اقتحم نحو 3400 عاطل من الأطر العليا الحاملة للشهادات العليا، مساء أمس، مقر حزب الاستقلال، حزب الوزير الأول المغربي عباس الفاسي، احتجاجا على عدم وفاء لجنة الحوار الحكومية بالتزاماتها اتجاههم والمتمثلة في تشغيلهم في الوظيفة العمومية. واستطاع المعطلون احتلال مقر الحزب لأكثر من ساعتين، قبل أن ينهوا احتلالهم بعد أن تلقوا وعودا بفتح الحوار معهم غدا الخميس بمقر الوزارة الأولى. ويأتي تصعيد المعطلين لاحتجاجاتهم بعد مرور نحو شهرين على اجتيازهم لاختبار شفوي بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بغية توظيفهم، دون أن يتم الإعلان عن النتائج. ويبدي المعطلون الذين ينتمون إلى ما يسمى بالمجموعات الأربع (المبادرة، الحوار، الاستحقاق، النصر) تخوفهم من وجود توظيفات مشبوهة، في إشارة إلى مزاعم بوجود تدخلات حزبية لتوظيف معطلين ينتمون إلى التنظيمات الشبابية التابعة للأحزاب الحاكمة. وكان المعطلون قد اقتحموا يوم الثلاثاء الماضي مقر وزارة التشغيل بالرباط، احتجاجا على حرمانهم من حقهم في التشغيل، وقد قام العشرات منهم بربط أيديهم وأعناقهم بالسلاسل، بعد تكسير الأبواب الحديدية للوزارة. وقال عضو من مجموعة "الحوار"، طلب عدم ذكر اسمه، أن اقتحامهم لمقر حزب الاستقلال جاء بعد خرق اتفاقات المبرمة بين المجموعات الأربع واللجنة الثلاثية المكلفة بتشغيل الأطر العليا، آخرها اتفاق 20 نوفمبر 2007 المكمل لاتفاق 2 أغسطس / آب الماضي. وأشار المصدر ذاته، إلى أنه بناء على هذا الاتفاق وضع الأطر العليا المعطلون ملفاتهم بمختلف أكاديميات وزارة التربية الوطنية، واجتازوا مباريات شفوية من أجل التوظيف في أسلاك التربية الوطنية لكن إلى حدود الآن لم تظهر النتائج. وأضاف في تصريحات ل"الرأي"، "بعد مسيرات إنذارية للدفع بالحكومة للوفاء بالتزاماتها اتجاه الأطر وثنيها عن التملص من كافة التزاماتها، قررنا الدخول في أشكال نضالية تصعيدية منذ يوم الإثنين الماضي، حيث اقتحمنا وزارة التشغيل ووزارة التربية الوطنية، واليوم كان القرار باقتحام مقر حزب الوزير الأول ". عن الرأي