اطلع الملك محمد السادس ،اليوم الاثنين ، على مستوى تقدم أشغال برنامج رد الاعتبار العمراني للمدينة العتيقة بآسفي (2007 - 2012 ) الذي رصدت له اعتمادات إجمالية بقيمة 82 مليون درهم. وقدمت لجلالة الملك شروحات حول هذا المشروع المندمج لهذه المعلمة التي تتجسد فيها كل نماذج التعايش بين الحضارات والأديان والتي تتميز بأسوارها القديمة وبمآثرها التاريخية وخاصة قلعة قصر البحر والكنيسة الكاتدرائية التي تتوسط المدينة حاليا ودار السلطان وصومعة المسجد الأعظم. وينفذ المشروع في إطار شراكة بين وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس الجهة والمديرية العامة للجماعات المحلية والجماعة الحضرية والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والمجلس الإقليمي وجمعيات المجتمع المدني.ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج التأهيل الحضري لمدينة آسفي والحفاظ على المعالم التاريخية بها والرامي إلى جعل هذه الوجهة أكثر جاذبية للسياح المغاربة والأجانب.ويتضمن البرنامج ، بالخصوص ، إعادة إيواء قاطني البنايات المهددة بالانهيار وهدم البنايات الفارغة التي تشكل خطرا على الساكنة، وتدعيم البنايات الآيلة للسقوط ورد الاعتبار للمعالم ذات الأهمية المعمارية وإصلاح أسوار المدينة، وتهيئة الطرقات والمساحات والأرصفة والمحيط المجاور للمدينة، وتدعيم وإصلاح شبكات الماء والتطهير السائل والإنارة العمومية وتحسين وترميم الواجهات.وسينفذ هذا البرنامج على شطرين ، يمتد الأول من 2007 إلى 2010 بكلفة 67 مليون درهم ويتضمن أساسا تدعيم وإصلاح أسوار المدينة وتهيئة الطرقات والأرصفة والمحيط المجاور للمدينة وإصلاح شبكات الماء والتطهير السائل والإنارة العمومية وترميم المدرسة العتيقة والمسجد الأعظم.أما الشطر الثاني ، الذي يمتد من سنة 2010 إلى 2012 ، فقد رصدت له اعتمادات بقيمة 15 مليون درهم ، وتتضمن الأشغال به تهيئة ساحة الاستقلال وواجهات المتاجر وترميم واجهات البنيات والتأتيث الحضري. وتفقد صاحب الجلالة بالمناسبة "القيساريات" التي تم تأهيلها بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج "رواج" الذي تشرف عليه وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة.وتتمثل المشاريع ،التي تنجز في هذا الإطار ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أساسا ، في إحداث مركز اجتماعي بالمدينة القديمة ودار للشباب ومركز صحي بكلفة إجمالية تزيد عن 6 ملايين درهم بهدف دعم التكوين المهني للفتيات المنقطعات عن الدراسة وتشجيع التعليم الأولي ومحاربة الأمية وتفعيل برامج التربية الأسرية والصحية وتحسين ظروف الخدمات الصحية وتوفير فضاءات ملائمة لجمعيات المدينة.كما تساهم المبادرة في تأهيل القيساريات بالمدينة القديمة من خلال تحسين مظهرها الخارجي وإحداث فضاءات ذات جاذبية سياحية وتجارية وتبليط الأرضية وتجديد الشبكات واقتناء تجهيزات الوقاية والحماية من الحرائق وذلك بكلفة 5 ملايين و 200 ألف درهم .أما برنامج "رواج" فقد خصص ، من جهته ، اعتمادات بقيمة 15 مليون و 280 ألف درهم لعصرنة التجارة بالمدينة العتيقة بآسفي بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لآسفي والمستفيدين. ويهدف البرنامج إلى الرفع من مستوى جودة الخدمات والمنتجات لتستجيب لحاجيات ومتطلبات المستهلك بآسفي وتحسين جاذبية تجارة القرب وتطوير نشاط ومردودية القطاع التجاري بالمدينة.يذكر أن برنامج "رواج" يهدف إلى النهوض بقطاع التجارة الداخلية وتأهيل مختلف مكوناته والرفع من أدائها في أفق سنة 2020 وإحداث صندوق لتنمية التجارة يوجه لدعم تأهيل نشاط صغار التجار والنهوض به.وقد رصد لهذا البرنامج الوطني غلاف مالي يقدر ب 900 مليون درهم من 2008 إلى 2012، وتتمثل محاور تدخله في عصرنة تجارة القرب عبر إعادة تأهيل الأحياء التجارية ودعم الشبكات التجارية ذات علامة مغربية وتشجيع خلق مناطق الأنشطة التجارية وتوفير فضاءات مندمجة للأنشطة التجارية تضم محلات للتسوق ومطاعم وأماكن الترفيه ووضع مخطط لإصلاح أسواق الجملة والحد من تعدد الوسطاء وضمان تكوين أنسب للأثمان.وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السيدان أحمد توفيق حجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية واحمد رضى الشامي وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة ووالي جهة دكالة عبدة ورئيس مجلس الجهة ورئيس الجماعة الحضرية والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بآسفي وممثل الجالية الإسرائيلية بآسفي وعدة شخصيات أخرى