مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    السفيرة بنيعيش: المغرب عبأ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني على خلفية الفيضانات    الحسيمة : ملتقي المقاولة يناقش الانتقال الرقمي والسياحة المستدامة (الفيديو)    تعيين مدير جديد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    المنتخب المغربي الأولمبي يواجه كوت ديفوار وديا في أبيدجان استعدادا للاستحقاقات المقبلة    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    لمدة 10 سنوات... المغرب يسعى لتوريد 7.5 ملايين طن من الكبريت من قطر    الدرك الملكي بتارجيست يضبط سيارة محملة ب130 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا    الأرصاد الجوية تحذر من هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    هل يستغني "الفيفا" عن تقنية "الفار" قريباً؟    مصرع شخص وإصابة اثنين في حادث انقلاب سيارة بأزيلال    بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي.. مارين لوبان تواجه عقوبة السجن في فرنسا    بعد ورود اسمه ضمن لائحة المتغيبين عن جلسة للبرلمان .. مضيان يوضح    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    أحزاب المعارضة تنتقد سياسات الحكومة    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تسلم "بطاقة الملاعب" للصحافيين المهنيين    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    وفد من رجال الأعمال الفرنسيين يزور مشاريع هيكلية بجهة الداخلة-وادي الذهب    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    صيدليات المغرب تكشف عن السكري    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    خلال 24 ساعة .. هذه كمية التساقطات المسجلة بجهة طنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    نشرة إنذارية.. هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم الخميس وغدا الجمعة بعدد من أقاليم المملكة        معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    مركز إفريقي يوصي باعتماد "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة    الاحتيال وسوء استخدام السلطة يقودان رئيس اتحاد الكرة في جنوب إفريقا للاعتقال    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    إسرائيل تقصف مناطق يسيطر عليها حزب الله في بيروت وجنوب لبنان لليوم الثالث    الدولة الفلسطينية وشلَل المنظومة الدولية    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    عواصف جديدة في إسبانيا تتسبب في إغلاق المدارس وتعليق رحلات القطارات بعد فيضانات مدمرة    "هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    ترامب يعين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية الأمريكي    غينيا الاستوائية والكوت ديفوار يتأهلان إلى نهائيات "كان المغرب 2025"    كيوسك الخميس | المناطق القروية في مواجهة الشيخوخة وهجرة السكان    الجيش الملكي يمدد عقد اللاعب أمين زحزوح    غارة جديدة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة مفتوحة الى ولدي الحبيب خالد مشعل - من والدك - أبو خالد العمله - سجن المزه - سوريا
نشر في أسيف يوم 15 - 01 - 2007

في هذا اليوم، وفي هذه الفترة بالذات، وفي هذه اللحظات التاريخية من حياة شعبنا الفلسطيني - والتي تتشابه مع لحظات مماثلة مررنا بها قبل ربع قرن تقريبا – ومن سجني في المزه، احببت ان ارسل لك رسالتي هذه قبل ان التحق بالرفيق الاعلى، ومع شعوري بدنو الاجل، وباللحاق بخير الرفاق، ولعلمي بانني ساقف بين يدي الله الذي نسيته منذ امد بعيد، لا بل انني اتذكر تلك اللحظة، لحظة النسيان، الحلقة المفقودة من ذاكرتي، وقد كانت تلك اللحظة التي فقدت فيها البوصلة وابتعدت عن ابو عمار، حيث سار بي التيه مع الرفاق الى بادية الشام، ولانه لا مفر من اللقاء المحتوم، فقد احببت ان يستريح ضميري، وتبرأ ذمتي، وتنظف مما علق بها من ادران ذلك التيه الذي جمعني ورفاقي قبل ما يقرب ربع قرن في بادية الشام، مع كثرة الاحداث والوقائع التي سبقته أو مهدت اليه، ولم نكن لندرك في حينه اخطارها التآميرية على حركتنا ومنظمتنا، وعلى شعبنا، وآثارها السلبية على القضية المقدسة، وسواء ادركنا أو لم ندرك، فهذا لن يعفينا من الحسابين، حساب الدنيا الذي بدأ ولم ينته، وحساب الاخرة الذي ينتظرنا.
ولدي: ما اقصر العمر، وما اطول اللحظة، عندما دخلنا في التيه الذي طال امده، وجرى فيه ما جرى، واجريناه بايدينا، وجرى فيها استغلالنا ابشع استغلال من قبل كل الذين سخرونا للعمل معهم من ورثة احفاد تيمور لنك وآخرين غيرهم، ولما كان التيه تيها، فكل الذي جرى فيه تيها، وعليه فانا اعتذر، أعتذر الى الله الذي سأقف بين يديه للسؤال عن كل صغيرة وكبيرة، نعم اقر واعترف بالخطيئة، فكما تاه اتباع موسى في سيناء، تهنا نحن مع (ابو موسى) في بادية الشام، والحالتين كان الكفر سيد الموقف، وكان القتل، وكان الاجرام، ولهذا اعتذر من (ابو عمار) وزمرته العرفاتيه، ومن آل ياسر وعموم الشعب الفلسطيني، في ارض الرباط وفي المنافي، وذلك لما سببناه لهم من أذى جراح لا تندمل، ومآسي لا تنسى، فيما حصل خلال هذا التيه الطويل وما تبعه من تداعيات طالت آثارها جميع مناحي الحياة الفلسطينية، اعتذر لاؤلئك الذين غررنا بهم وتبعونا في رحلة التيه والعذاب، واعتذر منك يا بني، لانني أردت لك الصلاح وانت بالفعل كذلك، ولكنك تبعتني، وقلدتني في كل شيء، وقد اردتك الاستثناء في حياتي وفي مماتي، ولا ارغب مطلقا بان ينطبق عليك القول الدارج: "من شابه اباه فما ظلم"، ولكن ما لا ارغبه لك ان ترث هذا التيه مني قبل رحيلي، فأنا لا اقوى على الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى ليسألني عن اقوالك وافعالك من بعدي يا خالد.