العلمانية والإسلام.. هل ضرب وزير الأوقاف التوازن الذي لطالما كان ميزة استثنائية للمغرب    الرجاء الرياضي ينهزم أمام ضيفه الجيش الملكي (0-2)    إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار في لبنان بدءا من يوم غدٍ الأربعاء    الملك محمد السادس يوجه رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف    الأمن يحجز حيوانات معروضة للبيع    لجنة الحماية الاجتماعية تجتمع بالرباط    المغرب يستعد لإطلاق عملة رقمية وطنية لتعزيز الابتكار المالي وضمان الاستقرار الاقتصادي        تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. وفد من القوات المسلحة الملكية يزور حاملة الطائرات الأمريكية بساحل الحسيمة    طلب إحضار إسكوبار الصحراء ولطيفة رأفت.. هذا ما قررته المحكمة    بنسعيد: "تيك توك" توافق على فتح حوار بخصوص المحتوى مع المغرب        هيئة حقوقية تنادي بحماية النساء البائعات في الفضاءات العامة    دراسة: سوق العمل في ألمانيا يحتاج إلى المزيد من المهاجرين    وفاة أكبر رجل معمر في العالم عن 112 عاما    "نعطيو الكلمة للطفل" شعار احتفالية بوزان باليوم العالمي للطفل    لحظة ملكية دافئة في شوارع باريس    النظام العسكري الجزائري أصبح يشكل خطرا على منطقة شمال إفريقيا    الجنائية الدولية :نعم ثم نعم … ولكن! 1 القرار تتويج تاريخي ل15 سنة من الترافع القانوني الفلسطيني    سعد لمجرد يصدر أغنيته الهندية الجديدة «هوما دول»        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    المغرب جزء منها.. زعيم المعارضة بإسرائيل يعرض خطته لإنهاء الحرب في غزة ولبنان    دين الخزينة يبلغ 1.071,5 مليار درهم بارتفاع 7,2 في المائة    معاملات "الفوسفاط" 69 مليار درهم    النقابة الوطنية للإعلام والصحافة … يستنكر بشدة مخطط الإجهاز والترامي على قطاع الصحافة الرياضية    الجزائر و "الريف المغربي" خطوة استفزازية أم تكتيك دفاعي؟    في حلقة اليوم من برنامج "مدارات" : عبد المجيد بن جلون : رائد الأدب القصصي والسيرة الروائية في الثقافة المغربية الحديثة    التوفيق: قلت لوزير الداخلية الفرنسي إننا "علمانيون" والمغرب دائما مع الاعتدال والحرية    نزاع بالمحطة الطرقية بابن جرير ينتهي باعتقال 6 أشخاص بينهم قاصر    الجديدة مهرجان دكالة في دورته 16 يحتفي بالثقافة الفرنسية    توهج مغربي في منافسة كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي بأكادير    اللحوم المستوردة تُحدث تراجعا طفيفا على الأسعار    مسرح البدوي يواصل جولته بمسرحية "في انتظار القطار"    شيرين اللجمي تطلق أولى أغانيها باللهجة المغربية        الأمم المتحدة.. انتخاب هلال رئيسا للمؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    برقية شكر من الملك محمد السادس إلى رئيس بنما على إثر قرار بلاده بخصوص القضية الوطنية الأولى للمملكة    القنيطرة.. تعزيز الخدمات الشرطية بإحداث قاعة للقيادة والتنسيق من الجيل الجديد (صور)    توقيف فرنسي من أصول جزائرية بمراكش لهذا السبب    اتحاد طنجة يكشف عن مداخيل مباراة "ديربي الشمال"    غوارديولا قبل مواجهة فينورد: "أنا لا أستسلم ولدي شعور أننا سنحقق نتيجة إيجابية"    مواجهة مغربية بين الرجاء والجيش الملكي في دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا    حوار مع جني : لقاء !    المناظرة الوطنية الثانية للفنون التشكيلية والبصرية تبلور أهدافها    الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين    تزايد معدلات اكتئاب ما بعد الولادة بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي    ملتقى النقل السياحي بمراكش نحو رؤية جديدة لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار    إطلاق شراكة استراتيجية بين البريد بنك وGuichet.com    الرباط.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الأمين العام محمد حسن الوزاني في قضية الاختطافات السياسية
