أثار شريط سينمائي مغاربي-فرنسي الجدل في مهرجان كان السينمائي الدولي بتناوله إحدى القضايا المسكوت عنها في الذاكرة الفرنسية وهي مشكلة "الفرنسيين الأجانب ولاسيما المغاربة" الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي أيام الاستعمار وساهموا في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي.وتتلخّص فكرة الفيلم الرئيسية في أنّ جنودا استقدمتهم فرنسا ليحاربوا إلى جانب جيشها خاصة من الجزائر والمغرب وتونس وبدرجة أقل من السنغال، كان لهم دور مهم في تحرير فرنسا الذي لم يتمّ فقط وفقا لرؤية الفيلم على يد الأميركيين الداخلين إلى باريس في العام 1944. وعند عرض الفيلم، وهو من إنتاج فرنسي-مغربي-جزائري، ضمن مسابقة السعفة الذهبية الرسمية، وقف الحضور ليصفقوا طويلا ليس لفكرة الفيلم الذي أخرجه الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب، فقط وإنما أيضا لحبكته وإبهاره. وأبطال الفيلم خمسة جميعهم فرنسيون ولكن أغلبهم من أصل مغاربي وهم برنار بلانكون وجمال دبوز وسامي الناصري ورشدي زم وسامي بوعجيلة.وذكّر الفيلم فرنسا، وهي تعيش جدلا واسعا بشأن قوانين الهجرة الجديدة لاسيما مع وزير الداخلية الجديد نيكولا ساركوزي،ب بعض الحقائق التي تشير إلى أنّ جدود الشبان الذين ينتفضون اليوم في شوارع فرنسا مطالبين بحقوقهم، ربّما تعرّضوا لخديعة.وأصرّ المخرج بوشارب على القول "إنّه ينبغي النظر لقضية الهجرة في إطارها الواسع وعلى مدى التاريخ وليس قبل كلّ انتخابات."أما جمال دبوز فقد اعتبر أنّه ومع ساركوزي يمكن أن ننتظر أي شيء.ويحفل الشريط بالكثير من الألم والعنف والسخرية في إطار موسيقي عالمي أخرجه مطرب مغاربي آخر عالمي هو الجزائري الشاب خالد.وعنوان الشريط بالفرنسية هو "les indigenes" ويمكن ترجمته "بالفرنسيين من أصل آخر" أو الفرنسيين-المغاربة أو الأفارقة أو كذلك "الحركيين" وهم الجنود الذين حاربوا ضمن الجيش الفرنسي حتى أن عددا منهم حارب في الجزائر نفسها مما أثار رفضا لهم من قبل المجتمع الجزائري وحتى الفرنسي الذي يعيشون فيه.ويجمع النقاد على أنّ الفيلم "هوليودي بامتياز" ورشّحه عدد من النقاد إلى إحراز السعفة الذهبية، وإذا حدث ذلك، فستكون المرة الثانية في تاريخ العرب والأفارقة في الفوز بالجائزة الأهم بعد مرور 30 عاما على فوز جزائري آخر وهو الأخضر حامينا بالسعفة الذهبية عن فيلمه الشهير الذي تناول الثورة الجزائرية.المصدر : CNN