أطباء بالقطاع العام يضربون ل3 أيام مطالبين الوزارة بفتح باب الحوار    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    المغرب يحتل المركز الثاني في كأس أمم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي بعين السبع    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    الإيليزي يستعد للإعلان عن الحكومة الجديدة    الكرملين ينفي صحة تقارير إعلامية تركية عن حياة الأسد وزوجته بموسكو    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    حقي بالقانون.. شنو هي جريمة الاتجار بالبشر؟ أنواعها والعقوبات المترتبة عنها؟ (فيديو)    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية بين المغرب والاتحاد الأوروبي    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    ذكر وأنثى فقط.. ترامب يتعهد بوقف جنون التحول الجنسي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    الحلم الأوروبي يدفع شبابا للمخاطرة بحياتهم..    أسرة المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة ابن طفيل تستنكر "المس بالأعراض" الذي يتعرض له بعض أطر المؤسسة    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    تصعيد خطير.. تقارير عن توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي        معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جورج غلوي يحضر خطبة الجمعة في حلب اليوم /جورج غالوى فى حديث لصحيفة العرب العالمية:ما يحدث الآن فى الشرق الاوسط هو سايكس بيكو الثانية
نشر في أسيف يوم 19 - 09 - 2007

جورج غالوى تربطه علاقات وطيدة وصداقات حميمة مع الكثير من صناع القرار السياسى فى معظم بلداننا العربية، ومن الشخصيات التى تلقى ترحيبا كبيرا، خصوصا الشارع العربي، ويناصره ويقف خلفه العديد من جماهير العالم، والتى تؤمن بالعدالة، والاحترام بين الشعوب، والتى تقول لا للحروب.. لا ايضا للقمع والاضطهاد، لا للدمار وهلاك البشر تحت وطء النيران، وحرائق القنابل.. عهود الاستعمار عفا عليها الزمان. عالمنا اليوم لابد أن يكون مبنيا على اسس التفاهم والحوار القائم على اسس المساواة والعدالة والامن لكل الشعوب. لكنه فى الوقت نفسه يلاقى الاتهامات، والسؤال امام المحاكم الامريكية، والتوقيف من عمله البرلمانى فى بريطانيا، ربما لأن افكاره لاتنسجم مع افكار المحافظين الجدد الذين يمسكون بجلابيب الامور فى عالمنا المعاصر..
ولتزداد لنا الامور ايضاحا كان لابد علينا من لقاء جورج غالوي، لمحاورته وليوضح لنا عن قرب اسباب الخلاف التى نشأت بينه وبين المحافظين الجدد. وهو أحد اعضاء حزب العمال البريطانى سابقا وعلى دراية قوية بدهاليز السياسة فى بريطانيا.نص الحوار* كيف تصنف نفسك على المستوى السياسي؟ وفى أى الاتجاهات السياسية تسير؟