وزير الصحة: نصف المغاربة عاشوا ويعيشون اضطرابات نفسية    سقوط قنبلتين مضيئتين في ساحة منزل نتنياهو (فيديو)    جمعية فنون تقدم أحدث إعمالها الفنية و التراثية أغنية " لالة منانة" من أداء المجموعة الموسيقية لأكاديمية ميزينوكس    أكبر الشركات العالمية تواصل إبداء اهتمامها بالطريق السيار الكهربائي الداخلة-الدار البيضاء    وزير الداخلية يدعو الولاة والعمال إلى التصدي للنقل "غير القانوني" عبر التطبيقات الرقمية    الجامعة الملكية للملاكمة تنتخب بالإجماع عبد الجواد بلحاج رئيسا لولاية جديدة    صحيفة بريطانية تستعرض الوقائع التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا    بالصور.. ارتفاع كمية المؤثرات العقلية التي تم حجزها بميناء طنجة المتوسط إلى أزيد من 188 ألف قرص مهلوس    تسمم غذائي يرسل 19 تلميذا إلى المستشفى الإقليمي ببرشيد    المنتخب المغربي يُحقق الفوز الخامس توالياً في تصفيات كأس إفريقيا 2025    فرقة "يوبا للابد المسرحي " تطير عاليا بنجوم ريفية في تقديم عرضها الأول لمسرحية " هروب في ضوء القمر    انعقاد الدورة الثانية للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن لمنظمة الكشاف المغربي بجهة مراكش-أسفي    حاتم عمور يكشف تفاصيل ألبومه الجديد "غي فنان"    ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك    الرايحي يقنع موكوينا قبل مواجهة الرجاء في "الديربي"    حصة تدريبية خفيفة تزيل عياء "الأسود"    أسباب اندلاع أحداث شغب في القليعة    الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق للتوزيع تعلن انقطاع الكهرباء عن أحياء بمدينة الدريوش    انعقاد الاجتماع الإقليمي للمدن المبدعة لليونيسكو بتطوان من 19 إلى 22 نونبر الجاري    حريق ياتي على العديد من المحلات التجارية في سوق الجوطية بالناظور    المغرب يعزز جهوده لإغاثة فالينسيا عبر إرسال دفعة جديدة من الشاحنات ومعدات الشفط    تراجع طفيف في ثمن البنزين في محطات الوقود    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    منظمات مغربية تدين تحيّز الإعلام الهولندي للاسرائيليين في أحداث أمستردام    عمر حجيرة: لا ترضيات في التعديل الحكومي    تعهدات في مؤتمر وزاري في جدة بمقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030 (فيديو)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    من أصول مغربية.. وزيرة هولندية تهدد بالاستقالة بعد أحداث أمستردام    المحامون يتوصلون إلى توافقات مع وزارة العدل    جائزة المغرب للشباب تحتفي بالتميز    إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي:نموذج للحكامة الترابية بإفريقيا الأطلسية".    رؤية الرئيس الصيني.. التعاون الدولي لتحقيق مستقبل مشترك    السكوري يكشف تشكيل لجنة حكومية تدرس منح دعم للكسابة في العالم القروي لمواجهة فقدان الشغل    ‪أمن دبي يقبض على محتال برازيلي    المرتجي: التراث اللامادي بين المغرب وهولندا أفق جديد للتعاون الثقافي    الفلبين تأمر بإجلاء 250 ألف شخص        حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    صانع المحتوى "بول جايك" يهزم أسطورة الملاكمة "مايك تايسون" في نزال أسطوري    أنفوغرافيك | أرقام مخيفة.. 