نشر في أسيف يوم 04 - 05 - 2008

رسالة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الأمين العام محمد حسن الوزاني في قضية الاختطافات السياسيةبسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله الحمد لله وحده، وبيده الحول والقوةحضرة الأخ المحترم السيد محمد حسن الوزاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعدفلقد وافانا كتابكم الكريم مع نسخة من التقرير الذي تقدمتم به إلى وزارة الداخلية يوم 19 من الجاري (يوليوز) مع أنه مؤرخ بتاريخ 23 يونيو ونجهل السبب في تأخيره هكذا.. كما ترون. ونظرا لأهمية المواضيع التي أشارتم إليها أسرعنا بالإجابة مع شكرنا وتقديرنا لاهتمامكم المتزايد بقضايا البلاد والأحداث التي جرت بها طيلة مدة السنوات الأخيرة. ونأمل أن يكون لاهتمامكم هذا.. نتائج مطلوبة ومرضية. كما نأمل أن يوفق الله المسؤولين لتلافي الأمر وإصلاح ما فسد، ويهديهم لرؤية الحق حقا والباطل باطلا، حتى يسترجع مغربنا الكريم كرامته وتاريخه العظيمهذا.. ولقد أفدتمونا بمعلومات تتعلق بالمختطفين والمعتقلين والمبعدين وأنكم قد عملتم وستعملون ما يجب، لإنقاذ الأسر المنكوبة في الأهل والأعراض والأموال.. وهو عمل تشكرون عليه. ولكن ينبغي ألا تكونوا منفردين بهذه المساعي والمجهودات من أجل تخفيف هذه المصائب، بل كان يجب على كل مسؤول أن يشارككم ويساهم بدوره بكل إخلاص وعزم واهتمام، حتى تحصل النتيجة التي تسعون إليها ويسعى إليها كل مؤمن وعاقل يحب بلاده ويؤمن بالله واليوم الآخرأيها الأخ المحترمإن ما وقع في بلادنا من الآفات والمصائب والكوارث والمآسي، تثير حتى عواطف الجمادات – إن صح هذا التعبير – ولكن مع الأسف رأينا القوم مروا ويمرون عليها مر الكرام ويعتبرونها كأنها لم تكن. وما رأينا منهم قط ما يدل على التأثر والاهتمام . بل رأينا الأمر بالعكس، يشتغلون بالسفاسف وإقامة الحفلات والمظاهر الفارغة التي تدل على الابتهاج أو بالأقل على اللامبالاة. ولا يعلمون أن مصدر هذه المصائب كلها ، وهذا الشقاء الذي عم أمتنا، شيء واحد، هو وجود العدو بالبلاد. والغريب أن القوم يعتبرون وجوده شيئا عاديا أو شيئا لا مفر منح ولا علاج له... ! وتلك هي المصيبة العظمىإن المسؤولية كلها تقع على الذين تولوا الحكم وزمام الأمر في البلاد. منذ أن ابتلينا لا بالاحتلال، ولكن بكلمة الاستقلال. فهل نرى اليوم الذي يدرك فيه المسؤولون هذه الحقيقة أو لا؟مع العلم بأن الشيء الوحيد الذي يجب أن يهتم به كل الاهتمام، هو الجلاء والجلاء وحده قبل كل شيء. فلا تدشين ولا احتفال ولا تعبيد الطريق ولا بناء القناطر ولا تأسيس المدارس ولا استرداد الأملاك المغصوبة ولا إنشاء مناصب جديدة، ولا تعديل في الوزارة ولا في القضاء ولا مستشفى، ولا ملكة جمال، ولا ملكة حب الملوك، ولا تفكير في إنشاء سفارات في أطراف المعمور. كل هذا هراء في هراء وعبث في عبث. إننا في غنى عن كل هذا ما دمنا لم ننجز قضية الجلاء. لتهبط درجة الحرارة من 41 إلى 37ذلك أن كل عمل دون الجلاء، رهين وسهل، ويعالج بأيسر الطرق، وعار على المغرب المشهور بالشجاعة وحب الحرية أن يقر له قرار، والمحتل المهزوم الضعيف يجول في ربوع البلاد مع أن أقل اهتمام وأقل عمل يريحنا من هذا الكابوس الهزيل الذي جثم على صدور أمتنا. والذي يحول بيننا وبين كل إصلاح . ويعوقنا عن تحقيق ما نصبو إليه من إنجازات ومشاريع وبناء وتشييد. هل فهم قومنا هذا وأدركوه على حقيقته أم لا؟ يا للعار... ! ويا للخسارة... ! ويا للخزي... ! ويا للأسف... ! إن لم يدركوه، ولم يفهموهأيها الأخ الكريم