+ انا يساري، اغلب حياتى كانت فى الاتجاه اليسارى وسأمضى كل حياتى فى هذا الخندق. وعندى نظرة شاملة على السياسة بصفة عامة، وهو أن هناك السياسة المحلية، والدولية، والأقليمية، والكونية الآن، كلهم مرتبطون ببعضهم البعض. أنا نشأت بعقلية رافضة للاستعمار. فأنا ايرلندى اسكتنلندي، وهذا كان له دور أيضا فى قناعتى الرافضة للاستعمار. ودائما اتذكر عندما كنت طفلا، وعدت إلى جدى الايرلندى وقلت له “المدرس يقول ان الانجليز لديهم إمبراطورية كبيرة وواسعة” رد قائلا “ان الله لايأتمن الأنجليز ولا يثق بهم” فأنا اكره الامبراطوريات، أكره الأغنياء فى استغلالهم للفقراء، اكره دولة قوية تعتدى وتحتل الدولة الضعيفة لتسرقها وتنهب خيراتها وأكره ايضا أن يشرد شعب أو يباد عرق. هذه نظرة عامة عن قناعاتى السياسية.* دعنا نتحدث عن العالم العربى .. ماهى رؤيتك لما يجرى الآن فى منطقة الشرق الاوسط؟+ مايحدث الان فى الشرق الاوسط هو “سايكس بيكو الثانية”.. منذ مئة عام تقريبا جلس السيد سايكس والسيد بيكو بالخريطة وفتتوا العالم العربى لدويلات، وحددوا اسماء الملوك والرؤساء. الغرض الرئيسى هو إضعاف العرب حتى تمكن قيادتهم وحكمهم بطريقة تسمح للغرب بنهب خيراتهم. لاتنخدع فى فكرة أن الدول الكبيرة تكره الاسلام. هذا ليس صحيحا. هى فكرة استراتيجية الغرض منها الاستفادة من أهمية الموقع الجغرافى والاقتصادى للمنطقة وكيفية الاستيلاء على مقدراتها. انظر الى الهند وباكستان منذ ستين عاما على سبيل المثال، اسهل الطرق للتحكم فى قطاع جغرافى كبير ومقدرات اقتصادية هو التقسيم. هذا ماحدث فى الشرق الاوسط..انظر للمساحة من المحيط الى الخليج.. لغة واحدة، رب واحد، ثقافة واحدة، ارض واحدة، تم تقسيمهم الى 23 دولة وتم تشجعيهم على الانتماء الوطنى داخل مساحة الارض التى رسمت عليها الحدود، والقضاء على تفكيرهم وانتمائهم القومي. عندما اخذنا الباص الاحمر من لندن الى بغداد، وعند مرورنا من المغرب الى الجزائر فى احدى نقاط التفتيش على الحدود، كان لابد لهم من حرق الحاجز الحديدى لان الحاجز لايستخدم وكمية الصدء عليه كانت عالية جدا، وبالتالى كان من الصعب ان يفتح الحاجز لنتمكن من المرور. هذا يجعلك تشعر بالحزن.. المغرب والجزائر دولة واحدة لاتحتاج الى بوابات بينها.. وكما تعرف ان الفكر القومى تم القضاء عليه وفشل، لان الفكر القومى كان من الممكن أن يكون مخرجا للعرب. سوريا الان يحاولون قتلها من الخلف بواسطة لبنان.كان عندى لقاء مع قناة العربية، والمحاور من قناة العربية لبناني، وكل مشكلته هى سوريا. لكن فى الحقيقة لايوجد فرق بين لبنان وسوريا هما دولة واحدة ويكمل كلاهما الاخر. قابلت رجلا عجوز فى الاردن السنة الماضية وعمره 92 عاما فسألته “عندما ولدت وعشت لم يكن هناك مايسمى المملكة الاردنية، او ما يسمى لبنان.. كيف كنت تسمى نفسك أو من اى بلاد؟ قال: كنت اقول عربى من بلاد الشام.” العالم الان يواجه ما يسمى الاسلام السياسي، وهو من وجهة نظرى البديل عن فشل القومية العربية والتى كنت من اكبر مؤيديها، والتى عاداها الغرب وساعد على افشالها. ظاهرة الاسلام السياسى تعتبر العدو الحقيقى لسايكس بيكو الاولى. وها أننا نرى الغرب يخطط الى خلق سايكس بيكو الثانية. يجملون وجه سايكس بيكو الاولى، فتزداد قباحة الوجه. انظر الى ما يفرزه الاعلام الغربى الآن. الحديث مثلا عن اضطهاد الشيعة فى السعودية، من الممكن أن تكون مقدمات الى تقسيم السعودية الى جزئين أو ثلاثة. * هل تعتقد أن هناك مخطط تقسيم آخر للدول أو لدول فى الشرق الاوسط؟ + نعم . بالتأكيد. هى ستتم، حتى من خلال فكرة توريث الحكم للبعض من الدول العربية. لو نظرت للاردن مثلا لم ينتقل الحكم الى ولى العهد، بل جاء ملك جديد. وهذا يبين لك أن الدول العربية ليست بها ديمقراطية، ليس هناك مؤسسات، وليست هناك احزاب. من يعرف، لو استمر صدام حسين فى الحكم، ربما أصبح قصى خلفا له. اقولها صراحة لايوجد بلد عربى غير مستعمر، والشعوب العربية تعرف ذلك.. فلسطين محتلة، العراق محتل، القواعد العسكرية الامريكية فى كل مكان على الاراضى العربية. لأوضح لك أكثر.. سايكس بيكو لم يكن الهدف منها الاحتلال بمفهومه العملي. لكنها قسمت، واتت بالحكام ونصبتهم على الارض. كان حلا يبعد المستعمر من المواجهة على الارض. ايران فى الاشهر القادمة لو تم الاعتداء عليها ستضرب الخليج، وهذا ما شرحته فى قناة العربية. هو سألنى “ليس من العدل أن تضرب اسرائيل مثلا ايران، وترد ايران بضربها للخليج” فقلت له إن الخليج البعض منه جزء امريكى ولا اريد ان اقول الكل ان صح التعبير. فمن حق ايران أن ترد اذا تم الاعتداء عليها بضرب الخليج أو بمعنى آخر ضرب القواعد الامريكية الموجودة فى الخليج. قطر مثلا من أكبر الدول التى تحتوى على الترسانة العسكرية الامريكية، وتوجد بها اكبر قاعدة امريكية تهدد أمن العالم وليس فقط ايران او سوريا.* دعنا نتفق جدلا بأن الدول العربية تحت السيطرة الامريكية أو الغربية اذا صح القول؟ اذن ما هو الغرض من محاولة عمل شرق اوسط جديد يقتطع فيه البعض من أجزاء الدول؟ + اولا الاحتلال المباشر والتدخل مكلف للغرب، يدفعون الدم والمال، وهذا مكلف. خذ العراق على سبيل المثال هناك الكثير من القتلى والجرحى، ومليارات الدولارات. فاصبحت فكرة الاحتلال المباشر باهظة التكاليف. فهم يخططون لسايكس بيكو الثانية القائمة على زيادة التقسيم فى الدول. فلسطين مكسورة، لبنان مكسورة، العراق ايضا. والعراق ليس حتى ثلاث فرق بل كل مليشيا لها دولتها الخاصة. فالعرب على مايبدو محتلون على كافة الاصعدة، وتبقى سوريا هى الدولة الوحيدة فى العرب التى تحافظ على عروبتها وانتمائها. لعدة اسباب منها انها لم تطرد حماس من اراضيها لارضاء اسرائيل، تبقى على علاقتها بحزب الله، ولم تستخدم اراضيها للاعتداء على جيرانها من الدول. * الا تتوقع فى القريب أن تنهار سوريا وتقيم كباقى الدول العربية علاقات متميزة مع الغرب؟ + انا لا اعتقد ان سوريا ستقبل ان تستسلم، اما فى حال استسلامها سيكون السبب الوحيد أن هناك دولا كثيرة استسلمت وقبلت بما يفرض عليها. بشار الاسد رفض ان يتم استخدام سوريا كقاعدة امريكية للقضاء على المقاومين فى شرق العراق، هو ايضا رفض أن يبعد خالد مشعل من دمشق، رفض ايضا أن يقطع علاقته بحزب الله فى لبنان، وأن يقطع علاقته بايران، كل هذا الرفض جعله عدوا لدودا لما يسمى بالمجتمع الدولي. اما اذا حدث ورضخ للغرب فهذا سيكون ناتجا عن أن الجميع استسلم. * جورج جالوى يلقى مناصرين كثيرين فى الشارع العربي. وعلى مايبدو أيضا فان افكاره لايرضى بها البعض من الحكومات العربية، ولا يرضى عنها المحافظين الجدد فى امريكا وبريطانيا؟+ هذا كلام صحيح..