قبل الرحيل، وحيث لازال هناك متسعا، قلت لنفسي لا بد لي من كفارة تخفف عني في زنزانتي، وهي الفرصة التي لا زال بامكاني ان اعلمك بما لم تعلمه من قبل، لانك لم تكن لتدركه بحكم حداثة سنك، فبعض الامور حصلت وانت لم تكن قد خرجت للحياة بعد، ولم تعلم بها الى الان، والكثير منها وقعت وانت لا زلت تلهو مع اقرانك، فلن تستطيع ادراكها وفهمها في حينه، فابوك من قبلك لم يكن ليقوى على فهمها، ولم يكن ليدرك مراميها، وقد كان ذلك متاحا، وقد كنا لا زلنا في رحاب الحضرة العرفاتية، وما ادراك ما الحضرة العرفاتية، وهي المشهورة بأنها كانت خير مكان يلمع عرفات به الذاكرة ويبعث برسائله القصيرة، المباشرة وغير المباشرة للجميع، ولكن هيهات فلا ذاكرة لدينا، ولا حياة لمن تنادي، وقد كانت لنا آذان تسمع وعيون تبصر حين فقدنا البصيرة، ومما لاشك فيه، الان ايقنت بانني ساقف يوم العرض بين يدي المولى عز وجل، وسيشهد علينا الرئيس، وادعو الله ان يشفع لنا ولك وللاتباع، ولتتذكر قوله تعالى: "انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء".وكما وعدتك، سابدا في الحال بسرد كل ما اسعفتني به الذاكرة حتى هذه اللحظة، وإذا ما أمهلني القدر، أعدك بانني ساوافيك لاحقا بكل ما ستجود به الذاكرة ليكون دليلا ومرشدا لك، ولاخوتك من حولك في الشام وفي غزة معا، استميحك العذر اذا ما حصل تأخير، فانت لم تجرب بعد المزة وظروفها، وهي الظروف التي عليك انت وكافة رفاقك التهيؤ لها فورا ومن الآن، ولكنني الان ومن مكان اعتقالي هذا، ومنذ اللحظة الاولى لدخولي اليه، تتدفق الى ذاكرتي وبدافع من ضميري الذي نام طويلا بعض الوقائع لعلها تساهم باسعافك وانقاذك مما انت فيه، ولعلها تجد من يستفيد منها من هم حولك في دمشق، ومن جماعتك في غزة، وكذلك بقيتهم الباقية من الدرجة الثانية في اكناف بيت المقدس؛ فإليك، واليهم، ولكم جميعا أبدا بسرد الحكاية:1. في التاسع من شهر اكتوبر من عام 1981، تم اغتيال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، القائد ماجد ابو شرار وذلك بتفجير السرير الذي ينام عليه في غرفته التي يقيم فيها في فندق فلورا في روما بايطاليا، وقد طرحت الكثير من التساؤلات نفسها: من فعل هذا في ؟ ولماذا ؟ ولمصلحة من ؟ ولماذا ماجد ؟ وماذا كان يمثل بالنسبة لمن كانوا يقفون وراء الاغتيال ؟ وما الذي جنوه من وراء هذا الفعل ؟؟ هذه الاسئلة والكثير مثلها، لم تكن لتجد الجواب المقنع في حينه، لا بل كانت هنالك الكثير من الاجابات الموجهة، وازدحمت الاجابات، الملتبس منها والمغرض، المثير للجدل والموقظ للفتنة، كل ذلك لصرف الانظار عن الفاعل الحقيقي، وبهدف التضليل في سياق التهيئة المخططة في ليل حالك السواد للقادم من الايام. واختصارا للشر احيلت المسؤولية عما حدث للعدو الصهيوني وادواته، ولكن هذا لم يكن ليقنع احد، وبقيت التساؤلات مطروحة وهي تبحث عن اجابات اكثر اقناعا. وبعد هذه السنوات المنقضية، وما تخللها من صحوة للضمير، وما أدركته متأخرا استطيع القول بأن تغييب القائد ماجد ابو شرار عن الساحة كان مصلحة سورية، نفذتها ادواتهم واجهزتهم لتسهيل الوصول الى الانشقاق والتخلص من ياسر عرفات أو اضعافه على الاقل، وبالتالي الاحتواء الكامل للجسم الفلسطيني مقاومة ومنظمة، وفي النهاية الورقة الفلسطينية، ولكن لماذا ماجد ابو شرار؟ كان ماجد ابو شرار العائق للانشقاق، والمانع لخروج من بالحوزة عن الحركة، كان وطنيا فلسطينيا خالصا، نقيا من اية شائبة الى ان لاقى ربه شهيدا، وكان صمام الامان العصي على عبث العابثين في القضية الوطنية المقدسة، ولم يكن ليسمح لنا نحن المقربين منه أوالقريبين من فكره من الشطط أو الخروج خارج الدائرة الفلسطينية، وباغتياله اصبحت المهمة اكثر يسرا وسهولة، علما بانه كان من المفترض ان يتم التمرد في عام 1981، اي عام واحد قبل اجتياح لبنان، ولكن ذلك لم يكن ليتم حيث قام القائد العام ابو عمار بسلسلة اجراءات وترتيبات ادارية، وتنقلات ميدانية في عام 1980 كان القصد منها افشال توجهنا الانشقاقي الانفصالي المكشوف والمعروف للجميع، ولم نكن نخفي توجهاتنا، وبالفعل فشلنا في حينه كما فشلنا في محاولات كثيرة سابقة.2. في بداية عام 1982 أنهى القادة الثلاثة الكبار ابو عمار، وابو جهاد، وابو اياد، زيارة هامة وسرية الى ليبيا، حيث تم اللقاء بالعقيد القذافي رئيس الجمهورية الليبية - حيث لم تتحول الى جماهيرية عظمى بعد - وخلال هذا اللقاء وضعت القيادة الفلسطينية الزعيم الليبي بصورة ما لديها من معلومات مؤكدة حول النوايا والخطط الاسرائيلية الهادفة الى القيام باجتياح يستهدف المقاومة الفلسطينية في لبنان، وعليه فقد تقدمت القيادة بقائمة الاحتياجات الملحة والمستعجلة من الاسلحة والمعدات المطلوبة للتزود بها من قبل الاشقاء الليبيين لمواجهة الهجوم الاسرائيلي المرتقب، وبالفعل استلم "قائد الثورة" الطلبات الفلسطينية، واكد