إننا قد صارحناكم بكل ما نعتقده صوابا ومصلحة للبلاد والأمة، وأجزم أن كل مخلص صالح عاقل من أبناء أمتنا يعتقد معنا هذا الاعتقاد. فلا تفكير في غير الجلاء، ولا كلام إلا في الجلاء. ولقد كررناه بالقول والعمل دائما وإلى الآن وحتى هذه اللحظة لم نر رغما عن هذا من أولي الأمر في بلادنا ما يشعر بأننا سائرون بالجد نحو هذا الهدف السامي. بل لا نرى إلا الأقوال والتسويف ومجاملة المحتل ومسايرته في مراوغته وتسويفه ومماطلته التي يقصد منها البقاء في البلاد إلى الأبدأفيدونا يرحمكم الله إذا كنا أخطأنا في التقدير. أو في الظن؟أما فشو الخلاعة والزندقة والإلحاد والانحلال في الأخلاق الذي نراه من خلال الوقائع، فشيء تنفطر منه الأكباد، وشيء ينذر بالفناء والدمار والهلاك والتلاشي لأمتنا الكريمة. أصبحنا في وضعية لا ناهي فيها ولا منتهي، وقد قال تعالى في محكم كتابه الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"وقال تعالى" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"وقال جل من قائل تعريضا ببني إسرائيل" كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون"وقال تعالى" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "وقال تقدست أسماؤه" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون"إن ما أصابنا ويصيبنا وما نراه يحدث في بلادنا من المناكر والفحشاء ومن الاتجاه الذي تسير فيه بعض الطبقات من التقليد الأعمى والمروق من الدين الحنيف. منشأه عدم الاهتمام الذي يشاهد من الذين يعنيهم الأمر في الحقيقة. وعدم الاكتراث بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف الواجب على كل مسلم عاقل يريد الخير لأمته وبلاده. وهذا ما تشير إليه الآيات الكريمة التي أوردناها سابقا وما تشير إليه الأحاديث النبوية الشريفة التي منها قوله صلى الله عليه وسلم" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "ولا أخال إلا أن الأغلبية الساحقة في البلاد لا تخلو من خير ولا يرضون بهذه المناكر المتفشية. إلا أنه مع الأسف الشديد، هذه الأغلبية تقتصر على أضعف درجات الإيمان، وهي التذمر القلبي، مع أنه في استطاعتها أن تعمل الشيء الكثير لو اهتدت إليه، وأن تقضي على هذه المناكر التي تكاد تؤدي بالبلاد إلى الهاوية، إذا لم يتداركها الله بألطافه. ومن أعظم المناكر، الرضا والسكوت بوجود المحتل المعتدي في وسطنا، في عواصمنا، وفي كل أجزاء البلاد. مع أن كل من له أدنى إلمام بمجريات الأحوال يعلمون علم اليقين أن الذي احتل بلادنا وكان سببا في جميع الكوارث ضعيف هزيل. بل هو أضعف الضعفاء، لولا عكاكيزه ولولا أجراؤه، وبالتالي سكوت الباقي من أعيان الأمة على ذلكأيها الأخ العزيزكلنا يعلم أن المحتل لبلادنا لا يستطيع البقاء أبدا في تربتنا بقوة، بل انه بمجرد ما يشعر بأننا نعتبره ضيفا ثقيلا سيترك البلاد هاربا لا يلوى على شيء. وقد لاحظتم ذلك ولا شك في مناسبات كثيرة عندما تشتد الأزمات كيف يتودد وكيف يستعين بالدسائس والتفرقة. والحربان العالميتان ثم بعض الثورات المحلية تشهد بأنه كان على وشك الرحيل. لولا تمسك بعض المغرضين به، ولولا انخداع الأمة بالكلام المعسول الذي يقوم به هؤلاء المغرضون..؟ وأرى أنه لا حاجة إلى الزيادة في البيان. فإنكم تعلمون الحقيقة حق العلم..؟ إذن، فلماذا التمادي في هذا السكوت وفي هذا التخاذل والتكاسل والجبن الفاضح والرضى بهذه المخازي التي لا يرضاها رجل له كرامة؟ كيف نعتبر هذا تافها ؟ وكيف نقر هذه الأوضاع ..؟ وكيف لم نتعظ بما شاهدناه سابقا ؟ وكيف الصبر على ما وقع ويقع ويحدث في بلادنا من الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها العدو على ممتلكاتنا وأهلنا، ويدوس حرماتنا، ويجعل بلادنا ممرا لجنوده، وجسرا لسلاحه الجوي الذي يسحق به إخواننا الجزائريين. ولقد وصلت بهم الجرأة إلى تحبيذ مفاوضة فرنسا التي تهدف أولا وأخيرا إلى استسلام المجاهدين الأبطال، في الوقت الذي كان يجب علينا أن نشجع إخواننا المجاهدين المناضلين ونمنع الخونة المتآمرين مع الفرنسيين من الجزائريين والتونسيين والمراكشيين. وفي نفس الوقت يجب علينا أن نقوم بعمل إيجابي فعال لطرد الفرنسيين من بلادنا ومن شمال إفريقيا كلها، كيف نسمح لأنفسنا أن نعيد تاريخ ( 1830) ونترك الجزائريين يقاتلون وحدهم. حتى نمكن الفرنسيين الغاصبين من هذا القطر الذي هو رأس القنطرة لابتلاع بلادنا بعدها. ألا سحقا للظالمين، وتبا للمنافقين، وخسرانا للمذبذبين، وهلاكا للانتفاعيين الذي داسوا كرامتهم وكرامة أمتهم، مفضلين الراحة والتمتع بالشهوات حتى فوتوا فرصة الدفاع عن بلادهم. وأوقعونا في النهاية في نفس الكارثة التي وقعت فيها الجزائر. أليس هذا هو التاريخ ؟ أليس هذا هو الواقع؟ أليست هذه هي الحقيقة المرة التي نعاني من جرائها الأمرين؟أليست مفاوضة إكس ليبان واتفاقية جي مولي - بورقيبة هي التي كانت في حقيقتها مؤامرة القضاء على البلاد. نجح فيها العدو وعملاؤه بتخدير الشعب التونسي والمراكشي حتى يطمئن للاستقلال المزيف. هذا الاستقلال الفارغ الذي يجب أن نطلق عليه "الاحتقلال" أما كفتنا أربع سنوات في عهد هذا "الاحتقلال" التي رأينا أثناءها كل أنواع العذاب والتمزيق والانحلال أدى إلى تشتيت الأمة إلى شيع وطوائف وفرق تتناطح وتتقاتل، حرصا على المنصب والكرسي حتى يتسنى للانتهازيين والانتفاعيين أن ينهبوا ويستغلوا الأمة من جهة ويمكن العدو من البلاد أكثر فأكثر؟ أما كفتنا هذه التجربة اللعينة، فنفكر في طرد العدو من البلاد قبل أن نفكر في أي شيء آخر؟ قبل أن نفكر في المناصب الزائفة والعيش ؟أيها الأخ الكريملقد ذهب منا كل شيء بسبب الأطماع الشخصية والغباوة المظلمة والجبن الفاضح والنفاق الأسود. ألم يئن لنا أن نقف هنيهة. لنتخذ طريقا ينقذنا من هذه الآلام التي نعانيها، لقد تيتمت أطفالنا، وانتهكت حرماتنا، وسلبت أموالنا، وعذب رجالنا، وملئت السجون والمعتقلات بعشرات الآلاف من المجاهدين والمجاهدات، وآلاف منهم قد أقبروا أحياء وتركوا هذه الدنيا ! ماذا ننتظر؟ أننتظر نزول ملك من السماء ؟ أننتظر أن تنبت الأرض من ينقذنا؟ كلا ثم كلا، إن الحل في متناول يدنا وحدنا. فلننهض ولنعمل بجد ولنطلب الموت. لتوهب لنا الحياة، الحياة السعيدة التي يرضاها كل كريم يريد أن يعيش حرا في هذه الدنيا. ولا ندع أمرنا للمعجزات أن تحدث، فالمعجزات بيدنا "أعقلها وتوكل" كما قال عليه الصلاة والسلامإن الذي يفكر الآن في المنصب أو نيل المال، يجب أن يعد من العجماوات، ويجب أن يمحى اسمه من سجل الإنسانية. فالأمر أخطر من المنصب، وأخطر من السعي وراء كسب المال. وبالتالي أخطر من أن نرجو الصلاح أو الإصلاح والعدو ببلادنا. يمزقنا ويلعب بمقدراتنا، لإبادتنا ومحقنا ومحونا من الوجود. تلك هي الحقيقة التي لا يصح لعاقل أن يجهلها أو يتجاهلهاإنكم مسؤولون يا أخي الكريم، وقد قمتم بواجبكم لما فهمتم هذه المسؤولية منذ زمن بعيد وساهمتم يوم أدركتم واجبكم مساهمة فعالة تشكرون عليها من كل أحرار بلادنا. بيد أن هذا التقاعس الذي طرأ على إتمام المساهمة فجأة أخذ يشككنا في صمودكم، ويوحي إلينا بتضعضعه إزاء المحن والأهوال والفواجع التي مرت بالبلاد منذإعلان هذا الاستقلال الموهوم ! مع أن الإمكانيات والفرص متوفرة الآن أكثر من ذي قبل. إذن، فما معنى هذا الوقوف في وسط الطريق؟ وما معنى ترك هذه الفرص الثمينة تمر ضائعة تنعي المتقاعسين، وتبكي المتكاسلين؟ أعتقد أن هذا التقاعس الذي لا مبرر له عقلا وشرعا ومنطقا جريمة في حق البلاد التي ألفت أن تنجب دائما من يدافع عن كيانها، وجريمة في حق الأمة التي وضعت ثقتها في رجالها. والجريمة في حق البلاد والأمة لا تغتفر إلا بالسير قدما نحو إنقاذ الموقف إنقاذا كاملا واضحا، وقديما قيل : " كل من سار على الدرب وصل"أما ما ذكرتموه في المذكرة التي قدمتموها إلى وزارة الداخلية بشأن المختطفين والمعتقلين والمبدعين مع قائمة إضافية بأسماء بعض المختطفين والمعتقلات التي أنشئت لتعذيب الأبرياء والأحرار من المجاهدين فلقد استغربت كثيرا كيف خفيت عنكم معرفة ذلك بالتفصيل، مكانا وزمانا، رغم وجودكم في البلاد، وتتبعكم بأنفسكم أحداث هذه المآسي التي كانت من أهداف هيئتكم السياسية. مع أننا قد استطعنا بواسطة استعلاماتنا الضئيلة، ووسائلنا القليلة، أن نحصل على الوثائق الصحيحة التي أفادتنا بكلما حدث في البلاد بالمكان والاسم والهدف والداعي، و الظروف والملابسات، سواء في ذلك قبل إعلان ما أسموه "الاستقلال" أو بعدهإننا قد حصلنا على معلومات دقيقة ومفصلة تفصيلا كافيا لكشف كل المؤامرات المصطنعة التي دبروها للمجاهدين والعاملين، مما جعلنا نأسف لحدوث ما شوه سمعة بلادنا، ومسخ تاريخنا وسود صحيفة وجودنا كأمة شريفة ذات التاريخ المجيد الوضاء السامي. وهي وثائق من الأهمية بمكان، نحتفظ بها عبرة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ومع كل هذا فإننا نعلم أن أس كل المصائب هو وجود العدو المحتل كما قلنا، أجل كما قلنا سابقا ونقوله الآن، وكما نكررها دائما وأبداوإليك بعضا من هذه المعلومات الدقيقة التي لا يتطرق إليها الشك أبدا (معلومات تحمل بين طياتها مآسي تفتت الأكباد وتذيب العقول وتشمئز منها النفوس وتقشعر منها الجلود وتحار لها العقول)أسماء المعتقلاتجنان بريشة بتطوان جنان الريسولي بتطوان دار الخمال بتطوان دار بشارع محمد الخامس... تواجه " كونتيننتال" بتطوان نقطة البوليس " بنيابة الأمور الوطنية سابقا" قسم المجرمين بتطوان دار بسفح جبل "غرغيز" تدعى " طريطة" بضواحي تطوان كهف " بالرينكون" في طريق تطوان – سبتة عزبة " بدار بن قريش" بضواحي تطوان عزبة " بوادي سيفلاو" في طريق شفشاون – تطوان عزبة بقبيلة بني أحمد السراق على الحدود بين المنطقتين سابقا كهف " بسبع ألويات" بقبيلة " غمارة" بمقاطعة شفشاون عزبة بضواحي " ترجيست" بمقاطعة الحسيمة المعهد الديني " بالحسيمة" بمقاطعة الريف الوسطى دار حارس الغابة بضواحي مدينة الحسيمة أجدير " حيث كانت إدارة دائرة قبيلة بني ورياغل" بمقاطعة الريف الوسطى أربعاء توريرت – في نفس إدارة بني بوعياش – ببني ورياغل بمقاطعة الريف الوسطى دار