المحافظون الجدد رغبتهم الحقيقية سرقة العالم العربى ونهب ثرواته وحماية اسرائيل. العالم العربى من مراكش الى البحرين، 300 مليون نسمة، يمتلكون ثروات وخيرات كثيرة. كل هذا ممكن ان يجعل من العرب قوة لو تم اتحادهم. لماذا لايتم انشاء قوة اقليمية منهم مثل الاتحاد الاوروبي؟ لو تم عمل هذا سيكون اقليمكم العربى اكثر اهمية عن اليابان او اى اقليم آخر أو حتى الاتحاد الاوربى نفسه. فكيف سيشجعهم المحافظين الجدد على عمل هذا الاتحاد، وهم ينهبون اموالهم ومقدراتهم. مايريده العرب الآن هو الديمقراطية كبقية الشعوب التى تتمتع بها..الديمقراطية التى تسمح لهم باختيار وانتخاب الحكومات، فى الوقت الذى يستطيعون فيه ايضا اسقاط الحكومات اذا لم تلب رغبة الشعوب .. أن تكون لدى الشعوب حرية النقاش كما يحدث هنا على سبيل المثال.. لكن هذا لايريده المحافظين الجدد..انا اريد للعرب الاتحاد والقوة لانى احب العرب واريد لهم الخير وأن يحققوا طموحاتهم. وهذا هو الفرق بينى وبين المحافظين الجدد.. أعرف أن لدى اصدقاء ومناصرين كثيرين فى الشارع العربي.. انا اكره الطغاة ويكرهنى الكثير من الحكام العرب. انظر ما يحدث فى البعض من الدول العربية.. لاتستطيع أن تعبر عن رأيك. ليست هناك انتخابات. كيف تصنع مستقبل لاناس عظماء، وامة عظيمة وأنت تحرمهم من الديمقراطية.. الاسلام ضد الطغاة وضد الديكتاتورية. * هناك من يرى فى تونى بلير كممثل للجنة الرباعية بريق أمل وبصيص نور يلوح فى الافق. ما رأيك انت؟+ مخطئون. لو ظن البعض ان هناك نورا فهذا معناه نار وحريق. بلير هو عميل للسياسة الامريكية الاسرائيلية فى المنطقة. والعالم ليس جاهزا الان ليعطى للفلسطنيين حقوقهم.. ابوعمار فشل معهم، هل سينجح محمود عباس فيما فشل فيه ابوعمار؟ هذا هو السؤال؟ عرفات كان رجلا “براجماتيا” وقال لهم هذا هو الحد الادنى. والى الان لم يوقع محمود عباس على شيء معناه انه مازال متمسكا بالحد الادنى الذى قدمه ابوعمار. والحد الادنى هو اقامة الدولة الفلسطينية، القدس عاصمة لها وضمان حمايتها، وحل مشكلة اللاجئين. لكن اسرائيل الى الان ليست جاهزة لكل هذا! فاذا كانت اسرائيل غير جاهزة، والمجتمع الدولى غير جاهز، فهل سيستطيع بلير؟ اؤكد لك ان بلير لو اصبح مسيحا جديدا على الارض لن يستطيع حل المشكلة. * كيف ترى المشكلة بين فتح وحماس وانقسامهما بتلك الصورة؟ + هؤلاء يتحاربون من اجل سلطة غير موجودة، حول حكومة ولاتوجد حكومة، حول دولة وليست هناك دولة. على سبيل المثال يتصارعون على من سيكون وزير التعليم العالي، واسرائيل هى الوزير، يتصارعون على اشياء غير موجودة. كل هذا ناتج عن فشل" اوسلو".انا وقفت بجوار عرفات منذ اليوم الذى التقيته عام 1977 الى اليوم الذى توفى فيه فى فرنسا. انا كنت من مؤيدى اوسلو، لكن المجتمع الدولى لم يضغط على اسرائيل. اليوم لا توجد اوسلو ولا توجد اتفاقات سلام ولا حتى خارطة طريق. لما جاءت الانتخابات صوت الناس لحركة “حماس” حتى المسيحيون من بيت سحور وبيت لحم صوتوا لحماس، لانهم وجدوا ان البعض من فتح كانوا يعيشون فى الخارج، ثم يمتلكون اكبر وافخم البيوت، يعلمون اولادهم فى جامعات لندن وهارفرد فى امريكا، من اين اتوا بتلك الاموال. فى احدى المرات قلت لابو عمار عليك بابعاد احد الاشخاص "لا اريد تسميته" لانه يرتكب مخالفات مالية كبيرة، فقال لى : “لماذا افصله، هو الان متخم بالمال، لكنى لو اتيت بشخص جديد ليس متخما فهو يريد ان يمتلىء ايضا فالافضل ان ابقى المتخم مضطرا لوجوده. * البعض يقول إن ابوعمار تم استخدامه للترويج فقط لاوسلو داخل فلسطين . وفشل فى الترويج لها؟