بلغ إلى علم مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط أن حملات اعتقال عشوائية قامت بها دوريات الأمن ابتداء من عشية يوم الإثنين 11 غشت 2008 واستمرت إلى مساء يوم الثلاثاء 12 غشت 2008 بكل من أحياء يعقوب المنصور والتقدم وحي النهضة ووسط المدينة أسفرت عن اعتقال حوالي مائة مهاجر ولاجئ من جنوب الصحراء. كما تناهى إلى علم مكتب الفرع أن التحقيقات التي تم إجرائها مع المعتقلين أبانت على أن جل المعتقلين في وضعية قانونية وأن الأقلية المتبقية إما انتهت مدة التأشيرة لديها أو انتهت صلاحية جواز السفر أو تأشيرة الوفوضية العليا للاجئين وهي حالات لا تستدعي الترحيل، لكن السلطات المحلية رحلت رغم ذلك سبعة منهم نحو الحدود المغربية الجزائرية ، وقد وردت أخبار من مدينة وجدة أن الاعتقالات العشوائية للمهاجرين الأفارقة قد شملت مختلف مناطق البلاد وأن عدد المرحلين نحو الحدود الجزائرية بلغ تسعة عشرة مهاجرا سيتم الدفع بهم نحو مصير مجهول. وقد تدارس مكتب الفرع هذه الوقائع على ضوء المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تحمي حقوق المهاجرين، وخلص إلى أن تعامل السلطات العمومية مع المهاجرين جنوب الصحراء وخاصة منها الاعتقالات العشوائية والمداهمات وطريقة الإبعاد نحو الحدود الجزائرية كانت دائما تتخللها خروقات جسيمة لحقوق الإنسان لعل أبرزها حوادث سنة 2005 التي أودت بحياة العديد من المهاجرين الأفارقة. لذا، فإن مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط؛ إذ يندد بحملات الاعتقال العشوائية والمداهمات الدورية للمهاجرين الأفارقة دون الأخذ بعين الاعتبار لما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ودون مراجعة المفوضية العليا للاجئين ودون التفرقة بين الرجل والمرأة والطفل وأوضاعهم الصحية ويحذر من تكرار مأساة سنة 2005، فإنه يطالب بالتعامل الإنساني مع هؤلاء المهاجرين واحترام حقوقهم طبقا لما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وعدم نسيان أن هناك مغاربة أيضا مهضومة حقوقهم ويعانون من مظالم مشابهة في بلدان المهجر بأوروبا وبعض لدول العربية. عبد السلام أديب: رئيس الفرع ________________________________________