69% من المغاربة يفكرون في تغيير وظائفهم    منع جمع وتسويق "المحارة الصغيرة" بالناظور بسبب سموم بحرية    "طاشرون" أوصى به قائد يفر بأموال المتضررين من زلزال الحوز        فريق الجيش الملكي يبلغ المربع الذهبي لعصبة الأبطال الإفريقية للسيدات    السوق البريطاني يعزز الموسم السياحي لاكادير في عام 2024    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    الأمم المتحدة.. تعيين عمر هلال رئيسا مشاركا لمنتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار    مغاربة يتضامنون مع فلسطين ويطالبون ترامب بوقف الغطرسة الإسرائيلية    "باحة الاستراحة".. برنامج كوميدي يجمع بين الضحك والتوعية    حملات تستهدف ظواهر سلبية بسطات    "طاقة المغرب" تحقق نتيجة صافية لحصة المجموعة ب 756 مليون درهم متم شتنبر    مقابلة مثالية للنجم ابراهيم دياز …    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلى خالد، الفلسطينية المناضلة والسياسية
نشر في أسيف يوم 25 - 11 - 2006

تبدو ليلى خالد، الفلسطينية التي شاركت في خطف طائرتين، TWA الأمريكية، و"العال" الإسرائيلية، إمرأة بسيطة، ومتفائلة ولا تخلو من المرح. وتلوح في عينيها نظرة حزن، تطل من حين لآخر، حين تحكي عن ذكرياتها، وكأنما تفتح سردابا يستريح فيه من مضوا مضرجين بدمائهم، وكانوا - بالأمس - رفاق ورفيقات درب طويل من المشاق والسهر والكفاح. وتبدو خالد كذلك، سيدة مؤمنة أشد الإيمان بقضيتها، وبالمستقبل، مستقبل فلسطين. وشأنها شأن أية سيدة، تخالجها مشاعر الإنسانية والأمومة، لا يصعب على ليلى خالد أن تنزع ببساطة "رداء المناضلة"، والسياسية، لتعترف بإنسانيتها وآدميتها البسيطة، بعيدا عن "الأسطرة" التي التصقت بشخصيتها منذ 1969، وتتحدث عن "الجانب الآخر" في حياتها، بحب وشغف، وربما أيضا بنوع من الحرمان الذي عاشته، نظرا للظروف التي أحاطت بها. وفي حديث صحافي مطوّل ل"العربية.نت"، كشفت خالد للمرة الأولى عن محاولات إسرائيلية لإغتيالها في لبنان، كما تحدثت بإسهاب عن تفاصيل حياتها الخاصة، وأسرتها. وتطرقت لجوانب سياسية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، وبالأوضاع في الشرق الأوسط، والعالم. في 1969، كانت ليلى خالد، أول سيدة في التاريخ تقدم على المشاركة في خطف طائرة. وقيّض لرحلة طائرة WTA الأمريكية رقم 840 أن تدخل التاريخ الفلسطيني، كون خطفها نبّه العالم للقضية الفلسطينية، وأثار جدلا واسعا حتى في صفوف الفلسطينيين، عن المشروعية الأخلاقية لتعريض حياة مدنيين للخطر. حلّقت الطائرة الأمريكية المخطوفة فوق السماء الفلسطينية قبل أن تهبط في دمشق، وليتم احتجاز خالد ورفاقها هناك. وبعد عام واحد، كررت ليلى خالد تجربتها هي ورفقيها باتريك أرغويو، في خطف طائرة "العال" الإسرائيلية، الرحلة رقم 219 من أمستردام (هولندا)، غير أن أرغويو لقي حتفه، في حين أوقفت السلطات البريطانية خالد، ليتم اطلاق سراحها بعد أن تم خطف طائرة أخرى، من أجل الضغط على البريطانيين لاطلاق سراحها.