+ ابو عمار بطل القضية الفلسطينية، ولا احد ينتزع عنه ذلك. هو تعرض للموت مرات كثيرة، وكان عرضة للاغتيال مئات المرات. انا جلست معه فى تونس لمدة خمس ساعات نتكلم عن اوسلو بعد عودته من امريكا فقال لى : لاتوجد دول اشتراكية، الاتحاد السوفيتى انتهى، لايوجد مشروع قومى عربي. لايوجد سوانا وعدونا فلابد لنا من محاولة ايجاد حل آخر للقضية. فلو بالفعل تم تطبيق اوسلو لكان لدى الفلسطينيين شيء الآن. لا لوم على ابوعمار من توقيعه اوسلو، لكن اللوم كل اللوم على من حاول أن لايساعد ابوعمار فى انتزاع ما تم الاتفاق عليه فى اوسلو. لو الدول المصدرة للبترول وقفت وقالت لا لضخ البترول الا بعد اقامة الدولة الفلسطينية لاختلف الامر. العالم عندها سيعى مدى الخطورة التى تهدد عالم الاقتصاد والمال العالمي. ابوعمار وطنى فلسطيني، وتشبع ايضا بالفكر القومى العربي. لكنى ارى انه اخطأ عندما اعتقد أن الفلسطنيون قادرون وحدهم على تحرير انفسهم. لاتنسى ان هناك اربعة ملايين فلسطينى يعتمدون على 300 مليون عربي، وكان هناك اعتماد على المعسكر الشرقي. وعندما تكتشف للحقيقة بأن هذين العاملين لاجدوى الان منهما ستستطيع ان تقدر مدى الضعف الفلسطيني. جرمان مو قال لابوعمار إن العرب ليسوا جادين بشأن القضية الفلسطينية، هناك 300 مليون عربى لو ذهبوا سيرا على الاقدام لأخذوا لك فلسطين من 3 ملايين اسرائيلي. فى بيروت كنت مع ابوعمار تحت الحصار. وعندها كان يستمع الى تصريحات
القادة العرب الخالية من المساعدات الفعلية. لماذا يتسلح العرب.انهم ينفقون المليارات على السلاح! مافائدة سلاحهم وها انا محاصر! انظر الآن الى السعودية. صفقة اسلحة جديدة بعشرين مليار دولار. منها مليار عمولة سترجع للسعودية والتسعة عشر الباقية هى لتجار السلاح فى امريكا وبريطانيا. البعض من تلك الاموال ستأخذه الاحزاب فى كلا البلدين، والباقى ستأخذه شركات السلاح. وعليك ان تسأل لماذا يتسلح العرب. الكويت كان لديها اسلحة كثيرة قبل غزو صدام! ماذا فعلت بهذه الاسلحة! احيانا ترى عدم المنطقية فى تصرفات الدول فى الشرق الاوسط. هذا الكلام قلته منذ أيام لقناة العربية. اذا كان العرب يرغبون فى أن يستمروا على حالهم التى بدأت منذ مئة عام مضت.اهلا وسهلا ..استمروا .. لكن لو تعلموا الدرس من الماضي، وصمموا على ان تكون المئة عام القادمة مختلفة تماما بعدما تعلموا من الماضى درسا.. فليس هناك الا خياران، الخيار الاول أن تتغير الانظمة، أو تعدل الانظمة الحالية من حالها.. هذا هو الحل .. لايوجد يسار عند الانظمة العربية.. لكن فى الوقت الحالى توجد الانظمة ويقابلها الاسلام السياسي.* هناك عراك سياسى الآن بين الاشتراكيين انفسهم وصل الى السب والقذف، هذا حدث بينك وبين وليد جنبلاط؟