أصدرت المحكمة الابتدائية بخريبكة مساء يوم الأربعاء 17 أكتوبر 2007 حكما بالسجن النافذ في حق 3 معتقلين من دوار بوعزة بن قاسم بجماعة المفاسيس بدائرة خريبكة وهم: - بوفقير احمد عاطل ب 6 أشهر – الحلوي صالح متقاعد عمره 67 سنة ب 4 أشهر – دحان عبد الواحد عامل مهاجر ب 3 أشهر، وغرامة مالية بقيمة 500 درهم لكل واحد.وقد أتت الاعتقالات على خلفية الاحتجاجات السلمية للمواطنين على إدارة الفوسفاط التي تستعمل المتفجرات على مسافة قريبة من السكان، مما يتسبب إضافة إلى الإزعاج المستمر في تشقق المنازل، وعلى ما يلحقه الغبار الذي ينثره بالأطنان معمل "غار المعطي" من أضرار بالسكان والمزروعات والمواشي، وعلى الضجيج اليومي المنبعث من الآلات والحزام المطاطي الذي ينقل الفوسفاط، وعلى التهميش الذي يلاقيه أبناء المنطقة فيما يخص التشغيل بالمكتب الشريف للفوسفاط والشركات التابعة له، رغم الوعود المقدمة لهم سابقا من طرف إدارة الفوسفاط. إن إدارة الفوسفاط، وبدل فتح مفاوضات مع السكان وجبر الأضرار التي تلحقها بهم وبممتلكاتهم، اختارت أسلوب التصعيد بتسجيل دعوات ضد السكان، وأن السلطات عوض لعب دور المتدخل للمساهمة في إيجاد الحلول للأوضاع الجهنمية التي يعيشها المواطنون هناك، اختارت الانحياز إلى إدارة الفوسفاط، وسلك سبيل الترهيب باستقدامها يوم 02 أكتوبر 2007 لقوات خاصة من الدرك من مدينة بني ملال مدججة بالهراوات والأسلحة النارية والكلاب المدربة، حيث قامت بتطويق القرية والاعتداء على المواطنين دون تمييز، واعتقال المواطنين الثلاثة وتقديمهم للمحاكمة بمحاضر مفبركة غير موقعة بل مبصوم عليها بالقوة، وأن القضاء عوض إنصافهم بالاستناد إلى الحجج الدامغة التي تقدم بها الدفاع لإبراز معاناة السكان ومختلف التجاوزات التي ارتكبتها إدارة الفوسفاط والقوات العمومية والضابطة القضائية في حقهم، فقد اختار الإدانة في حق المعتقلين.إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خريبكة، إذ ندين بقوة قمع السكان والأحكام القاسية الصادرة في حق المواطنين الثلاثة، نطالب بضمان حق السكان في الاحتجاج السلمي وإطلاق سراح المعتقلين، وبفتح تحقيق حول كل التجاوزات التي طالتهم وإنصافهم، وبوضع حد للأضرار التي تتسبب فيها إدارة الفوسفاط للسكان والبيئة بدائرة خريبكة، كما نشيد بالمجهودات الجبارة التي قام بها الدفاع عن الضحايا وعن سكان المنطقة، ونعبر في ذات الآن عن اعتزازنا بالروح التضامنية التي أبداها السكان مع المعتقلين، وباستمرارنا في التصدي لتدمير البيئة وقهر السكان وتهجيرهم قسرا من طرف إدارة الفوسفاط.