قال شمعون ليفي، مدير المتحف اليهودي المغربي، إن طلبات التجنيد التي كان يتقدم بها اليهود المغاربة للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الملكية، كانت ترفض من قبل السلطات المحلية. وأضافت جريدة "المساء" نقلا على لسان ليفي، الذي ألقى أول أمس عرضا حول موضوع: «تعايش الأديان في العالم العربي.. المغرب نموذجا»، أمام مجموعة من طلبة المعهد العالي للصحافة والاتصال بالدار البيضاء، أن الراحل الحسن الثاني كان حريصا على تنقية صفوف الجيش من العناصر ذات الأصول اليهودية، مشيرا إلى أن هذا التوجه تم التخلي عنه فيما بعد، وأنه شخصيا يعرف الآن عنصرا في الجيش برتبة كولونيل يهودي الديانة. واتهم ليفي، من جهة أخرى، الحسن الثاني بتشجيعه على الهجرة الجماعية لليهود المغاربة إلى أرض فلسطين، مشيرا إلى أنه في عهد محمد الخامس تم منعهم حتى من الحصول على جواز السفر، لكن بعد رحيله، يضيف ليفي، تم وضع أقسام خاصة لهم داخل العمالات تسهل حصولهم على تلك الجوازات، في الوقت الذي كان يتعذر فيه على عامة المغاربة الحصول عليها. كما تكفلت شركة النقل البحرية كومناف والخطوط الملكية الجوية والشركة المغربية للنقل، وجميعها تابعة للدولة، بنقل آلاف اليهود إلى فلسطين، رغم أن العديد منهم لم يكونوا يتوفرون على جوازات سفر. وكشف ليفي، الذي يعد من المؤسسين للحزب الشيوعي المغربي (التقدم والاشتراكية حاليا)، عن عدد اليهود الذين ترشحوا خلال استحقاقات 7 شتنبر الأخيرة، والذي بلغ 6 مرشحين من بينهم امرأة، موضحا، في سياق متصل، أنه لم تكن هناك منطقة من مناطق المغرب إلا وتواجد فيها اليهود، الذين، حسب اعتقاده، لعبوا دورا إيجابيا عبر تاريخ المغرب، إذ لعبوا دور الوساطة بين القبائل زمن «السيبة»، كما كان لهم دور ايجابي على مستوى التجارة الخارجية، وكان لهم الفضل في ازدهار الصناعة التقليدية وجميع المهن المرتبطة بسباكة الذهب والفضة التي كان المسلمون يعتبرونها مكروهة. وانتقد ليفي بعض الجهات التي تريد طمس المعالم اليهودية بالمغرب، من خلال تغيير أسماء بعض الأحياء والأزقة التي تحمل خصائص يهودية. من جهة أخرى، اعتبر ليفي، الذي سبق له أن كان عضوا بالديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن تاريخ الاضطهاد والانتهاكات التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ لا يعطي للحركة الصهيونية، التي تسيطر على دواليب الحكم حاليا بإسرائيل، الحق في القيام بالشيء مثله ضد الفلسطينيين، معتبرا الحركة النازية التي ظهرت في أوربا خلال القرن الماضي وريثة للحركة المعادية لليهود التي ظهرت في أوربا، مشيرا إلى أن تاريخ تعايش الأديان بأوربا قليل جدا مقارنة مع ما كان عليه الأمر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ودعا ليفي في هذا الصدد إلى إدراج تاريخ النازية ضمن المقررات الدراسية والمناهج التعليمة حتى يطلع عليها تلامذة الثانويات، في إشارة منه إلى المحرقة اليهودية. وبعد أن بين المحاضر أوجه تلاقي الديانات الثلاث في ما بينها واشتراكها من حيث المصدر الواحد، أوضح أن الديانة اليهودية تعيش اليوم في نقاش مستمر بين من وصفهم بالمنفتحين والمنغلقين، مضيفا أن اليهود المغاربة يعتبرون متساهلين إلى حد ما في شروط الدخول إلى الديانة اليهودية للراغبين في الانتساب إليها مقارنة مع ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى باقي يهود العالم. وخلص ليفي إلى القول بأن الإسلام التقليدي محترم لديهم كيهود مغاربة تعايشوا معه عدة قرون، إلا أنه عبر عن أسفه لبروز توجهات دينية أخرى مخالفة لهذا التوجه، حيث باتت حقوق اليهود في ظلها مهددة، قبل أن يستطرد قائلا إن المغرب للجميع كيفما كانوا بربرا أو عربا، يهودا أو مسلمين.