في إطار برنامجه الشهري "كاتب و كتاب" استقبل الصالون الأدبي يوم السبت 17 ماي2007 الكاتبة المغربية ربيعة ريحان بنادي الهمذاني التابع لرجال التعليم – فرع الحي الحسني -، وقد افتتح اللقاء الذي سيره القاص أحمد شكر بكلمة لرئيس الصالون الأدبي مصطفى لغتيري ، حاول من خلالها وضع اللقاء في سياقه العام، ضمن الحركية الثقافية الملفتة ،التي دشنها و سهر على تنفيذها الصالون الأدبي، بانشطة جادة و هادفة في الدارالبيضاء و في كثير من المدن المغربية ، واعتبر لغتيري استضافة الصالون لربيعة ريحان خاتمة مسك لبرنامج هذه السنة "كاتب و كتاب" معتبرا الصالون الأدبي قد ربح الرهان بتنفيذه لبرنامجه الثقافي على امتداد السنة، بلا تعثر ولا ارتباك .. ثم رحب لغتيري بالمحتفى بها و تمنى للجميع جلسة مميزة تجمع ما بين المتعة و الفائدة . بعد ذلك مباشرة تدخلت الناقدة سعاد مسكين بمداخلة ، أخبرت الحضور بأنها تدخل ضمن مشروع كتاب حول الكتابة النسائية في المغرب ، وقد ركزت مداخلتها المعنونة ب " محكي الهامش" على مميزات الكتابة عند ربيعة ريحان بصفة عامة و مجموعتها المحتفى بها "أجنحة الحكي " بصفة خاصة، واعتبرت الناقدة مسكين أن ربيعة ريحان تمثل الوعي الثالث في الكتابة ، وقاربت ذلك من خلال مهمش القول ، وهامشية الأطفال المشكلين لشخصيات القصص ، من خلال عصيانهم لقوانين المجتمع ، ومن خلال رصد الكاتبة لبعض المظاهر الاجتماعية و الدينية و بعض الطقوس الشعبية ، كما توقفت عند عنصر الإطوبيا من خلال الحنين ، لتلاحظ بأن السارد في قصص ريحان غالبا ما يكون ذكوريا و هذا يميزها عن باقي الكاتبات ، كما تمتاز كتابتها – تضيف الناقدة سعاد مسكين- بالاعتماد على البناء الفني الدائري ، وذلك من خلال تلاحم العناوين بنهاية القصص ، كما يتميز السرد لديها - حسب مسكين- بالاسترسال ، فيما تتميز اللغة عندها بالهجنة ، إذ تمزج بفنية ما بين الفصيح و العامي .. بعد مداخلة الناقدة سعاد مسكين تفضل الكاتب سعيد بوكرامي بورقة عنونها ب " ماذا يحدث في هذا الكتاب ؟" وقد استوقفه في هذه المداخلة أن الأطفال في قصص ريحان متمردون يحبون أباءهم أكثر من حبهم لأمهاتهم ، يفضحون باستمرار زيف الواقع ، ويرفضون أن يتغيروا ، كما أن لديهم أحلاما طازجة بالحرية ، تمتح عوالمهم من فضاءات مدينة آسفي ، كما لا حظ أن الكتابة عند ربيعة ريحان توهم بأنها تنتمي إلى جنس السيرة الذاتية ، وهي في العمق ترصد التغيرات الاجتماعية في مغرب ما بعد الاستقلال ، والرجال في متنها القصصي مسحوقون و النساء مقهورات ، والكاتبة تراهن على تنوع الأصوات السردية داخل نصوصها ، و قد لخص الكتابة لديها في التداعي و التحويل و البوح الحميمي . بعد هذه المداخلة مباشرة أعطيت الكلمة للكاتبة المحتفى بها ، فشكرت الصالون الأدبي على استضافته لها ، كما نوهت بالمداخلتين اللتين استطاعتا – حسب ريحان- إضاءة الكثير من دهاليز الكتابة عندها، كما تفضلت بكلمةة عفوية و مرتجلة تمحورت حول هموم الكتابة و عوالمها، و مرجعياتها و ذكرياتها الجميلة في مدينة آسفي و علاقتها الحميمة مع أبيها الذي أثر بعمق في مسارها التكويني النفسي و الثقافي . بعد ذلك شنفت الكاتبة ربيعة ريحان أسماع الحضور بنموذج من قصصها ، ثم ما لبث أن تناسلت الأسئلة في أذهان الجمهور ، ليفسح لها المجال كي تحلق في فضاء الهمذاني و تحط في رحاب الكاتبة المحتفى بها، التي أجابت بأريحية على الأسئلة ، بل و اعتبرتها أسئلة عميقة ، تنبهها إلى كثير من الأمور التي ما كان من الممكن إثارتها لولا هذا اللقاء.اختتم هذا الحفل الثقافي بالتقاط الصور للذكرى و توقيع الكاتبة لمجموعتها المحتفى بها " أجنحة الحكي".