محاولة اغتيال في لبنانويبدو أن النشاط الفائق لليلى خالد، أثار حفيظة الإسرائيليين، الذين سعوا لاغتيالها. وتروي خالد للمرة الأولى عن تفاصيل محاولة اغتيالها في لبنان. ففي 1971 - تحكي خالد ل"العربية.نت" -، جرت المحاولة الوحيدة التي تعرفها هي على الأقل. كانت ليلى خالد آنذاك تتنقل بإشراف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من بيت إلى آخر في لبنان. وكانت تشرف على تدريب بعض الوحدات التابعة للجبهة عسكريا. وفي ليلة، عادت إلى بيت كانت تتشارك السكنى فيه مع رفيقة لها في الجبهة، كانت في ذلك الوقت ضمن وفد غادر في مهمة إلى أميركا الجنوبية. عادت خالد في حدود الثانية عشر منتصف الليل. ولا تعرف إلى اللحظة السبب الذي دعاها للنظر تحت فراشها، لتكتشف رزمة ملصوقة أسفل السرير. سارعت خالد لإبلاغ مكتب تابع للجبهة الشعبية، كان يجب عليها ألا تذهب إليه تحت أي ظرف، ما أثار استغراب رفاقها هناك. وحين ذهب اختصاصيو الجبهة الشعبية إلى منزل ليلى خالد، اكتشفوا عبوة TNT تنفجر بالضغط. بعد ذلك بفترة قصيرة، قال عيزرا وايزمان (وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك) أنهم – أي الإسرائيليون – لن يتركوا لها – ليلى خالد – مكانا آمنا لتنام فيه. وكان حديث وايزمان يعني تصفيتها، ما دعا الجبهة الشعبية لاتخاذ قرار بإخفائها عن الأنظار. لكن خالد أكدت ل" العربية.نت" بأنها ظلت لسنوات في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، تشعر بالملاحقة، وتضطر في كثير من الأحيان لإبدال ملابسها وتغيير خط سيرها.ولا تقطع خالد بأن المحاولة التي جرت لاغتيالها في منزلها، هي الوحيدة من نوعها، لكنها لا تعلم علم اليقين عن المحاولات الأخرى. وقالت إن الإسرائيليين الذين كانوا يلاحقونها، ربما قصدوا مراقبتها هي في شخصها بقصد اغتيالها، أو بهدف أن تقودهم - دون قصد – للدكتور وديع حداد، القيادي البارز في الجبهة الشعبية. تنفيذ قرار الإعداموفي 1972، اتخذت الجبهة الشعبية قرارا بانتقال ليلى خالد إلى المخيمات الفلسطينية لأنها أكثر أمنا، خصوصا بعد اغتيال غسان كنفاني، وكمال ناصر، وكمال عدوان، وأبويوسف النجار في بيروت خارج المخيمات. وعاشت خالد لفترة في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة. وتعترف ليلى خالد بعد مرور ثلاثة عقود على خطفها طائرتي TWA الأمريكية، و"العال" الإسرائيلية، بأنها لا تستطيع القطع بأن الإسرائيليين صرفوا النظر عن اغتيالها، لكن ذلك لا يعني أن تعمد هي للحد من حركتها ونشاطها. وقالت خالد ل" العربية.نت" إنها تعرف أعداءها جيدا، ولا تشعر بتهديدهم على حياتها فحسب، وإنما على حياة الفلسطينيين كلهم، وقد تكون هي تحت رقابتهم، ولا تعلم "متى يمكن أن يقرروا تنفيذ حكم الإعدام بحقها".