معروفة تقرب من المسجد بمدينة الناضور " بمقاطعة الريف الشرقي" عزبة بسفح جبل " أزغنغان" بضواحي الناضور بمقاطعة الريف الشرقي كهف " ببوسكور" حيث كان مركز جيش التحرير سابقا – بقبيلة مطالسة بالريف الشرقي تيزي أسلي – حيث كان مركز جيش التحرير سابقا – بقبيلة كزناية بمقاطعة تازة عين باردة بضواحي وزان عزبة في طريق سوق أربعاء الغرب – وزان دار بمدينة العرائش – كانت مكتبا لهيأة سياسية معروفة عزبة بضواحي العرائش.. لمواطن مغربي له سوابق معروفة دار معروفة كمكتب لتسيير شيء ما، بمدينة القصر الكبير عزبة في طريق القصر الكبير – عرباوة مركز معروف بقرية الخميسات عزبة تبعد عن قرية " تغلت" بمقدار 5 كلم دار عرفت كمكتب لتسيير شيء ما بمدينة القنيطرة عزبة تبعد عن القنيطرة في الجنوب الشرقي (12) كيلومترات تقريبا دار معروفة توجد قريبة من قرية " تمارة" بضواحي الرباط كهدف أو وكر " بدوار الدباغ" عزبة لمعمر فرنسي في طريق الرباط – بني ملال نقطة البوليس بالدائرة السابعة بمدينة الدار البيضاء نقطة أو دار معروفة بطريق عين مديونة عزبة لمواطن مغربي يتظاهر بالوطنية بضواحي خريبكة مركز معلوم ومشهور " ببرزح تمحظيت " في طريق قرية ميدلت دار معلومة بقرية " كولميمة" بمقاطعة تافيلالت الصحراء دار بالواد الذي يخترق مدينة صفرو شمال سيدي علي بوسرغين عزبة من ممتلكات القائد المشهور " رحو " بضواحي مدينة فاس دار بدرب الطويل بمدينة فاس دار مهجورة بحومة باب الخوخة بفاس عزبة لمعمر فرنسي في طريق فاس – مكناس عزبة قريبة بقرية " عين تاوجطاط " في طريق فاس – مكناس نقطة بوليس معلومة بدار الدبيبغ بالمدينة الجديدة بفاس عزبة لمعمر فرنسي معروف قريبة من ولماس عزبة لمعمر فرنسي ببوشرو بالزيايدة عزبة من ممتلكات مغربية تدعى عائشة المهروقية عزبة لمعمر فرنسي شرق جنوب غابة المعمورة. دار سرية
بقرية فضالة دار كمكتب بمدينة الصويرة دار لموظف معروف في قرية خريبكة دار من ممتلكات الباشا الكلاوي بمدينة مراكش عزبة بضواحي قرية " تنجداد " بالصحراء كهف سبق أن كان مركزا لجيش التحرير بنقطة المروج بضواحي تازة كهف معروف بضواحي قرية تافوغالت بقبيلة بني يزناسن نقطة بوليس معروفة بمدينة وجدة دار سبق أن كانت كفندق في مدينة وجدة عزبة بسهل أنجاد بضواحي وجدة دار لقائد معروف بقبيلة البرانس بضواحي تازة نقطة بوليس معلومة بمدينة طنجة فوق الصغير دار لأجنبي معروف في الرأس المواجه لمدينة طنجة شرقا وهناك في إقليم سوس (12) مركزا من مراكز التعذيب والتقتيل، ونعتقد أنكم تعرفونها ولا شكوبعد، فهذه بعض من الأماكن التي أنشئت خصيصا للتعذيب والتنكيل منذ ( 27 فبراير 1956) وفي هذه المعتقلات الجهنمية ذاق العاملون والمجاهدون والمخلصون كل أنواع التعذيب والتجويع مع العلم بأنها كانت متفاوتة في الشهرة – أي التشهير بالتعذيب – والمبالغة في السرية والكتمان. إذن جلها كانت معتقلات سرية احتفظوا بسريتها إلى أن فضحها المعذبون، وكشفها المهتمون. أجل، هذه هي المعتقلات التي عذبت فيها النفوس، وأزهقت فيها الأرواح البريئة، نتيجة لمؤامرات مصطنعة خلقها المغرورون بأنفسهم إرضاء للمستعمر الذي ظل ينتظرها ويترقبها ليحقق بها النكسة الكبرى التي حطمت معنويات العاملين، حتى أصابتهم خيبة الأمل. ولقد تحققت رغبة المستعمر مع الأسف الشديد، ومما يحز في قلوبنا أنها حدثت في وقت كنا في أشد الحاجة إلى التبصر والحكمة ولم الشعث. ولكن الطمع وحب الكرسي والمنصب أعمى البصيرة حتى حدث ما لم يشهده تاريخ بلادنا من المآسي والفواجع والأهوالأما