أكدت تقارير صحفية أن شركة "بارامونت فانتيتغ" للإنتاج السينمائي ستضطر لتأجيل موعد إطلاق فيلم "عدّاء طائرة الورق" The Kite Runner المثير للجدل عن أفغانستان، بعدما أبدى عدد من نجومه خشيتهم على حياتهم بسبب الطابع الجنسي والقبلي وحتى المذهبي الذي تحمله بعض المشاهد الأساسية في الفيلم.وسيتم تأجيل موعد الإطلاق قرابة ستة أسابيع بانتظار إيجاد وسيلة لضمان سلامة ثلاثة أطفال، هم أبطال الفيلم، الذي تتمحور حبكته حول تعرض أحدهم للاغتصاب، إذ أجمعت التقارير على وجود نية لترحليهم خارج البلاد وإن اختلفت حول الوجهة المحددة ما بين الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة الأميركية. وأبدى البعض خشيتهم من أن يؤدي الفيلم الذي يستند إلى رواية شهيرة، كتبها عام 2003 الكاتب الأميركي من أصل أفغاني خالد حسيني، متناولاً قضايا أخلاقية وقبلية شائكة، إلى تصاعد حدة العنف في أفغانستان، خاصة بين قومية الباشتون التي ينتمي إليها معظم عناصر حركة طالبان السنية وقومية الهزارة التي تنتمي بغالبيتها إلى المذهب الشيعي.وتدور أحداث الفيلم حول قصة ثلاثة أطفال، يتم اغتصاب أحدهم، وهو من أقلية الهزارة على يد أحد الباشتون من أصحاب النفوذ وعلى مرأى من زملاءه الذين يعجزون عن فعل أي شيء لمساعدته، وقد تأجل عرضه إلى 14 ديسمبر/كانون الأول المقبل.ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن الناطقة باسم شركة بارامونت، ميغان كوليغان، أن الأطفال الثلاثة وهم زكريا إبراهيمي وأحمد خان وعلي دانيش بختري أري وتبلغ أعمارهم 12 عاماً، قد تم إخراجهم من كابول، وقد عرضت عليهم الشركة نقلهم على نفقتهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية.وحول الفترة الزمنية التي قد يقضيها الأطفال في الخارج، قالت كوليغان إن الشركة تدرس السماح لهم بالبقاء في كابول ريثما ينتهي العام الدراسي على أن يتم لعدهم إخراجهم من البلاد وإعادتهم في مارس/آذار المقبل بعد أن تكون عاصفة إطلاق الفيلم قد مرت.من جهته، أعرب أحمد خان محمدزادة، والد الطفل أحمد خان في حديث للأسوشيتد برس عن ارتياحه لنية بارامونت إخراج ابنه من البلاد فيما نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية تأكيده أن الشركة ستنقله مع عائلته إلى الإمارات العربية المتحدة على نفقتها.ومن المتوقع أن يبلغ الفيلم الأسواق الأفغانية خلال أيام معدودة، رغم أن إطلاقه سيتم في الولاياتالمتحدة، وذلك بفضل النشاط الكبير لقراصنة الأقراص المدمجة.وقال أحمد خان محمدزادة أنه لم يعرف بمشهد الاغتصاب الذي يتوجب على ابنه تصويره إلا قبل يوم واحد وهو أمر نفاه مخرج الفيلم، مارك فورستر، بشكل قاطع.يذكر أن الباشتون والهزارة خاضا الكثير من المواجهات خلال الحروب الأفغانية المتعددة، وخاصة في تسعينات القرن الماضي، كما تمت تصفية الآلاف من الهزارة بعد تسلم حركة طالبان المتشددة الحكم.