كادت الأمطار الخفيفة التي عرفتها وجدة يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2008،أن تخلق الحدث المؤسف الذي كان سيضاف إلى لائحة الأحداث المؤسفة التي عرفتها مدينة الناظور،ولولا الهروب المتسرع للطلبة المتدربين،لوقعت الكارثة التي تتحمل الولاية/العمالة مسؤوليتها كاملة.فمساء نفس اليوم المذكور أعلاه،وبعدما بدأت قطع الجبص تسقط تباعا وقطرات الماء تخترق سقف الحجرات الدراسية لتصب فوق الرؤوس،هرع التلاميذ المتدربون بمركز التكوين المهني المختلط بحي القدس جريا نحو الباب الرئيسي هربا من الكارثة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع،طبعا وهم في حالة خوف وذعر شديدين،خاصة وأخبار الوفيات الناتجة عن التساقطات المطرية كانت على كل لسان.وبعد ربط مدير المركز الإتصال بالسلطات المعنية،هرعت لعين المكان الوقاية المدنية ومجموعة كبيرة من مسئولي الإدارة الترابية يتقدمهم الوالي/العامل،هذا الأخير عاين حجم الخسائر والأضرار التي فضحتها أمطار الخير،وأعطى تعليماته بالقيام الفوري بعملية الإصلاح التي جرت على قدم وساق،وذلك لستر الفضيحة التي انتشر خبرها بين ساكنة الإقليم،الساكنة التي ترجوا فتح التحقيق في جميع المشاريع التي تم تدشينها فقط منذ ثلاثة سنوات،ليتضح حجم الفساد الذي نخر وعشش في البنية التحتية لمدينة وجدة،وكذلك باقي مدن وأقاليم الجهة الشرقية..لأنه لايعقل أن تصمد العديد من البنايات التي تم إنجازها في حقبة الإستعمار الفرنسي،بينما المشاريع الحديثة العهد،لاتلبث أن يظهر غش إنجازها حتى قبل أن تنهي سنتها الأولى بعد إنجازها كما وقع للعديد من المشاريع التي دشنها صاحب الجلالة هذه السنة فقط بالناظور كمثال..وكذلك بناية مركز التكوين المهني المختلط بحي القدس التي دشنها جلالة الملك في 08/09/2008،الذي تطلب إنجازه اعتمادات بلغت تسعة ملايين درهم منها ستة ملايين درهم خصصت للبناء،ممولة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن،وثلاثة ملاين درهم خصصت للتجهيز ممولة من طرف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل..مما يعني أن مبلغ ستة ملايين درهم المخصصة للبناء لم تستعمل كاملة،ووقع فيها ماوقع للعديد من المشاريع التي دشنها الملك بوجدة وبأقاليم أخرى في الجهة الشرقية وفضحتها قطرات غيث الرحمان،والتي فازت بصفقات (...) إنجازها مقاولات معروفة بقربها (...) من مسئولي العمالة وتعرف من أين تأكل كتف الدولة،ولايعرف لحد الآن ما إذا كانت الولاية قد فتحت تحقيقا في الموضوع لتحديد المسئوليات،ومحاسبة كل من ثبت تورطه في الإنجاز أو المراقبة القبلية والبعدية،أم أن الحادثة سيتم سترها كما تم ستر أخريات..وتجدر الإشارة،إلى أن المجلس الجهوي الجديد لهيئة المهندسين بالجهة الشرقية كان قد اعتبر في بيان صحفي أن "كل العمليات التجميلية لتأهيل المدينة أنتجتها مجموعة محدودة من المهندسين المعماريين وهو ما أسفر عن عواقب وخيمة على مهنة المهندس المعماري" التي لخصها البيان في "إقصاء وتهميش عدد كبير من المهندسين المعماريين،تنامي الإختلالات في الممارسة المهنية وهو ما يتجلى في تفشي ظاهرة انتحال صفة مهندس معماري،وممارسات غير قانونية من طرف مهندسين معماريين تتعارض مع أخلاقيات المهنة"،وحذر بعض أعضاء الهيئة من التلاعب في المشاريع المنجزة وغير المطابقة مع المعايير المهنية الوطنية والدولية.barijabderahim@ yahoo.fr