المعتقلون فلقد بلغ عدد الذين عذبوا في هذه المعتقلات الجهنمية التي ذكرناها بالضبط والتدقيق (9672) كلها معروفة بالاسم واللقب والعمر والمهنة وحتى الحالة المدنية، لا يتسع المجال لذكرها في هذه الآونة. وأطلق سراح ( 6520) لغاية (26/02/1960) وجلهم مازالوا مشوهين ومبتورين من الأعضاء التناسلية أو الأرجل أو العيون أو الأذن، أما الباقي فما زال في غياهب السجون والمعتقلات المجهولة، على أن جلهم قد لاقوا حتفهم من جراء التعذيبففي تيزي أوسلي بقبيلة كزناية حشروا (82) ضحية في كهف يقع في طريق تيزي أوسلي – تالة مغيث، وواروا عليهم الكهف وهم أحياء بعدما عذبوهم وشوهوهموفي أجدير بقبيلة بني ورياغل بمقاطعة الريف الوسطى حشروا (75) ضحية وقتلوهم رميا بالرصاص بعدما عذبوهم وشوهوهم، وكانوا يدفنونهم تحت ستار الظلام في أماكن مختلفة، مبعثرين هنا وهناك ولكنها معروفة لدى المهتمين. ومما يجدر ذكره أن بعض أفراد ممن كانوا يحرسون من كان يقوم بتنفيذ الإعدام في هؤلاء الضحايا ما زال حيا يرزق، معروفين بالاسم والعمر، وهم يعترفون بذلك بكل بساطة وبدون مبالغةوفي أربعاء تاوريرت ببني بوعياش بقبيلة بني ورياغل بمقاطعة الريف الوسطى، حشروا (35) ضحية، قضوا فيها ثلاثين شهرا كلها تعذيب وتنكيل، وأخيرا قتلوهم عن أخرهم، وبالضبط نقلوهم من هناك ليلة ( 06/10/1958) وقتلوهم ليلة ( 07/10/1958) بغابة على شاطئ بقبيلة بقيوة، وكلهم من أبناء الجنوبوفي المعهد الديني بالحسيمة قتلوا (25) ودفنوهم في نفس المعهد ووضعوا عليهم البلاط في بيوت معروفة لدى المهتمين، وكلهم من الجنوب أيضاوفي جنان بريشة بتطوان الذي اعتبر في الدرجة الأولى من المعتقلات الجهنمية اغتالوا فيه ( 120) مجاهدا بعدما عذبوهم وشوهوهموفي بئر بضواحي مدينة الناضور بمقاطعة الريف الشرقية حشروا (30) ضحية وواروهم التراب، اكتشفهم الأحرار في شهر (02/1960)وفي كوميسارية الدائرة السابعة بالدار البيضاء قتلوا رميا بالرصاص (90) ضحية، ودفنوهم في ضواحي المدينة، وما زال بعض الحراس الذين شاهدوا ذلك بأعينهم يرزقون ويعيشون في مدينة وجدة ومكناس وطنجة والرباطوفي مكان معروف يبعد عن الرباط (8) كيلومترات في طريق الرباط – تمارة أقبروا (92) ضحية أحياء بعدما حفروا قبورهم بأيديهموفي " كولمين" بسوس أقبروا (65) ضحية بعدما عذبوهم وشوهوهم وبتروهمومما يجدر ذكره بهذه المناسبة أن مقبرة ضحايا " تمارة" ما زالت معالمها ظاهرة للعيان لحد الساعة. هذا.. ونحن نعلم سلفا، أن كل هذه المآسي حدثت يوم كان وزير الداخلية الحالي رئيسا للحكومة آنذاك، مما جعله يحيط بكل ما جرى وحدث إحاطة كافية لكشف الحقائق أمام الرأي العام المغربيأما المختطفات من بنات المغرب العزيز فلقد بلغ عددهن (235) ما بين المتزوجات والأبكار، ومن الشمال فقط اختطفت (75) حشروا منهن (25) في دار معروفة بحومة ( سانية الرمل) بتطوان، حيث ظلوا يترددون عليهن صباح مساء ليل نهار، لهتك أعراضهن، إلى أن اختفين نهائيا من الوجود. وفي عزبة معروفة على شاطئ وادي ورغة حشروا (15) لنفس الغرض والغاية، وهو هتك أعراضهن. وفي دار معروفة ومشرفة على مدينة الحسيمة بالريف الأوسط حشروا (15) لنفس الغرض، وقد استطاعت ثلاث منهن أن ينجين بأرواحهن إلى مدينة سبتة، وما زلن لحد الساعة هناك. وفي مدينة الناضور ونواحيه، فلقد وقع ما تشمئز منه النفوس، وتقشعر منه الجلود، في هتك الأعراض وسلب بكارة البنات والعذارىأما المساجين، فلقد بلغ عدد من دخل السجن، وزج به في غياهبه بدون أسباب معقولة، منذ إعلان الاستقلال الموهوم لغاية