+ وليد جنبلاط اصبح صديقا للعدو. هو الآن يلهث وراء الامريكان الغزاة الذين يحتلون العالم العربي، لكراهيته الآن لسوريا فهو اصبح صديقا للامريكان. منذ بضع سنوات رفض الامريكان منحه تأشيرة سفر الى امريكا، اليوم هو يزرع شجرة فى حديقة سفارة الولايات المتحدة ببيروت، ويهاجم بشار الاسد فهو لم يعد معنا الان. * على حد علمى انه يهاجمك ايضا؟+ مرحبا به على كل حال، لو أردت مقارنة شعبيتى فى الوطن العربى بشعبية وليد جنبلاط، فانا اتحداه لو ترشحت امامه فى لبنان أو حتى فى دائرته الانتخابية. لن تكون لوليد اى فرصة للفوز. * انت كنت فى حزب العمال، فكيف تشرح لنا مدى علاقتك بكل من تونى بلير وجوردون براون؟+ أنا علاقتى ببلير سيئة منذ اليوم الاول الذى تولى فيه قيادة حزب العمال عام 1994، أما عن جوردون براون فعلاقتى به جيدة جدا، وأنا عملت مع والده منذ 30 عاما مضت فكان هو صاحب المؤسسة التى عملت بها، لكن على الصعيد السياسى لاتوجد اختلافات بين بلير وبراون، وعليك أن تعرف جيدا أن براون مع اسرائيل أكثر من بلير. لان براون فخور بوالده الذى كان يجمع التبرعات لصالح اليهود. أما عن حزب العمال بصفة عامة، هو لم يعد يحمل اى شيء من شعاراته ومبادئه. * انت والسيد تونى بن ما وجه العلاقة بينكما؟ وكلاكما التقى صدام حسين، فهل كان يتوقع أو يشعر صدام بهذا المصير؟ وهل هناك اشياء اسرها اليك صدام حسين فى آخر لقاء لك به؟+ سؤال ممتاز. أولا : تونى بن يعتبر استاذى تتلمذت على يده ويشرفنى ذلك. ثانيا: صدام أنا التقيته فى اغسطس- آب 2002 كان هادئا، وكان يعرف أن الحرب على الابواب، وهو جاهز لان يدفع أى ثمن. و يحاول بشتى الطرق لابعاد استخدام الحل العسكرى والدخول فى حرب. والحقيقة كما هى عارية الآن العراق لم يكن لديه اى اسلحة بيولوجية ولا كيماوية. واقنعته بضرورة عودة بيلكس المفتش الدولي، وقلت له عليك من الآن أن تتحرك وتتصرف كالمتفائل، وأن تفكر بتشاؤم، وهو اقتنع بكل هذا. ماتراه الان من مجريات دامية على الساحة العراقية هو ماقاله لى صدام بالحرف الواحد اى تكتيك عسكرى تستخدمه المقاومة الآن هو ماقاله لى صدام فى اغسطس 2002 . ماجناه صدام حسين ليس ما قام به طوال فترة حياته، لكن ماقدمه لمماته، كل ما يحدث الآن على الارض هو ايضا ما خطط له صدام. انظر كيف واجه الموت، حتى اعداؤه يعرفون أنه مات بطلا بكل شرف وعنفوان قائد. هو ارتكب أخطاء، لكن تلاشت اخطاؤه عندما ارتفعت قامته وهو يواجه الموت. اقولها لك صدام حسين سوف تتذكره الاجيال كما نتذكر نحن الآن صلاح الدين. هو قال لى مرة، وكان يقوم بالترجمة بينى وبينه طارق عزيز مقولة على لسان جوليوس قيصر “الرجل الشجاع يموت مرة واحدة ولكن الجبناء يموتون مرات”، وأنا مازلت على اتصال بطارق عزيز، واشعر بالاسى والحزن عليه لظروفه الصحية السيئة. فى الحقيقة هو حاول ابعاد شبح الحرب والغزو، لكن امريكا كانت تنوى للحرب. فى النهاية انا عندى قناعة بأن الدول العربية، وفى وقت ليس ببعيد ستعيد امجادها مرة أخرى، فالاجيال الجديدة تبعث على الامل، وانا ثقتى فيها كبيرة جدا وبيدها الخلاص. المصدر : العرب اون لاين التاريخ :15/9/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.