقول إن الفوز في أول مباراة رسمية لروجي لومير رفقة المنتخب المغربي، سيبعث الأمل في نفوس المغاربة، ويمحو انتكاسة كأس إفريقيا للأمم بغانا، لكن المشكلة هي أنه (لو قدر الله) ووقعت الهزيمة، ستعيد، لا محالة، الأسطوانة الكئيبة، التي ستحدث ضجة كبرى أكثر مما حدث، عندما أقصي المنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بغانا، السنة الماضية". ويبدو أن بودربالة سيجد نفسه يعود إلى لغته، وستتفق معه الجماهير المغربية، وسيضطر الكل إلى المطالبة بوضع رجال جامعة الكرة في ميزان المحاسبة، قبل أن يعتذروا للمغاربة على ما اقترفوه ضدهم.لم تتوان الجماهير، التي حضرت المباراة، وفاق عددها 30 ألف متفرج، في إطلاق سهام النقد على مسؤولي الجامعة، والمشرف العام، الفرنسي روجي لومير، الذي رموه بالقنينات الفارغة، وطالبوا بعودة بادو الزاكي، المدرب الحالي لفريق الوداد البيضاوي.فشل المنتخب المغربي يعني، بشكل مباشر، فشل جامعة كرة القدم في "ستر خيبة الأمل"، ولم تجد ما تبرر به الوضع، في أول رد فعل لها مباشرة بعد نهاية الشوط الأول من المباراة، سوى القول "هاد الشي اللي عطا الله". تصريح جاء على لسان الكولونيل المختار مصمم، اليد اليمنى للجنرال حسني بنسليمان، وأحد إداريي الجامعة، حين سئل من طرف أحد الأشخاص حول رأيه في العرض "الفاشل" للمنتخب المغربي.