وتجزم بأن الإسرائيليين لا ينسون ولا يتركون فرصة تلوح لهم في تنفيذ تهديداتهم واغتيالاتهم، و"هم ما زالوا يؤكدون بأن سياسة الاغتيالات لن تتوقف". ليلى خالد التي تصف رحلة حياتها بأنها سيدة فلسطينية وجزء من الشعب الذي وقع عليه ظلم تاريخي، وتعتبر أن ثمة وعيا يولده الظلم، ما يتبعه ردات فعل، ترى أن تداعيات الأمر برمته تخلق رغبة فردية في عمل شيء، وهو ما تلخصه ب"الثورة". وحين انطلقت الثورة المسلحة في 1967، كانت ليلى خالد مدرسة في الكويت، تعيش في السكن الداخلي، وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية، تطبخ، وتجالس زميلاتها، لكنها كانت باقية على صلاتها بحركة القوميين العرب. وحين ولدت الجبهة الشعبية من رحم حركة القوميين العرب، بقيادة الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد، وجدت خالد أن الجبهة الشعبية هي خيارها. في الكويت، بحثت ليلى خالد عن أعضاء في حركة القوميين، ونظمت معهم جهودا لجمع أموال لصالح الفدائيين، خصوصا بعد الضربات التي وجهت للقوميين وللجبهة الشعبية في الكويت وعدد من البلدان العربية. في تلك الفترة، كانت خالد تنظر إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ك"منقذ"، لمواجهة التحديات كلها. ويبدو أن خالد كانت شديدة الاعجاب بعبدالناصر، وما زالت تقرأه كثائر قام هو ورفاقه بثورة أثرت على المنطقة العربية بأسرها. وإلى جانبه، كانت تكن اعجابا خاصا للثائر الأميركي الجنوبي تشي غيفارا، الذي تراه ترك السلطة من أجل أن يكون إلى جانب الضعفاء والمظلومين في كل مكان في العالم. وفي طريقها إلى خطف طائرة TWA الأمريكية، ابتاعت كتابا عن غيفارا. جراحات التجميل غيرت شكلها للأسوأ!بعد العملية الأولى (خطف طائرة TWA)، اضطرت ليلى خالد لإجراء عدة عمليات جراحية، لتغيير معالم وجهها وشكلها في أمكان عدة طيلة 6 أشهر، استعدادا لعملية أخرى كان يجري الاعداد لها، غير أن هجوما صاروخيا وقع على بيت الدكتور وديع حداد، أجبر الجبهة الشعبية على اعادة النظر في العملية، لاحتمال أن تكون قد تسربت. ولا تعتبر ليلى خالد جراحات التجميل التي أجرتها قد غيّرت هويتها، ولم تتوقف طويلا أمام القرار، "كنت متحمسة لرغبتي في الذهاب إلى عملية فدائية أخرى". وتوضح أنها أصبحت معروفة، لذا كان لزاما أن تغير شكلها لكي لا يتعرف عليها رجال الأمن في المطارات. وترى خالد بأن جراحات التجميل غيّرت شكلها ل"الأسوأ". بعد جراحات التجميل، شاركت ليلى خالد في خطف طائرة "العال"، وكان مخططا أن يتم خطف طائرتين أخريين إلى جانب العال، من أجل اطلاق معتقلين في إسرائيل، وسويسرا - من خلال خطف طائرة تابعة للطيران السويسري - وألمانيا، عبر خطف طائرة TWA متجهة إلى فرانكفورت، من أجل اطلاق معتقلين في ميونخ. وكأول سيدة تخطف طائرة، لم تشعر خالد بالخوف.وحين سئلت عن مدى استعدادها لخطف طائرة، ضحكت، لأن تعبير خطف الطائرات لم يكن مألوفا. كانت متحمسة، وتشعر بالاعتزاز، وأن هناك ثمة رضا عنها من قبل القيادة، وكانت متعجلة للتنفيذ. وفي لحظة التنفيذ – تقول ليلى خالد - تنتهي مشاعر القلق التي تنتاب المرء، لأن الانتظار أصعب من لحظة الوصول إلى الطائرة. أما بعد صعودها إلى الطائرة الأولى، فقد "كان شعورا ممتعا، خصوصا لأننا كنا سنحلق فوق فلسطين". وحين غادرت ليلى خالد منزل أسرتها في صور (لبنان)، سألتها أمها عن سبب خروجها، فقالت لها إنها ذاهبة لبيروت لتجديد جواز سفرها، وأنها ترغب في أكل "ملوخية" على الغداء. ولم تكن والدتها تعلم، لا هي ولا بقية أفراد الأسرة، بأن ليلى لن تأكل "ملوخية" معهم لفترة طويلة، لأنها ذاهبة لمهمة فدائية. وتضحك خالد وهي تقص ل"العربية.