يعقد مهرجان الفيلم حول حقوق الإنسان دورته الخامسة وسط تزايد الاهتمام بطريقة التشهير بانتهاكات حقوق الإنسان في شتى بقاع العالم.المهرجان الذي سيتزامن تنظيمه مع التئام دورة مجلس حقوق الإنسان، سيخصص حيزا وافرا لقضايا حرية التعبير ومحاربة الفقر وانعدام الديمقراطية، جزء هام منها في المنطقة العربية. تنتظم في جنيف من 7 إلى 18 مارس الحالي الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم الخاص بحقوق الإنسان.هذا المهرجان، الذي اختار، كما يقول مديره العام ليو كانيمان "أن يسلط الأضواء على الجبهات التي تنتهك فيها حقوق الإنسان"، سيعرض هذه السنة عينة من الأفلام التي تعكس الانتهاكات المرتكبة في مجال حرية التعبير او في الفوارق الاجتماعية او في نقص الممارسات الديمقراطية أو في مجال السطو والنهب الذي تمارسه الشركات المتعددة الجنسيات. تكريم لمن سقطوا في سبيل الدفاع عن الحريات مهرجان هذا العام يراد به أن يكون تكريما لكل الذين سقطوا في سبيل حرية التعبير، وفي مقدمتهم الصحفية الروسية آنا بوليكوفسكايا ولحوالي 142 صحفيا و 59 معارضا عبر شبكة الإنترنت القابعين في سجون العالم اليوم، وهو ما قالت عنه مديرة برامج المهرجان، يائيل رانيهارتس هازان "إنه تكريم لكل الصحفيين الذين ما فتئوا يعبرون عن واقع هذا العالم، رغم كل إجراءات الرقابة".كما سيتم تخصيص معرض وحيز نقاش هام في دورة هذا العام لدور رسام الكاريكاتور وحرية التعبير، وذلك عبر مناقشة تأثيرات أزمة الرسوم المسيئة للإسلام بحضور عدد من رسامي الكاريكاتور من الجزائر وإيران وإسرائيل وعدة دول غربية.وبما أن المهرجان هو بمثابة واجهة تسلط فيها الأضواء على أوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان، فإنه قد برمج أفلاما ومناقشات تعكس واقع انتهاك حقوق الإنسان من قبل الشركات المتعددة الجنسيات، باستضافة مسؤولين عن شركة طوطال النفطية ونشطاء معارضين لهذه الشركة في بورما، ومن المواضيع التي ستسلط عليها الأضواء هذه السنة، النقاش الدائر بين مناصري تجريم المشككين في صحة محرقة اليهود ومن يعارضون ذلك بدافع احترام حرية التعبير.وقد تم تخصيص يوم دراسي لوضعية حقوق الإنسان والديمقراطية في الولاياتالمتحدة على ضوء ما ترتب عن أحداث 11 سبتمبر 2001 وما كشفه إعصار كاترينا من فوارق اجتماعية وتمييز بين الطبقات.ولم تستبعد قضية الهجرة من دورة هذا العام، بحيث تسهر الفدرالية الدولية لجمعيات حقوق الانسان بالإشتراك مع جريدة ليبيراسيون الفرنسية والإذاعة الثقافية الفرنسية "فرانس كولتور" France Culture على إحياء يوم مخصص لمآسي الهجرة غير الشرعية، وهو اليوم الذي سيخصص حيزا منه لسياسة الهجرة المعتمدة من قبل سويسرا أو بالأحرى إثارة بعض التيارات لخطر الهجرة من أجل الانغلاق أكثر.أفلام عن مآسي العالم العربي العالم العربي سيكون حاضرا بقوة في مهرجان فيلم حقوق الإنسان لهذا العام، سواء في فئة الأفلام المتنافسة على الجوائز أو تلك التي تدخل في فئة الأفلام الوثائقية، إذ سيعرض لأول مرة في جنيف فيلم "عمارة يعقوبيان" للمخرج مروان حمادة، باعتباره نموذجا لشريط يتحدى المحظورات في المجتمع المصري، من حديث عن الرشوة او الشذوذ الجنسي او التعذيب او التشدد الديني.كما أن عرض هذا الفيلم يراد به في المهرجان أن يكون نموذجا عن الأفلام التي تكتسب شهرتها من محاولات منعها من العرض، نظرا لأن 112 برلمانيا مصريا حاولوا عرقلة عرض الفيلم بدعوى "أنه سيمس بالصورة المعطاة عن مصر كوجهة سياحية".قضية دارفور ستكون حاضرة بشكل أو بآخر من خلال النقاش الذي ستنظمه الفدرالية الدولية لجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان حول موضوع "المسؤولية في الحماية من الجرائم ضد الإنسانية"، وهو النقاش الذي ستشار فيه أيضا أزمة التطهير العرقي الذي حدث في رواندا بين الهوتو والتوتسي.وسيكون لمشاكل المرأة العربية حضور في النقاش الذي تنظمه منظمة العفو الدولية تحت شعار "العنف ضد المرأة"، وذلك عند عرض فيلم الجزائرية جميلة صحراوي عن معاناة المرأة الجزائرية في سنوات العنف الأصولي من خلال شهادة سيدات حملن السلاح أثناء الثورة التحريرية بهدف الوصول الى غد أفضل.كما ستسهر المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (وهي منظمة غير حكومية تتخذ من جنيف مقرا لها) على تنظيم يوم مخصص لقضايا التعذيب بعرض 3 أفلام وثائقية عن المآسي اليومية في العراق: "قصة طبيب في بغداد" حول يوميات طبيب عراقي في اكثر الأحياء عنفا في بغداد وفيلم "ايام بغداد" للمخرجة هبة باسم، التي عادت لبغداد بعد سقوطها لإتمام تصوير فيلم عن خيبة الأمل في التغيير وفيلم "ثلاثية أبو غريب" للمخرجة أوليفيا روسل، التي تمكنت عبر اقتناء آلاف الصور وأفلام الفيديو من أن تثبت أن "التعذيب كان ممارسة شائعة" في السجن السيء السمعة.وسيكون للعالم العربي حضور أيضا من خلال لجنة التحكيم، بحيث يشارك فيها الى جانب، عازف البيانو الأرجنتيني ميغال آنجل إيستريلا، كل من الفنانة اليهودية الفرنسية من اصل مغربي صافو والمخرج المصري مروان حمادة.