لهم بان كل المطلوب سيسبقهم الى بيروت، ولكن شيئا من هذا القبيل لم يتم، ولكن الذي تم هو وصول المطلوب الى ميناء اللاذقية بسوريا ومنه الى البقاع الشرقي وبرسم المخابرات السورية، بدلا من الوصول الى بيروت ليكون برسم القيادة الفلسطينية، ولاهداف اخرى غير تلك التي اتت بها القيادة الفلسطينية، وسأتناول يا بني هذا الامر في مكان اخر من هذه الرسالة، (مرحلة الانشقاق).3. في الرابع من حزيران عام 1982، بدأ الاجتياح الاسرائيلي للبنان، حيث علم به مسبقا من علم، وسكت في حينها من سكت ، وقد تم ضرب المقاومة الفلسطينية اللبنانية، فخرجت القوات الفلسطينية برا وبحرا الى المنافي بعد حصارها في بيروت لمدة 88 يوما تخللها ضغط دولي وتخاذل عربي، انتهت المعركة وتكشفت السماء وزالت سحب الدخان والغبار، فانكشفت بعدها كل الوعود الكاذبة والمواقف الزائفة، انتهت معركة ولكن الحرب سجال، بكل الصور والاشكال، وجاءت قمة فاس الثانية التي عقدت في 6 ايلول من عام 1982 ففضحت الجميع، واقر فيها الرئيس حافظالاسد (الرئيس السوري السابق) بأنهم (الاسرائيليين والامريكان) قالوا له فقط 46 كيلومتر؟؟؟ اي انه كان يعلم بالاجتياح، ولديه الضمانة بأن الاسرائليين لن يتجاوزوا جسر الاولي (شمال صيدا)، ولن يتم التعرض لقواته الموجودة في لبنان بشرط عدم تدخلها الى جانب المقاومة، انه الالتزام بالتفاهمات غير المكتوبة، وهذا ما تم بالفعل ياولدي، بالفعل انتهت المعركة، وبالفعل لم تصل الاسلحة الموعودة من ليبيا، وبالفعل لم يف العقيد القذافي بما وعد به القيادة الفلسطينية، ولكنه ارسل لها برقية طالبا من القيادة والمقاتلين عدم الخروج من بيروت، والاستمرار في ودعاهم الى الانتحار على ان لا يخرجوا، يدعوا الى الانتحار وهو قابع في جحره بطرابلس الغرب، يراقب ويحيك منتظرا اللحظة التالية للقيام بما يتوجب عليه فعله بالتنسيق مع (الاسد) القابع في وكره منتظرا دوره في القضاء على ما سيتبقى من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وذلك بعد انتهاء العدوان الاسرائلي عليها، ثم وضعت الحرب اوزارها، وانتهت بما انتهت اليه بالاتفاق الذي رعاه فيليب حبيب مستشار وزير الخارجية الامريكي في حينه، وخرجت القوات الفلسطينية على متن البواخر اليونانية، بعد ان تم توزيعها على تسع عواصم عربية، وكان الخيار العرفاتي ان لا يوضع كل البيض في سلة واحدة، وهو الذي كان يرى ما لا يراه غيره، وهو العارف ببواطن الامور وخاصة ما يضمره النظام العلوي الباطني بالجوار، وما ادراك ما الجوار.4. وبالخروج المشرف للمقاتلين، انتهى كل شيء بالنسبة للمعركة مع الغزو الاسرائلي ومن تعاون معه من الاطراف اللبنانية المحسوبة على اليمين الانعزالي متوجين فصلا دمويا بمجزرة صبرا وشاتيلا ليلة 1691982، وبدات مشاهد فصل جديد على الارض سريعا باغتيال القائد سعد صايل، في البقاع، وهي المنطقة الواقعة تحت "سيطرة عسكرية سورية" كاملة، وبين حاجزين عسكريين لذلك الجيش تم الاغتيال المروع لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، العميد سعد صايل ابو الوليد، حيث حال هذا الجيش من امكانية وصول سيارة الاسعاف في الوقت المناسب لانقاذ حياته، مما تسبب في استشهاده، وبعد ان تيقنوا من مفارقته للحياة سمحوا لسيارة الاسعاف بنقله الى ثلاجة الموتى، هذا ما حصل للشهيد ابو الوليد، وقد كان ذلك بتاريخ 2991982، الاسئلة المشروعة كثيرة : لماذا ابو الوليد ؟ ولمصلحة من تم ذلك يا ولدي ؟؟ ولكن الاجابات جلية وواضحة، فالاحداث غير معزولة عن بعضها البعض، ولا مجال للصدفة فيها، بالامس ماجد ابو شرار، واليوم سعد صايل، فوضوح الاسباب والدوافع التي ادت الى تغييب الاول، هي الان اشد وضوحا فيما يتعلق بالثاني، فلن تستوي الامور، ولن تفلح الخطة اذا ما بقي ابو الوليد على قيد الحياة، وبالتأكيد لن تفلح اذا ما بقي هذا القائد الذي خبرناه جميعا على رأس القوات العرفاتية في البقاع، كيف ستستقيم الخطة اذا ما بقيت القلعة الحصن واقفة شامخة؟ فابو الوليد العسكري المشهود له في كل الميادين، هو الفلسطيني بامتياز، الفتحاوي العنيد، وهو ركن عرفاتي كجلمود صخر لم تتمكن كل السيول من ان تحط به من عل، في القمة كان ولا زال، قبل الاستشهاد وبعده، وبالخلاص منه جسديا تكون الطريق ممهدة لاستكمال كل المراحل اللاحقة المخطط لها لتصل الى كل الاهداف النصيرية المنشودة، والتي كنا نعتقد بانها اهدافنا، ولم تمض الا شهور قليلة حتى اكتشفنا باننا نسير في طريق اجبارية لتحقيق الاهداف السورية، وما كنا نحن الا الاداة والوسيلة فقط، لا حول لنا ولا قوة، ودخلنا في طريق اللا عودة ولا مجال للتراجع، وقد كنا المطية ونفذوا باسمنا ما نفذوا، ولم يكن احد منا يجرؤ حينها على الكلام، اما الآن فلم يبق ما نخاف عليه الا القضية وانت يا بني، انها المصلحة السورية دائما، وهم الادرى من الجميع بما يجب فعله وما لا يجب، يحددون الاولويات، نحن ننفذ كل شيء في وقته، وبالنسبة لهم "كل شيء في وقته حلو"، اغتيال ابوالوليد في الميدان كان البداية، ومن خلف الكواليس، والى ان يحين "الوقت المناسب سوريا" جهزنا ورتبنا انفسنا للحظة الاعلان عن تحركنا من خلال إشارة من ولي الامر، راعي المسيرة، وصاحب المصلحة الكبرى، وهو وحده الذي قدر الوقت المناسب.5. في التاسع من أيار لعام 1983، ومن الحضن السوري الخادع، يعلن العقيد ابو موسى انشقاقه عن حركة فتح بهدف التصحيح، متذرعا بما جرى من تقصير خلال الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وما لحقه من اجراءات ادارية وتنظيمية داخلية، وتقوم القيادة الليبية بتسليح الانشقاق وتمويله بما قيمته 37 مليون دولار، وتتولى القيادة السورية من خلال جهاز مخابراتها وضابطتها الفدائية (الجهاز الذي كان يتولى ادارة العلاقة والارتباط مع المقاومة الفلسطينية على الاراضي اللبنانية) مسؤولية ادارة العمليات وترتيبات الانشقاق ميدانيا بما يخدم الاهداف السورية، هذه الملايين من الدولارات، وهذه الاسلحة
