كشف المحلل الإسرائيلي في صحيفة هآرتس تسيفي بارئيل أنّ الحزب الحاكم في مصر أصدر توجيهين غير مسبوقين: الأوّل يأمر فيه وزارة الإعلام (التلفزيون والإذاعة) بعدم بثّ الأغاني الوطنية الفلسطينية، والاكتفاء ببثّ بعض الأغاني العامّة والمعروفة والتي تفتقد لروح المقاومة، والثاني إلى وزارة التربية بمنع الأغاني الوطنية في المدارس خصوصاً التي تنادي بالوحدة العربية والجهاد ضدّ إسرائيل.وأوضح المحلل الإسرائيلي أنّ الغضب العارم في قطاع غزّة من التصرفات المصرية بحقّ الفلسطينيين والذي قد يشعل شرارة في أيّ لحظة، يدفع مصر إلى اتخاذ التدابير الأمنية لضمان الاستقرار فيها كأولوية تسبق غزّة والعالم العربي، وهي السياسة التي يتبّعها مبارك الذي لم يكترث ولم يرتدع من الشقّ العربي الحاصل من هذه السياسة. وأضاف المحلل الإسرائيلي أنّ مبارك وبالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، قرّر عدم إرسال ممثل له لحضور قمّة الدوحة، ويصرّ على عدم فتح معبر رفح إلاّ على أساس اتفاقية عام 2005 التي لم توقّع عليها مصر أصلاً! وكشف بارئيل عن أنّ السلطات المصرية أبلغت وزير الإعلام لديها بضرورة الاستمرار في مهاجمة حركة حماس عبر الصحافة المصرية. وأشارت هآرتس إلى أنّ مبارك يحاول احتكار (المشكلة الفلسطينية) ضدّ كل من يحاول الاقتراب منها، خصوصاً مع الظروف الحالية: الأردن تخلّت عن القضية منذ زمن بعيد، لا حوار مباشر بين دمشقوالقاهرة، إحباط مصري-أمريكي للجهود التركية-السورية في عرض مبادرة لوقف إطلاق النار، قطر التي دخلت على محور دمشق-أنقرة أصبحت عنصراً مشكوكاً فيه من قبل القاهرة. ويقول بارئيل: إنّ إعادة تأهيل قطاع غزة سيكون مركزية (هذا الكفاح)، فمن يريد المساهمة ورؤية ثمار مساهمته عليه أن يعبر القاهرة أو أن يعبر السّلطة الوطنية الفلسطينيّة في رام الله، والقاهرة تضمن أنّ حماس ستعتمد على نوايا مصر لاعمار غزّة. وأوضحت الصحيفة أنّ مبارك سيواجه مصاعب مقبلة تتمثّل في صعوبة إقناع إسرائيل بنشر آلاف الجنود المصريين لحماية الحدود الأمر الذي سيعتبره الشارع المصري حمايةً لحدود إسرائيل بأيد مصرية، كما إنّ على مبارك استئناف الحوار المباشر مع حركة حماس لأّن البند الثالث في مبادرته يتضمّن حوار مصالحة بين فتح وحماس.