دأبت بعض الأطراف في الأسابيع الأخيرة على الترويج لأطروحة التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال التلويح بمبادرات استفزازية يجري التسويق لها تحت يافطات مختلفة من قبيل جمعية الصداقة الريفية اليهودية وغير الموجودة إلا في أذهان أصحابها يستعملونها للتفزيع الإعلامي ولا يمتلكون أدنى شجاعة في إنزال الفكرة على الأرض لأنها ببساطة مرفوضة من قبل أبناء الريف أو إرسال بعثات ممولة لإسرائيل تحت مسوغات واهية غير قابلة لتبرير الموقف ولاسيما في هذا الظرف بالذات التي يكابد فيه الشعب الفلسطيني الأمرين تحت غطرسة الآلة الصهيونية باعتباره شعب يقاتل ببسالة من أجل حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وإن كان هناك شعب في العالم يحتاج للمساندة والدعم بغض النظر عن أي اعتبار اديولوجي، فهو الشعب الفلسطيني. ومع كامل الأسف فإن هذا الضجيج يتصادف مع حدث مفجع ألم بنا جميعا يتعلق برحيل مهندس الثورة الفلسطينية الحكيم والشهيد جورج حبش ، هذا الرمز الخالد ، الذي يشكل رحيله خسارة لا تعوض لكل القوى التقدمية المناهضة للصهيونية والرجعية والعنصرية . لقد كان يخيل لنا في البداية أن هذا الهرج المبالغ فيه حول الصداقة المغربية اليهودية ومناهضة معاداة السامية مجرد مبادرة لأشخاص منفلتين من عقالهم إلى أن بدأت تتضح بأن الجولات المكوكية نحو إسرائيل باتت تشكل اختيارا بالنسبة لهم غير قابلا للردع تحت وابل النقد الموجه لهم وذهبوا إلى حد توريط أطفال أبرياء وقاصرين في مواقف سياسية قد لا يتفقون معها مستقبلا بعد أن يبلغوا سن الأهلية القانونية لما قد تنتجه لهم من آثار وخيمة على صعيد محيطهم الاجتماعي والنفسي..بل وتحركهم أيادي خفية لها دوافع سياسية ممنهجة وموجهة من أطراف تعتبر نضال الشعب الفلسطيني المشروع إرهابا . ويهمنا في النهج الديمقراطي بالحسيمة بكافة مناضليه ومناضلاته أن نعبر للرأي العام أن لا صلة لنا بالمطلق لا من قريب ولا من بعيد بكل ما يقوم به أحد "الرفاق" الذي أعفانا من مناقشة وضعيته بعد أن صرح بنفسه وهو بكامل قواه العقلية بأنه خارج النهج الديمقراطي ، ولا يجاريه في ذلك أحد بالحسيمة وخارجها و بالتالي لا داعي لتحميل هذا الحزب مواقف وممارسات لا تلزمه ، غير أن البعض من ضعافي النفوس محليا يصر على إقحام التنظيم عنوة من أجل المزايدة عليه في محاولة يائسة ودنيئة للتأثير على مجريات النضالات الميدانية الشجاعة التي يخوضها على الصعيد المحلي بانخراط كافة مناضلي ومناضلات هذا الحزب رفقة إطارات أخرى من داخل تنسيقية الهيئات المدنية والديمقراطية لمناهضة الغلاء والدفاع عن المجالات العمومية بالحسيمة، ونحن مقتنعون أن أطرافا معادية تدفع في اتجاه التشويش عن هذا المسار النضالي المتقدم الذي بدأ يقض مضجعها ويضع مصالحها الانتهازية أمام تساؤل عريض ، وبالتالي ندعو بعض المنابر الإعلامية إلى الكف عن توظيف هذه الهوية السياسية، التي لها هياكل مسؤولة ، في الاستهلاك التجاري أو بما يخلق انطباعات مشوشة عن المواقف الثابتة للنهج الديمقراطي المناصرة لكفاح الشعب الفلسطيني ليس الآن فحسب بل حتى في أحلك ظروف التعبير عن هذا الموقف بكل شجاعة وقدرة على التضحية من أجله وهو الذي كان ولا يزال، أي هذا الشعب ، مدرسة وتجربة نضالية رائدة تغرف منها كل قوى التحرر والتقدم عبر العالم . وعليه فإن النهج الديمقراطي بالحسيمة يدعو كافة الأطراف المتورطة في الدعاية الضمنية لمبادرات تصب في خدمة الصهيونية في لحظة عزلتها القاتلة حتى أصبحت تستنجد بكل من يحاول إنقاذها مهما صغر شأن أصحابها ! هؤلاء مدعوون ، إن هم أرادوا أن يتحلوا بشيء من الموضوعية والاعتراف المبكر بالخطأ قبل فوات الأوان، لتقديم نقد ذاتي والاعتذار للشعب الفلسطيني والمغربي ولكل القوى التقدمية المحبة للسلام والحرية .الحسيمة في :28 يناير 2008 عن اللجنة المحلية ا