الليبية التي كان من المفترض لها ان تكون بتصرف المقاومة لمواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان، ها هي تستغل وتستثمر في شق الحركة الوطنية الفلسطينية، وضرب وحدتها، والذهاب الى ما هو ابعد من ذلك، نعم فقد ذهبت الى حد مصادرة وخطف القرار الوطني الفلسطيني المستقل، انها القرصنة السورية والتخاذل العربي في وضح النهار، هذا هو سلوك "جبهة الصمود والتصدي" ( سوريا، وليبيا، وايران ) التي صفقنا لها كثيرا، ما صمدوا وما تصدوا، ولكنهم تصرفوا على عكس كل ذلك، صمدوا بلحم ودماء وارض الغير، بالفعل جاهدوا وناضلوا وصمدوا وضحوا بالاخرين، المهم ان لا تتورط سوريا، وهذا انتصار عظيم، كانت دباباتهم ومدافعهم ومضاداتهم الجوية في الجبل، وفي بيروت وحولها، ولكنها كانت فطيمة مكممة، خرج منها من خرج منسحبا، وبقي منها من لم يسعفه الوقت بالخروج قبل ان يطبق الحصار على العاصمة بيروت، هذا هو شقيقنا السوري، واما بالنسبة "لقائد الثورة الليبية"، فحدث ولا حرج، ولنعترف يا ولدي ولو بعد ربع قرن بكل صراحة، اننا كنا مخطئين، اننا كنا مخدوعين بليبيا وبالثورة، وباهدافها، وكانت الخدعة الكبرى قائدها، اننا امام القائد الذي ساهم بشكل فعال بتخريب وتدمير الحالة العربية، والحالة الاسلامية، والحالة الافريقية، وحركات التحرر في العالم، اننا امام السلوك المحير الذي حير المفسرين، فسل نفسك يا ولدي: ما المنعفعة التي قدمها القذافي للقضايا العربية ؟ وبماذا، وكيف واجه اعداء الامة وخصومها ؟ اليوم لم يعد صعبا ايجاد التفسير لهذه الحالة الظاهرة (ظاهرة العقيد قائد الثورة)، اننا وباختصار امام تفسير واحد وحيد، اننا امام (كوهين) الذي وصل الى الحكم، ولا تفسير غير ذلك، ولا غلو فيما اقول يا ولدي، انها الحقيقة التي ظهرت ولو بعد حين، اعمل عقلك وراجع كافة تصرفاته وخاصة في المراحل الحرجة من مسيرة الامة، راجع اقواله وتصريحاته وكل تصرفاته في كل المنعطفات، ستخلص عندها يا ولدي الى ما خلص اليه والدك، والا فليقنع "قائد الثورة" الامة با آل اليه مصير الامام موسى الصدر، ومن هي الجهة المستفيدة من وراء اخفاءه؟ وما تفسيره لعدم تأمين السلاح للمقاومة في بيروت؟6. في حزيران من عام 1983، تقرر طرد الرئيس ياسر عرفات من دمشق، فاقتاده ضابط سوري الى الطائرة التي اقلته الى تونس باعتباره شخصا غير مرغوب فيه عائدا الى فندق سلوى ( المقر المؤقت للقيادة الفلسطينية ) بالقرب من حمام الشط، انها الخطوة الوقحة بهذا السلوك السافر المتجاوز لكل الخطوط الحمراء، انه الامعان في التامر والصلف السوري الذي لم يخف ولو للحظة رغبته في احتواء المقاومة، واذا اقدم النظام السوري يا ولدي، على طرد ابو عمار، فهل تعتقد انه سيتوانى عن طرد اي مسؤول فلسطيني مهما علا شأنه و طالت لحيته، أو اي مسؤول آخر تابع له، او حتى اعتقاله وابعد من ذلك بتصفيته واغتياله، هم هذا النظام كان ولا يزال احتواء المقاومة، فتحاوية ام حمساوية، لا فرق بين الرايتين بالنسبة لهم، كيف لا يكون له هذا ؟ وعرفات ورفاقه المخلصين لا زالوا القابضين على الجمر، والكرامة الوطنية دونها الكرامة الشخصية، ومكث عرفات عدة شهور يعد العدة، واستمر في تنظيم عودة المقاتلين الى طرابلس بلبنان فردا فردا حتى يستكمل الجيش عدده، وهم الذين أخرجوا بالامس جماعات على السفن من ميناء جونيه ببيروت بعد الحصار الكبير موزعين على كل العواصم.7. في ايلول من عام 1983، كان التحدي الكبير، يأبى عرفات ان يستسلم، القرار الوطني الفلسطيني المستقل يسكن عرفات، وعرفات يسكنه، ومن له ان ينزع هذا من ذاك، فينسل من حضنه الدافيء تونس دون ان يعلمه بوجهته، ويعود متخفيا، متنكرا، متسللا الى طرابلس - شمال لبنان - للحاق برفيق الدرب ابو جهاد، الصامد المرابط مع ثلة من العرفاتيين، و"الشباب الجيدين تنظيميا" - وهو الشرط اليتيم الذي تضمنته برقية من ابو جهاد - تحضيرا للمواجهة الكبرى، المفروضة عربيا بتمويل ليبي، وادارة ميدانية سورية، تلك المواجهة، التي اطلق عليها عرفات الاسم الشهير "معركة القرار الوطني الفلسطيني المستقل" وقد كانت بالفعل كذلك، انني اعترف يا ولدي، ولست اخجل من هذا، لعله يساعدني عند الله، ويساعدك على الاعتبار وتعديل المسار قبل فوات الاوان، فهل من معتبر ؟ بالفعل لم يستسلم عرفات، بالسلامة وصل الى طرابلس، ودخلها متسللا متخفيا، ويزج بنفسه بين جموع المصلين، وبعد انتهاء الصلاة، يتفاجأ به الجميع، فلسطينيون، ولبنانيون، مصليا صلاة عيد الاضحى معهم في مسجد الزاهرية، بطرابلس الشمال، الامر الذي أذهل الجميع واصيب البعض بالصدمة، وخاصة اؤلئك الذين لم يتمرسوا على السلوك والمفاجئات العرفاتية، فلم يحتملوا الموقف، هذا لم يعجب هذا حلفاء الشر، استفزهم التحدي فاطبقوا الحصار عربيا (سوريا) فلسطينيا برا، واسرائيليا بحرا وجوا، واحتدمت معركة الدفاع عن القرار الوطني المستقل، والتي استمرت ما يزيد عن ثلاثة شهور متواصلة، ولم يتمكنوا بكل ما اوتوا من قوة ودعم من مصادرته، واستشهد دونه خيرة ابناء فتح وحلفائها، وفي أواخر ديسمبر 1983، وبتدخل فرنسي مصري، تم التوصل الى اتفاق للخروج من طرابس على البواخر اليونانية مرة اخرى وبحراسة دولية، فخرج الرئيس عرفات، ومن تبقى معه من العرفاتيين الى المنافي ظافرا بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل.8. تتواصل الحملات والضغوط السياسية والمضايقات ضد منظمة التحرير الفلسطينية، بعد ان فشلت كل المحاولات العسكرية الدموية للانقضاض عليها بالتآمر على حركة الشعب الفلسطيني، حركة فتح بهدف مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ولم تقبل اية دولة عربية ان يعقد المجلس الوطني الفلسطيني على اراضيها، وكما كانت الحالة دائما، الورقة الفلسطينية هي الهدف، فكيف ينعقد المجلس الوطني دون دفع الثمن ؟ او كيف يكون لعرفات ما يريد دون ضريبة ما بشكل من الاشكال، وكيف ندفع الاثمان ؟ ونحن المر لحمه، لم نتنازل امس تحت النار، فكيف بنا اليوم والضغوط والمساومات كبيرة تعجز عن تحملها الجبال ؟ ولكن عرفات تحملها وحمل معها الجبال، متحديا الريح إن كان يقوى على هز شعرة، فكيف له ان يهز الجبل، وفي النهاية كان له ما اراد، وتم في عمان عقد الدورة السابعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني بتاريخ 22111984، وتم انتخاب لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير لتستمر وطنا معنويا ومظلة لكل الفلسطينيين، على ارض الوطن وفي الشتات، منتمين ومستقلين، وهي المظلة التي حملت الهم الفلسطيني ولا زالت تدافع عن كل القضايا بما في ذلك وجودها.9. ولازال الشر يتربص بالانجاز، كيف يسمح لعرفات الاستمرار بما حققه، واللجنة التنفيذية بعضوية فهد القواسمه - رئيس بلدية الخليل الاسبق - ها هي تقف وبلا منازع ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، منتخبة من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات منتخبا من المجلس ذاته، كل هذا لم يعجب حلفاء الشر الذين هزموا بالامس في طرابلس، فعادوا الى ديدنهم، وامتدت يد الغدر لتغتال فهد القواسمه عضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون الارض المحتلة، وذلك باطلاق الرصاص عليه وهو يهم بدخول منزله في جبل الحسين في عمان في 29/12/1984، الاسئلة نفسها تعود لتطرح نفسها: فمن اغتال فهد ؟ ولماذا فهد القواسمه ؟ ولمصلحة من ؟ انها الاسئلة المطروحة دائما، وهو الذي لم يكد يمض على عضويته في اللجنة التنفيذية شهرا واحدا، ليسدد فاتورة موقفه الوطني الملتزم، بالموافقة على العضوية في اللجنة التنفيذية، والسير في الركب العرفاتي حاملا راية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ومواصلا المسيرة التي ارتضاها لنفسه مناضلا على ارضه في مواجهة الاحتلال، ومنفيا ليواجه بجسده العاري كل الذين اخذوا على عاتقهم الانجاز والتنفيذ بالوكالة عن الاحتلال، انه الطريق ذاته، وليس غيره، على نفس الخط والخطى كان ماجد، وكان سعد، واستمر فهد، والذين اداروا معركة الدم بالامس، هم انفسهم ما غيروا وما بدلوا، وما افلحوا في مصادرة الورقة الفلسطينية، يطلون علينا بالدم أيضا ليصادروا او ليعطلوا، نعم يا ولدي، يا خالد، هم السوريون، الذين استمرأوا الحالة وبكل وقاحة وصلف، فقد اوغلوا النصال ولا هم لهم الا انفسهم حملوا الشعار وعملوا به "نحن او لا احد، ومن لا يعمل معنا فتحت الارض مكانه أو المزة مأواه"، انها القوة الاقليمية التي تجاهد بالمجان، على حساب الدم الفلسطيني تارة، وعلى حساب الدم اللبناني تارة اخرى، والجبهة السورية في سبات عميق، كيف لا يكون ذلك والمتبرعون منا كثر، وابوك يا خالد خير مثال على الحالة، ارجو منك يا ولدي الانتباه لحالتك، فلا ارى امامي الا الحالة نفسها تتكرر من خلالك، فما اشبه اليوم بالامس، بالامس ابو خالد واليوم خالد، نحن عائلة من المتبرعين، ليتنا ما كنا ولا كانت الحالة. ولدي العزيز خالد مشعل، آمل ان تكون استفدت من كل ما سبق، وفي الوقت نفسه اسمح لنفسي بأن استلهم من هذا الماضي، ومن غيره مما لم ابح به لالفت نظرك واقول لك التالي:1. ما اشبه اليوم بالامس، بالامس وقبل ربع قرن من الزمان حصل المنعطف، فكما كان العبث في قضيتنا سوريا ليبيا، ادارة وتمويلا وتسليحا، ها هو اليوم يأتي من جديد لنواجه عبثا سوريا ايرانيا، ادارة وتمويلا وتسليحا وتفكيرا وتكفيرا. وكما كان الشعار دوما هو قضية فلسطين، وازالة اسرائيل من الوجود، والتحرير من النهر الى البحر، والحفاظ على الثوابت، ها نحن اليوم على موعد مع الحالة ذاتها، فكما تم تمويل الانشقاق في البقاع، وانحرف الدعم العربي الليبي لاراقة الدم الفلسطيني وازهاق الارواح البريئة في حروب ومعارك طاحنة لم تحترم حرمة الدم الفلسطيني، ها نحن نشهد هذه الايام التمويل الايراني السخي، والخبرة السورية في ادارة واستثمار هذا المال الايراني النجس في غزة، من خلال جيوب ومليشيات مسلحة ومعممة وبلا أي افق سياسي, مدعية الشرعية الالهية، ولكنها تمارس كل ما حرم الله من صنوف القتل واثارة الفتنة ولا تعبر عن اي مضمون او هدف نبيل، ان ما نشهده اليوم هو رجوع بالحالة الفلسطينية الى القتل على الهوية، وما حاجز البربارة ببعيد، آخذين بعين الاعتبار الفوارق بين الحالتين، ففي كلتا الحالتين كان الدم فلسطينيا، وها هو الدم الفلسطيني المحرم يعود ليسيل، وارواح بريئة تزهق يوميا، والاستثمار الاقليمي لا يطال فلسطين وقضيتها منه الا مزيدا من التآكل والضياع، فأين كان هذا السلاح خلال السنوات السابقة ؟ اين كانت ايران واموالها حين كان عرفات محاصرا في المقاطعة؟ اين كان السلاح الذي لا يقتل الا الاهل في شوارع غزة وخان يونس ورفح ؟؟ اين غاب هذا السلاح عن المواجهة في بيت حانون ؟؟ هل كان يمارس رياضة اثبات القدرة على ضبط النفس، تمهيدا للتأهل والدخول الى الحل السياسي القادم، والذي بدأت مؤشراته مع وثيقة "احمد يوسف جنيف" ؟ أم هي المصداقية العالية على الالتزام بالتعهدات المعلن عنها وما بطن اسوة بالاستاذ السوري الذي برع بمثل هذا الدور على مدار العقود الماضية ؟؟2. للتذكير وللمقارنة البسيطة، بالامس كان الانشقاق داخل تنظيم حركة فتح، وكان مسرح عملياته بين البقاع وطرابلس، وقد تجاوزه الزمن، وكشف العري المفزع لحالة النظام العربي، وما زاد فتح والمنظمة الا منعة وصلابة، وباءوا بفشل عظيم. اما اليوم فالامر مختلف واكثر خطورة، فالتهديد اكبر من انشقاق داخل تنظيم بعينه، الامر متعلق بالحالة الجديدة ومسرح عملياتها هو الوطن، فبالله عليك يا ولدي ان تسأل رفاقك في غزة، ولا تعف نفسك من السؤال: الى اين انتم ذاهبون بالقطاع ؟؟ وبالتالي الى اي مصير ستؤول اليه الضفة ؟ باختصار أخبرني عن مصير الوطن والقضية برمتها.3. بالامس كنا في البقاع، واليوم نحن في القطاع، وما ادراك ما القطاع، ما الذي يجري في القطاع ؟؟ القطاع اخر معاقلنا، وهل يحسبون انفسهم في بيشاور ؟ أم في قندهار ؟ ام في مقاديشو ؟ اي تجربة يستنسخون ؟؟ ومن أي معين يشربون ؟؟؟ ومن وصف لهم هذا ؟؟؟ هل نعيش مرحلة الاستفراد بالجغرافيا ورهنها واغتصاب القرار ...ولصالح من ؟4. ما هذه التصريحات التي اسمعها من الوزير عاطف عدوان، وزير شؤون اللاجئين بتاريخ 3122006 ؟ وكيف تكون غزة عقر دارهم ؟؟ ومن هم ؟؟ وما هذا الذي اسمع ؟ وهل هذا من الوحي الالهى ؟ والى اين هم ذاهبون في القطاع ؟ فليخبرونا عن شكل الكيان
القادم وفقا لهذا النوع الغريب العجيب من التصريحات، وهذا النمط من التفكير، افيدونا افادكم الله....! انه الوزير العدوان يا ولدي..... ! انه الوزير العدواني ......! انه الفكر العدواني .....! نعم انه العدوان يا خالد، فالعدوان ياولدي، كان ولا يزال السبب في الكارثة، وفي النكبة، والنكسة، واللاجئين، والنازحين، والمطاردين، والمبعدين، والمهجرين، والشهداء، والجرحى، والاف المساجين... فكيف لوزير بهذا الاسم ان ينسجم مع اهداف المهمة التي يتولاها، الا وهي ملف اللاجئين، لب القضية ؟ وهل سيداويها بالتي كانت هي الداء ؟؟ كلا، ان ما صرح بمه الوزير، لمنسجم مع اسمه ( العدوان ) نعم، انه سلخ غزة عن بقية الوطن، وبمصادرتها إلى المجهول بالنسبة لنا، المعلوم بالنسبة لاسياده (أسيادنا) انه العدوان بعينه .. فليتوقف هذا العدوان.5. ولدي خالد: هل ينشق الوطن ؟ هل ينقسم ؟ وعلى اي اساس ؟ هل اصبحت غزه استان ؟ وهل سيحتاج الرئيس ابو مازن يوما ما لتأشرة للدخول الى غزة ؟ ومن اين سيتحصل عليها ؟ وهل سيحتاج الى اقامة فيها ؟ وهل ستمدد له؟ وهل سيحتاج الى كفيل ؟ فما نوع الكفيل، وما هي مواصفاته؟ الوضع مخيف وغير مسبوق! يا للكارثة !! فلتنشق كل الفصائل ويبقى الوطن وحدة واحدة، فغزة ليست عقر دار احد وحده دون غيره، غزة عقر دار كل الفلسطينيين كما بقية اجزاء هذا الوطن، وكذلك هي عقر دار كل الاحرار والشرفاء الذين وقفوا مع فلسطين من كل انحاء العالم .. وكما ان التاريخ لا يرحم، فالجغرافيا كذلك واشد.6. اعلمك واوصيك يا ولدي: ان هذا الوطن الواحد الموحد فينا وان تقطعت اوصاله، فليبق بعيدا كل البعد عن رهن قراره لصفوي مقابل مال نجس، او اعارته لاحفاد تيمور لنك، انه اغلى ما نملك، وهو آخر معاقلنا، لا نفرق بين احد من اهله ولا حبات رمله، كما اننا لا نعترف بوطن غيره، وليست دمشق او طهران مرابط خيولنا، ولا غيرها ايضا، أوصيك ارض الرباط، فلسطين بعاصمتها القدس الشريف.7. كل الاهداف تتلاقى مهما أوغلت في الزمن الماضي السحيق، فالسيطرة على القرار الوطني الفلسطيني المستقل هو الرغبة الملحة والجامحة للجميع بمختلف الوانهم واطيافهم، وما لم يكن مفهوما بالأمس، فقد أصبح واضحا كل الوضوح اليوم، وكل شيء يحتاج الى تفسير ولتتوقف عند كل منعطف، فلا تكن ساذجا ياولدي، ثق بي ودعك منهم، وما لا تجد له تفسيرا في الحين، سيأتي الزمن الذي يوضحه ويفسره ولو بعد حين، واليوم وقد فسرت لك ما كنت تجهل، وما اشبه اليوم بالامس، وانا الذي خبر الحياة والمعاناة وما تعرضنا له خلال ال25 سنة الاخيرة، والمزة نهاية المطاف، الا يكفيك كل هذا لتستفيد من تجربة ابيك وتعفي نفسك وشعبك من اثمان تجربة جديدة اكثر كلفة ؟ وهل تحتاج يا ولدي الى ربع قرن اخر من الان حتى تفهم الى اين تتجه الامور؟ الا يكفي شعبنا ما دفعه من الاثمان الباهظة بسبب مراهقتنا السياسية تارة، وتأجير البندقية والقرار تارة اخرى ؟ وها انتم تكررون نفس الخطأ، علاوة على قيامكم برهن القرار الوطني الفلسطيني في كافة القضايا بدءا من قضية الجندي (جلعاد) والذي تحول لقلعاط، وانتهاء بالهدنة على الطريقة الاسلامية وفقا للدكتور الشيخ المستشار (احمد يوسف جنيف).8. لا حاجة لك لربع قرن اضافي او يزيد حتى تتمكن من فهم الذي يجري معك اليوم، فأنا اقولها لك ومن زنزانتي في المزة، أقولها لك بصراحة ولا اخشى في الله لومة لائم، ولم يبق لي من العمر اكثر مما مضى منه، اقولها لك وبكل صراحة، وما احرص الاب على ولده، اقول لك بان آخرتك ونهايتك، طالت ام قصرت، لن تكون بافضل من اخرتي هذه، فاكسب غدك وانج بنفسك، فقد هلك ابوك فلا تهلك بني، أهلكنا فتح فلا تهلكوا حماس والوطن، ارجوك يا ولدي، ارحني، فأنا ملاق ربي، ولست معفيا من المسائلة عن أفعالك وأقوالك، فأنت ولدي الصالح، وارجو ان تكون عملي الصالح كذلك، واعلم بني بانني ساقف بين يدي الخالق الواحد الاحد لأسأل عن اسمك، وما اسميتك مشعلا الا لتبقى كذلك، مشعلا حقيقيا لتنير فيه دروب العز والامل، لاجيال تتوق للحرية والاستقلال والكرامة، فلا تكن غير ذلك، ولتكن عند حسن ظني وظن اهلك بك.9. احذرك نفسك، اياك والغرور، فقد راعني حقيقة ما سمعته عنك بانك خرجت عن طورك وادبك في ذلك المؤتمر الصحفي الذي رتبته لك الضابطة الفدائية في الشام، وذلك للرد على خطاب السيد الرئيس محمود عباس يوم 16122006 حينما دعا لانتخابات رئاسية وتشريعية، وراعني انك لم تحترم العجوزين: عمك فاروق القدومي ابو لطف، وكذلك عمك احمد جبريل ابو جهاد على طرفي الطاولة في جلستهم المهينة معك خلال ذلك المؤتمر الصحفي السيء، وما تمنيت هذا لكم، خاصة وانت "تشبرح كالمهبول" بكلتا يديك والغرور يضربك في راسك بشكل واضح، والكذب يتطاير من عينيك بشكل ملفت بالنسبة للناظر اليك، اعذرك لانك لا تتمكن من رؤية نفسك، مهلا، مهلا، مهلا يا ولدي، ما الذي جرى لك، وكيف رضيت بهذا يا ولدي، عيب عليك، فلتحترم شيبة عزيز ذل، وما أجبرهما على ذلك من احد.!! ولتحترم نفسك اليوم، فيومك قادم، وما من احد منا كان يعلم بما خبأت له الايام.10. انتبه لنفسك ولبقية اخوتك، فلا أمان لهذا النظام، فكيف يخطر على بالك يا ولدي وانت ابن التيار الاسلامي يحتضنك ويرعاك من سحق نظامه الاسلام والمسلمين في حماه، ومارس اعوانه كافة صنوف الخطف والقتل والتهديد بحق الضباط والكوادر من ابناء الحركة العملاقة، ابناء فتح، وها هو ابوك خير مثال وشاهد على الحالة، والله خير الشاهدين ؟؟ كيف ستستوى الامور وهم ارباب نظام وثقافة "بعثية" موغلة بالافك بحق خيرة كوادرنا وضباطنا في البقاع وصبرا وشاتيلا وصيدا، وفي مناطق كثيرة من العالم حيث اختلطت الشبهة والمصلحة حصريا بين اسرائيل والنظام البعثي في كثير من الحالات، كل هذا مضافا الى كل الدم الذي اسالوه في تل الزعتر بلبنان عام 1976....وقادة الحركة الوطنية اللبنانية وعلى رأسها الزعيم كمال جنبلاط، فهل لك يا خالد ان تسأل من حولك كيف واين استشهد القادة عبد المجيد الزغموت، وماجد، وسعد صايل، والحاج حسن، وعلي ابو طوق، وسمير ذياب، ونبيله برير، والكثيرين غيرهم..؟؟ وما هو مصير السجناء الفتحاويين الذين ما زالوا يقبعون في السجون السورية بدون محاكمات ؟11. اوصيك بني بالرحيل عن هذه البادية خوفا وحرصا عليك من التمادي في هذا التيه فلا داعي للمزيد منه، اتركها فارض الله واسعة، فالذي جرى لابيك يكفي، ولا داعي لتكراره معك... قلبي عليك فلا تجعل قلبك على الحجر.12. قل لاخوانك في غزة كفى ... ، بالامس وحينما كنت في التيه تائها مع ابو موسى، فانني اعترف بقيامي بالحاق الكثير من الاذى باهلي وعشيرتي واسمي، علاوة على ما الحقته من ضرر في الوضع الوطني الفلسطيني العام، من خلال بيع نفسي ورفاقي للشام، اعتذر لهم ولسمعتهم، وبالرغم من كل الذي جرى، الحمد لله باننا لم نفلح، فبالامس كنا في الشتات ولم يتأثر الوضع الفلسطيني برمته، ولكن الوضع اليوم مختلف جدا، فالمصيبة ان وقعت ستكون القاضية، فالحالة ليست انشقاقا، فالانشقاق مستوعب ومقدور عليه، والمنشق مطرود من رحمة الله ليندرج عبدا، رقيقا، ذليلا، حقيرا، لدى سيده العبد، وفي النهاية سجينا في المزة بدعوى مكافحة الارهاب، واستثمارا رخيصا من قبل تجار الشام، ولاثبات حسن النوايا لعل ذلك يخفف أو يبعد عنهم الاذى الداهم من جراء فتح الملفات الساخنة. نعم ان الحالة اليوم في فلسطين ليست انشقاقا داخل فصيل، وانما هي الكارثة الوطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, وبكل المعايير، كيف لا واخبار الداخل على كل لسان، وطن ينسلخ عن بعضه، القطاع معقل الاخوان وعقر دارهم، التاشيرة للدخول اليه ستصبح ضرورة، وحرب التحرير على الفضائيات مستمرة ، هذا هو الحال الان، وقد وصلت الامور لتعبر عن الحالة الانعزالية التي تدعم وتؤيد ما اعتقدته حينما كنت اراقب وارى واسمع ما يجري ويقال في غزة خلال الحوار الوطني في شهر 5 من هذا العام، وحين بدأ هذا الحوار سمعنا نغمة طالبت بنقل الحوار الى غزة!! ما هذا الفكر ؟؟ وما هذه النوايا ؟؟ وسرعان ما تكشفت الامور، انها حالة استفراد بالجغرافيا مرهونة للخارج بشكل مكشوف، انها حالة انسلاخ وانعزالية يتوج بالخطف والقتل على الهوية، وهي اخطر من الانشقاق، مرة أخرى، إلى أين انتم ذاهبون بغزة هاشم ..؟؟؟ اقول لكم: كفى، ولتعتذروا لغزة واهلها، احذرهم يا ولدي، احذروهم، احذروا من لا دين لهم.13. قل لرفاقك في غزة بانهم لن يكسبوا شيئا من زياراتهم لدمشق، بلغ تحياتي للاخ اسماعيل هنية، وبلغه بظروفي القاهرة، والتي حالت دون لقائه، آمل منه ان يجرؤ على فتح ملفي مع السوريين متوسطا لاطلاق سراحي، واتاحة الفرصة لي بإنهاء حياتي بكرامة، فليجرب قيمته ووزنه عندهم، لا قيمة لاحد عندهم، آمل اللقاء به في الوطن، قل لرئيس الوزراء الاستاذ اسماعيل هنية بأن لا طائل من زيارته لدمشق، واتمنى له ان لا يكرر الزيارة في مثل هذه الظروف ولا في غيرها، فأنا اغار عليه واحترمه، فهو رجل نظيف، فليحافظ على برائته ونظافته، فهو لن يستطيع ان يقنع احدا بان فتح الخط الدولي بين دمشق وفلسطين هو فتحا عظيما او انجازا استراتيجيا، فالكل يعرف ان العالم اصبح قرية صغيرة، وكذلك مسألة اكذوبة تمكين حاملي جواز السفر الفلسطيني من الدخول الى سوريا على انها تحقيقا لانجاز وطني يرتقي الى المستوى القومي. ولما كان المواطن العربي الفلسطيني حامل جواز السفر الفلسطيني ممنوعا من الدخول الى سوريا طيلة السنوات الماضة، فما هو الدور القومي الذي كانت تدعم فيه سوريا الانسان الفلسطيني القابع تحت الاحتلال ؟؟ فما بالك بقضيته والقائمين عليها ؟؟؟ وماذا عملت للفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية وهم يذبحون كل يوم ؟14. بعد التحية لك ولهنية، سله ما الدية ؟؟ هل هذا كلام رئيس حكومة فلسطينية، أم كلام مختار متدرب لم يحز على رخصة الممارسة بعد ؟؟ كيف له ان يتلفظ بهذا؟ أليس هو الحكومة ؟؟ أليس هو براع للرعية ؟ وهو المسؤول عن كل ضحية ؟ وهو صاحب الأمر بجلب الخارجين عن القانون، والمسؤول امام الله عن ما آلت اليه القضية ؟ وان هو لن يفعل كل هذا فمن سيفعل.؟؟15. بالأمس مارسوا فنون التهريب من المعابر، واليوم دخلوا في حرب مع العائلات والعشائر، ودخلنا في متاهة الدية والتسعيرة، والعائلات القوية والاخرى الضعيفة!! وغير ذلك من الافعال والاقوال التي لا تتناسب مع المقام السامي لرئيس حكومة فتية، قل له ولمن معه بان يرتقوا بالفاظهم وحديثهم الذي لم يعبر ولا للحظة واحدة عن مستوى يستطيع احترامه الاصدقاء، فما بالك بغير الاصدقاء، نحن في الخارج نراقب ونشاهد، فالوضع محرج ومخجل، استرونا ستركم الله.!!!16. فضيحة وعليها شهود، القدس التي استشهد دونها ابو عمار، وفيصل الحسيني، وابوه من قبل، وآلاف الشهداء، لماذا هانت على من ادعوا الحفاظ على الثوابت والتمسك بها ..... ؟؟ لم يكن لديهم اي مانع بان تجري الانتخابات التشريعية بدونها، تبا لهم، ولكن النسيان آفة العصر! بدأو مفرطين بالقدس قبل الفوز، وقد سقطوا في الاختبار الاول، وبعد الفوز حللوا الدم، المنابر والفتاوي من كل حدب وصوب، فمكانتك ودرجتك الرفيعة عند الله تتناسب طرديا مع رتبة من تتمكن من قتله من ضباط الاجهزة الامنية، وما يمارسوه اليوم في غزة اخطر من التفريط بالمقدس، اذا كان الدم عند الله اهم من الكعبة اول بيت وضع للناس، فما بالك بالقدس ؟ وها هم اليوم يستبيحون الاكثر حرمة وقداسة، انه الدم الفلسطيني، وقد سقطوا ايضا فيه، وسقطوا في الاختبار الثاني، وانكشف امرهم، شكرا للعباس الذي حسم وكسب المعركة لصالح القدس واهلها انتخابيا، بينما خسروها من ادعوا وكالتهم الالهية، فبأي وجه سيقابلون الله ؟ واما الدم الفلسطيني المحرم فمن سيحسم امره ؟17. انصح اخوتك في غزة بدعوة الناس بكافة اطيافهم ودون تمييز الى صلاة استسقاء لعلهم يثبتوا مكانتهم عند الله، ومن بعد فلكل حادث حديث، واطلب من اخوانك الكف عن التكفير للاخرين، وليتوقفوا عن الفتنة وافساد الحالة الوطنية من خلال المنابر المحتكرة والمساجد الحصرية والتي لا تنتج الا حقدا، وعمى للقلوب، وبالتالي دماء في الشوارع، واعدامات تحت جنح الظلام، حيدوا الاطفال، والمدارس، وبيوت الله، والشرطة، والامن، فهي من المحرمات.18. نحن ابناء المدرسة الفتحاوية العظيمة، مسلمون
ومسيحيون، لا نفرق بين احد منهم، نصلي لاله واحد وبطرق مختلفة، ولا للدعوات التي تعبىء حقدا ما انتج الا حربا اهلية لا حاجة لنا بها، وما نحن إلا بامس الحاجة للوحدة الوطنية، والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، الوطن المعنوي الكبير للشعب الفلسطيني، في الداخل والخارج برئاسة الرئيس محمود عباس ابو مازن، وبما يمثله وطنيا فلسطينيا عباسيا امتدادا عرفاتيا، مخلصا لله وللوطن ودون ذلك القبر.19. بني: اسميتك مشعل لاخلصك من اسمي وارثي، فاترك لي ارثي وابق مشعلا خالدا، فلا تتشبه بي، فانت في مقتبل عمرك، فاقترب اكثر من الله واتبع اولي الامر، فعليك بالرئيس محمود عباس فهو من العرفاتيين، ثق به وليسدد الله خطاك وهو حسبك، لا لورثة تيمورلنك واحفادهم، والنصيريين منهم والخوارج وعبدة النار ومن والاهم، دعني اهدأ في زنزانتي، في قبري، وفي اخر حياتي، اعطني الفرصة لاتعرف على الله لعله يغفر لي ذنبي، ويجعل لي مخرجا، اعانني الله.20. اوصيك فلسطين الوطن، اوصيك فلسطين الهوية، فلسطين اهم من كل الفصائل ومن فسائلها ايضا، فلسطين اهم من فتح، فلسطين اهم من حماس، فلسطين اهم من النظام العربي، فلسطين اهم من المسلمين ومن المسيحيين ومن كل أصحاب الأديان والمذاهب، فلسطين اهم من الاعراب، فلسطين هي الحقيقة الباقية، هي الامتحان وهي الاختبار، سقط الجميع في اختبارها، تآمروا عليها ففضحتهم، القضية مقدسة ولا ومجال للمساس بها، حاولوا المساس فمستهم، والعقاب فوري، يمهل ولا يهمل، ولكم في التاريخ الكثير من العبر يا اولي الالباب، وتبقى فلسطين ارضا وشعبا وهوية وقرارا مستقلا، جذرها عمق الارض والتاريخ، وفرعها في السماء.والدك[color=#FF0000]المصدر: فلسطين برس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.