نت" عن الساعات التي قضاها أفراد أسرتها وهم يتجادلون مستبعدين تماما أن تكون ليلى خالد خاطفة الطائرة، هي إبنتهم، فالأمر في نظرهم، لا يعدو تطابقا في الأسماء. أشقاؤها: ليلى ليست جميلة الجميلاتوحين أذاع قائد الطائرة أوصافها في مؤتمر صحافي، قائلا إنها طويلة وجميلة، علّق أشقاؤها بأن تلك الأوصاف لا تنطبق على ليلى خالد، لأنها ليست "جميلة الجميلات". وحين زارتها أمها في سوريا بعد توقيفها هناك، مازحتها قائلة "تخطفين طائرة وأنا أطبخ لك ملوخية؟". وفي فترة الإعداد لخطف الطائرة الأولى، كانت ليلى خالد تقرأ عن الجزائرية جميلة بوحيرد، وكان الدكتور وديع حداد يعيد صياغة السؤال المتعلق باحتمال موتها على النحو: السؤال ليس مدى استعدادك للموت، وإنما للسجن!. وكانت ليلى تعي أن مصيرها قد يكون الموت أو السجن، وقد أبلغها مسؤولو الجبهة بهذه الاحتمالات، إلا أنها كانت مصممة على التنفيذ. ولم تكن ليلى خالد، كما تصف ل"العربية.نت" في أثناء عملياتها ضد الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، مجرد آلة صماء، مجردة من المشاعر. ففي طريقها إلى الطائرة ذاتها، استرعت انتباهها طفلة تقف أمام أحد الأبواب في المطار، وقد كتب على ملابسها بالإنجليزية: "كونوا أصدقاء". وتقول خالد إنها في تلك اللحظة فكرت في أن تلك الطفلة إذا ما صعدت إلى الطائرة، فقد تتعرض للخطر. ومر شريط طويل أمام عينيها، من صور طفولتها، وطفولة ملايين الأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين. تمنيت أن نكون أصدقاء – تقول خالد – لكننا مضطرون. وتضيف بأنها لم تشعر بأي تردد في الصعود إلى الطائرة وخطفها، دفاعا عن أطفال فلسطين. وتعتبر ليلى خالد أن خطف الطائرات لم يعد مفيدا الآن، كما كان مفيدا من قبل. وقالت إن تلك الوسيلة، استخدمت كتكتيك للفت أنظار العالم إلى القضية، وأن الصراع الآن يجري على الأرض الفلسطينية وبوسائل مختلفة، ابتكرها الشعب الفلسطيني من استخدام الحجارة إلى "العمليات الاستشهادية" إلى قصف صواريخ من غزة. ليلى خالد ومحمد الدرة!وتبدي خالد ضعفا خاصا أمام الطفولة والأطفال، وتذكر جيدا، حين رأت محمد الدرة مضرجا بدمائه، انخرطت في البكاء، ثم جال بخاطرها سؤال: لماذا يقتل أطفال فلسطين بهذه الوحشية والدم البارد أمام الكاميرات؟. وتقول إن صورة الدرة كشفت المزيد من وجه إسرائيل، "هذا العدو الذي لا يأبه لطفل أو لأب يصرخ دفاعا عن فلذة كبده". وتعتقد خالد أن حياتها تغيرت بشكل كبير بعد عملياتها الفدائية، فمن المدرسة البسيطة العاملة في الكويت، التي كانت تحب الجلسات الحميمة مع زميلاتها في السكن، وتطبخ لهن، أضحت على كل لسان. ومن عاشقة للسباحة، وللبحر، كونها إبنة حيفا (فلسطين)، وعاشت في صور (لبنان)، وتحلم بأن ثمة بحر فقط يفصل بين المدينتين، صار لزاما عليها أن تتعاطى الحياة بشكل مغاير. وحين قررت النزول إلى البحر مجددا، استنكرت أمها ذلك، لافتة نظرها إلى أن الناس سيتساءلون: "معقول هذه ليلى خالد الفدائية في ثوب سباحة؟". وكان واجبا عليها أن ترتدي ملابس بسيطة ومحتشمة، بعد أن كانت تجاري إلى حد ما الموضة، وأن تعزز حسها الأمني. وسعت ليلى خالد كما تقول ل"العربية.