سلمت السلطات الأميركية للسلطات المغربية، صباح أمس الجمعة، المواطن المغربي سعيد بوجعيدية، الذي كان معتقلا بسجن غوانتنامو الأميركي في كوبا، منذ سنة 2002. وأفادت مصادر أمنية أن النيابة العامة بالدارالبيضاء، أمرت بالاستماع إلى سعيد بوجعيدية، من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وتحت إشرافها، في احترام للقوانين الجاري بها العمل، لمعرفة ما إذا كان مطلوبا في قضايا أخرى بالمغرب. وأفاد عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية "النصير"، المتحدثة باسم معتقلي ما يسمى ب"السلفية الجهادية"، في اتصال ب"المغربية"، أن بوجعيدية، من مواليد سنة 1963 متزوج وأب لثلاثة أطفال، ومتحدر من مدينة بوسكورة، اعتقل في غشت سنة 2002 في أفغانستان، التي سافر إليها في سنة 2001 من طرف الجيش الأميركي، واقتيد بعدها إلى سجن غوانتنامو بكوبا قبل ست سنوات، وأفرج عنه، أول أمس الخميس، وسلم للسلطات المغربية.وأضاف مهتاد أن السلطات الأميركية، لم توجه لبوجعيدية أي تهمة محددة، في حين مازالت تحتجز مواطنين مغربيين آخرين بقاعدة غوانتنامو، ويتعلق الأمر بيونس الشقوري وعبد اللطيف ناصر، اللذين اعتقلا بأفغانستان أيضا، من دون أن يضيف معلومات أخرى بشأن عملية اعتقالهما.وكان الجيش الأميركي اعتقل 17 مواطنا مغربيا بسجن غوانتنامو، كان أصغرهم المتهم محمد بنموجان (22 عاما)، إذ سلمت الولاياتالمتحدة تسعة متهمين للمغرب، خمسة في غشت 2004، وثلاثة في فبراير 2006، وواحدا في أكتوبر 2006، واليوم بوجعيدية، في حين جرى ترحيل خمسة سجناء مغاربة آخرين نحو بلدان إقامتهم لتوفرهم على جنسيات أجنبية (فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وإسبانيا)، وقدموا إلى العدالة، فيما ظل بوجعيدية والشقوري وناصر، رهن الاعتقال.وكان القضاء المغربي برأ خمسة متهمين مغاربة كانوا معتقلين بغوانتنامو، بتهمة "المشاركة في أعمال إرهابية" سنة 2004، فيما أدان متهمين آخرين توبعا ضمن "خلية رحا" المتهمة بترحيل مغاربة نحو العراق بهدف الجهاد.وينظر حاليا من جديد في قضية المتهم محمد بنموجان، الذي أدين في المرحلة الابتدائية بعشر سنوات، ثم متع بالبراءة في المرحلة الاستئنافية بملحقة استئنافية سلا، قبل أن يقرر المجلس الأعلى إعادة النظر في قضيته من جديد.وكانت عناصر الشرطة الإسبانية استنطقت حوالي 20 مغربيا معتقلا في غوانتنامو، ما بين 21 و26 يوليوز 2002، رفقة عناصر من وكالة الاستخبارات الأميركية C.I.A.وكانت عائلات المعتقلين المغاربة في غوانتنامو ناشدت العديد من المنظمات الحقوقية من أجل متابعة ملفات أبنائها والمطالبة بالإفراج عنهم، بعدما انقطعت رسائلهم، التي كانوا يبعثونها عن طريق الصليب الأحمر، مشيرة إلى أن أبناءها لا علاقة لهم بما يسمى "السلفية الجهادية"، وأن أغلبهم سافر إلى باكستان أو أفغانستان لأسباب اقتصادية صرفة، وليس لأسباب سياسية، كما أكدت شقيقة بنموجان. وحسب هذه المنظمات، التي تتابع قضية سجناء معتقل غوانتنامو الأميركي، فإن عدد السجناء المغاربة، الذين كانوا معتقلين بهذا السجن، بلغ 18 سجينا. يشار إلى أن المحامي البريطاني، كليف ستانفورد، تولى الدفاع عن بوجعيدية وباقي المعتقلين المغاربة في غوانتنامو، وسبق له أن قام بزيارتهم داخل السجن، كما سبق أن أعلن سميث الذي يعمل أيضا رئيسا للجمعية الحقوقية البريطانية (ريبريف)، أنه زار المعتقلين المغاربة. سعيد بوجعيدية قبل السفر والاعتقال (خاص) عزيزة أيت موسى عن المغربية