تمكنت وحدات حرس السواحل الجزائرية بأرزيو بالاشتراك مع طاقم ناقلة الغاز الجزائرية عبان رمضان التي كانت متوجهة إلى تركيا، صباح الثلاثاء 11/12/2007 ، من إنقاذ 19 مهاجرا غير شرعيا مغربيا وانتشال ثلاث جثث ، على بعد 30 ميلا بحريا شمالي ميناء وهران. ففي الوقت الذي كان فيه الناجون على أهبة الموت المحقق ، تلقت مصالح حرس السواحل بأرزيو إشارة من طاقم الناقلة '' كنابو سبيريت'' البهماسية، مساء الإثنين 10/12/2007، في حدود الساعة الثامنة والنصف، مفادها وجود 22 مهاجرا غير شرعيا بعرض مياه البحر على بعد 30 ميلا بحريا شمالي الساحل الوهراني، في حالة خطيرة. وبناء على هذا البلاغ جنّدت قيادة حرس السواحل الجزائرية كل وحداتها التي أبحرت على جناح السرعة في الاتجاه المعلوم. وتزامن وصولها إلى الموقع المحدد مع اقتراب ناقلة الغاز الجزائرية عبان رمضان المتوجهة إلى تركيا، والتي اضطر طاقمها على تقديم المساعدة لمن كانوا على وشك الهلاك. وخلالها اشتركت الوحدات العائمة لحرس السواحل بأرزيو مع الطاقم البحري للناقلة الجزائرية في حمل الناجين ال 19 الذين كانوا في حالة صحية متدهورة للغاية على متن الغازية عبان رمضان، وانتشال ثلاث جثث تم نقلها على مستوى وحدة عائمة إلى ميناء أرزيو. وقبل الوصول إلى الميناء، قدم طاقم عبان رمضان الذي عاد أدراجه ''من باب الإنسانية'' المساعدة اللازمة للناجين الذين تبين بعد الحديث مع بعضهم أنهم من جنسية مغربية. وبعد عملية الإنزال التي تمت داخل البحر بالقرب من ميناء أرزيو بمساعدة قاطرات مؤسسة ذات الميناء، وبتنظيم من قبل حرس السواحل، تدخلت مصالح الحماية المدنية لأرزيو مرفوقة بمصالح المساعدات الصحية المستعجلة ''سامو'' التي قدمت للناجين المتضررين الإسعافات الأولية قبل أن تنقلهم إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى المحفن، في الوقت الذي تم فيه نقل الجثث الثلاث إلى مصلحة حفظ الجثث بنفس المستشفى. مع العلم أن الجهات المختصة قامت بإبلاغ القنصلية المغربية بوهران بأمر مواطنيها.وكان الفريق الطبي بمصلحة الاستعجالات ومصالح أخرى من القطاع الصحي بأرزيو على أهبة الاستعداد لاستقبال الناجين، بحيث قدم لهم كل الإسعافات الطبية اللازمة، قبل أن تسلّمهم إدارة المستشفى الألبسة والأغطية والوجبات الغذائية الكافية. وقبل الساعة الحادية عشر من صباح الثلاثاء الماضي، تنقّل نائب القنصل المغربي رفقة موظف بذات القنصلية إلى مستشفى المحقن، أين اطلع رفقة السلطات المحلية لأرزيو على ظروف الناجين الذين تحدث إليهم ووعدهم بإخبار أهاليهم. وفي الوقت الذي رفض فيه الإدلاء بأي تصريح للصحافة، فإن القنصل لم يتردد في الثناء على المجلس الشعبي البلدي الجديد الذي لم يتوان في تقديم مساعداته الإنسانية للهالكين صحيا، وكذا كل الجزائريين الذين ساهموا في عملية إنقاذ مواطنيه معتبرا ذلك ''ليس بالجديد على الشعب الجزائري'' الذي وصفه بالشقيق. وحسب آخر الأخبار الواردة من بعض المهاجرين السريين المغاربة بإحدى المصالح