فاتح أبريل سنة 1959، نقول بلغ عددهم (80 ألف) وزعت على السجون المركزية في المدن والصحاري والقفار، منها في الشمال فقط (2342) ومن السخرية بمكان أن (95 بالمائة) منهم لا ذنب لهم أبدا، ولا جريمة لهم مطلقا، والدليل على ذلك أنهم لما كانوا يريدون أن يطلقوا سراحهم يأخذون منهم تعهدا بعدم إفشاء سر دخولهم للسجن، ويهددونهم بالرجوع إذا ما أفشوا سر تهورهم هذاأما مساجين حوادث الشمال في أوائل سنة (1959) فلقد بلغ عددهم (8420) أطلق سراح (5431) بعدما ذاقوا ما لا يوصف من أنواع التعذيب والتنكيل في المعتقلات العسكرية التي كانوا يحيطونهم فيها بالأسلاك الشائكة، وحكم على (323) بأقسى حكم سمعنا به لحد الآن، والباقي ما زال محتفظا به في السجون بدون محاكمة ولا إطلاق سراحهمأما المبعدون إثر حوادث الريف فقط، فلقد بلغ عددهم (542) موزعين على " إسبانيا وإيطاليا والجزائر وألمانيا وفي جهات أخرى معروفة" والمسجونات والمعتقلات فلقد بلغ عددهن (110) أطلق سراح (95) منهن فقطهذا، وليس معنى ما ذكرناه، أننا قد أفرغنا كل ما في جعبة معلوماتنا، التي تأكدت لدينا وإنما هناك ما هو أكثر خطورة وأكبر جسامة، ولكن توخينا ألا نذكرها الآن، عل وعسى أن تتبدل الأوضاع في صالح الأمة المغربية، فحينئذ نرى من الأحسن والأفضل ألا نبينها، محافظة على وحدة الأمة، وفي مقدمة تبديل هذه الأوضاع، إنجاز قضية الجلاءأيها الأخ الكريملي ملاحظة أود أن أذكرها لكم هنا، ذلك أنكم طلبتم منا إرسال المعلومات وصور المختطفين.، إن هذا يصح لو كانت المصيبة محصورة في عدد قليل، لو كانوا بالعشرات مثلا، ولكن أنتم قد رأيتم أن الضحايا بلغت حدا فظيعا يحتاج للسجلات والأسفار، على أننا لا نهتم ببعض الأشخاص فقط، بل بمصلحة الأمة كلها. ولا يصح لأي مسلم مغربي أن يهتم بشخصه أو بمصلحته أو بمصلحة أقاربه فحسب. فكم من شهيد ذهب فداء للأمة المغربية، وكم من عامل مخلص غيور فقد كل ما كان يملكه من مال وأهل وأسرةأيها الأخ العزيزهذا قليل من كثير بالنسبة لما حدث في بلادنا من المآسي والمصائب منذ إعلان هذا الاستقلال الموهوم. ونحن إذا ما تصفحنا كل ما حدث أثناء هذه المدة، وقارناه مع ما حدث في عشرات السنين الماضية، نجد النسبة ضئيلة جدا. والغريب أن جل هذه الضحايا كانت في مقدمة العاملين الذين ساهموا بنصيب وافر في الجهاد ضد الاستعمار، ومن أجل تحرير البلاد من الاستعباد، وأخيرا كان جزاؤهم " جزاء سنمار"، ومن الغريب أيضا أن نرى الآن المسؤولين تجاهلوا حل هذه المشكلة التي تعتبر من أهم المشاكل التي تحقق الاستقرار وتوطد الأمن. وعلى هذا الأساس، فإني أدعوكم إلى العمل من أجل تحقيق هذين الأمرينأولا : إطلاق سراح جميع المعتقلين بدون استثناءثانيا : إنجاز قضية الجلاء الذي يحتل الصدارة في كل مشاكلناوبعد، يهمني أيها الأخ الكريم أن أذكركم باستئناف الجهاد والنضال حتى تطرد الجيوش الإفرنسية المعتدية على بلادنا. فسيروا على بركة الله، وشجعوا العاملين في هذا السبيل. ودافعوا ما استطعتم عن حق الشعب الجزائري المكافح. وبينوا للمتجاهلين أن تأييد المفاوضة في تقرير المصير المزعوم الذي يعرضه ديجول، معناه " الاستسلام " بعد ست سنوات من الجهادوفي انتظار ما يرد علينا من أخبار سارة عن نتائج مساعيكم، تقبلوا جميعا منا وافر الشكر سلفاوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالقاهرة في 27 يوليوز 1960أخوكم المخلصمحمد عبد الكريم الخطابيالمصدر : كتاب دار بريشة، قصة مختطف للتجكاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.