الاستشفائية بالمحقن، علمنا أنهم كانوا 26 مرشحا للهجرة غير الشرعية تتراوح أعمارهم ما بين 45 و17 سنة انطلقوا من ساحل مدينة الناظور عبر قارب مطاطي طوله 5 أمتارا، في اتجاه اسبانيا وذلك يوم الخميس الماضي على الساعة منتصف الليل، وحين بلغوا أميالا من الإبحار توقف محركهم بعدما استنفذ كل البنزين، ومع اضطراب البحر وجدوا أنفسهم في مواجهة الأمواج التي كانت تقذف بقاربهم في كل الاتجاهات بحيث تاهوا وفقدوا اتجاههم، حينذاك بدأوا ينتظرون الموت متسلحين بالشهادة. ولم يلبثوا أن فقدوا أربعة منهم أصبحوا في عداد المفقودين، قبل أن يلقى الثلاثة الذين انتشلت وحدات حرس السواحل لأرزيو جثثهم حتفهم. ولم يبق منهم سوى 19 مهاجرا. وفي سياق حديثهم حمد ''المهاجرين'' الله أنهم وقعوا بين أيد جزائرية وصفها نائب القنصل بالأمينة.. وفي نفس سياق آخر، قال نائب مدير شرطة الحدود بالمديرية العامة للأمن الوطني الجزائري أن كل الاحتمالات واردة فيما يتعلق باحتمال تسلل عناصر إجرامية خطيرة مثل عناصر من تنظيم القاعدة الدولي التي يحتمل تسللها إلى الجزائر ضمن جماعات المهاجرين السريين القادمين من دول باكستان والهند وبنغلادش. فقد غيرت جماعات المهاجرين غير الشرعيين اتجاهها بعد تضييق الخناق عليها في الجزائر، وباتت منطقة نواذيبو في موريتانيا الوجهة الأهم لقوافل المهاجرين السريين، حيث يخترق هؤلاء المحيط الأطلسي باتجاه جزر الكناري التابعة لإسبانيا. وقال العميد الأول سيفي محمد النوي نائب مدير شرطة الحدود بالمديرية العامة للأمن الوطني الجزائري ، بأن الجزائر حققت الكثير من التقدم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وأدى تشديد الخناق على شبكات المهاجرين السريين في الجزائر إلى تغيير اتجاه الهجرة السرية نحو أوروبا، حيث باتت موريتانيا المعبر الرئيسي للمهاجرين السريين الأفارقة المتجهين إلى إسبانيا. وأشرف مدير شرطة الحدود بالمديرية العامة للأمن الوطني الجزائري على افتتاح الملتقى التكويني الوطني الخاص بمكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية، فيما أشار ممثل جهاز الأمن الفرنسي الذي حضر الملتقى إلى أن التعاون الجزائري-الفرنسي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية يأتي في إطار مشروع مشترك لحماية حدود البلدين، واعتبر المتحدث الجزائر بأنها نقطة عبور رئيسية نحو دول شمال البحر المتوسط. وتواجه الجزائر، حسب تصريح العميد أول سيفي محمد النوي نائب مدير شرطة الحدود الجزائرية ، أنواعا جديدة من الهجرة غير الشرعية، حيث تم تفكيك شبكة مهاجرين سريين من تركيا، كانت تستعمل جوازات سفر مزورة، كما ضبطت مصالح الأمن عددا من المهاجرين السريين من جنسية صينية كانوا يستعملون جوازات سفر ماليزية، وحسب المتحدث فإن كل الاحتمالات واردة فيما يتعلق باحتمال تسلل عناصر إجرامية خطيرة مثل عناصر من تنظيم القاعدة الدولي التي يحتمل تسللها إلى الجزائر ضمن جماعات المهاجرين السريين القادمين من دول باكستان والهند وبنغلادش.