نت" إلى ترسيخ مفهوم البنت البسيطة المرتبة النظيفة، لتنقض مفهوم الثوار المتسخين. وتعترف بأن مرحها تراجع قليلا لأن الناس وضعوها في صورة جديدة، وهي تراها إلى حد ما "سجنا". وهي لم تدرك نظرة الناس لها في البداية، لكنها بدأت تدرك ذلك تدريجيا، فسعت ألا تخذل الناس. وحاولت تقريب تلك الصورة بمفهومها الإنساني. وتعشق ليلى خالد البحر، معتبرة إياه كبيرا كفاية ليأخذ منها همومها وضيقها. وتحن إلى زمن عبدالناصر وغيفارا وباتريس لومومبا (الثائر اليساري الكونغولي)، وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش،والثورات، المليء بالأمل كما تصفه. وتقول "كان زمنا فيه محور يتمحور حوله الناس، يتعلق بتحدي وجود إسرائيل، وثورة الجزائر، وجنوب اليمن، أما الآن فالإعلام يروّج للتفاهات والسخافات". محمود درويش لم يحد عن النضاللكنها تشير بإعجاب إلى تجارب مرسيل خليفة وأحمد قعبور وجوليا بطرس وسميح شقير، وتقول إن فيروز ما زالت باقية. الانحطاط طال كل شيء – تضيف – السياسة والاقتصاد والفن، لكن ما زال هناك محمود درويش وسميح القاسم. ولا ترى خالد أن الشاعر الفلسطيني محمود درويش قد تراجع دوره النضالي. وتقول:" هناك أساسيات، وهناك متغيرات تكتيكية. الأساس هو أن هذه البلاد بلادنا ولابد أن نعود لها. وهذه لم تتغير لا عند درويش ولا غيره، هناك من غيروا كل نهجهم وخطهم السياسي، وهناك من يعتقدون أننا يجب أن نكتفي بما تعطيه إيانا إسرائيل، أنا ضد هذا، فلا يمكنني أن أقبل ذلك، فهذا وطننا ولابد أن نعود إليه ونستمتع به، وبمكن أن نعيش سويا". ولا يمكن لليلى خالد أن تخطف طائرة مرة أخرى، فهي شخصية باتت معروفة، تقدم بها العمر، كما ترى، و"الكثيرون يستطيعون ابتداع أشكال نضالية أخرى". ولم تتوان ليلى عن حمل السلاح في كل مرة شعرت خلالها أن الثورة تعرضت للخطر، إلا في غزو لبنان 1982، حيث كانت حاملا في طفلها الأول، ومنعتها قيادات الجبهة الشعبية من المشاركة في القتال. وتعيش خالد حاليا مع زوجها الطبيب والكاتب في عمّان، إلى جانب إبنيهما، الذي يعمل أكبرهما بعد تخرجه في الجامعة، بينما ينتظر أن يتخرج الأصغر هذا العام. وتشعر خالد بأنها استمتعت كثيرا بأمومتها على الرغم من كل الصعوبات التي اعترضت حياتها. وتحملت مسؤولية طفليها في غياب زوجها الذي غاب لفترة في دراسات عليا بعيدا عن الأردن. وتصف حياتها الحالية بأنها هادئة، حيث تقوم - كأي ربة منزل – بأعمال الطبخ والنظافة والأعمال المنزلية الأخرى. وتتشارك ليلى مع زوجها القراءة، حيث يقرآن معا، ويتناقشان حول كثير من الكتب والمقالات. وكان زوجها قد سجن في إسرائيل من 1968 إلى 1970 حيث أبعد في العام ذاته إلى خارج إسرائيل. وكان برنامج "مشاهد وآراء" الذي تبثه قناة "العربية"، من
تقديم الزميلة ميسون عزام، وإعداد الزميلين غسان مكحّل وهبة مساعد، استنطق ليلى خالد حول عدد من القضايا السياسية. ونفت خالد في سياق الفيلم الوثائقي الذي حمل اسمها، وعرضه برنامج "مشاهد وآراء" أن تكون إرهابية. وتساءلت، من الذي يحدد ما إذا كان المرء إرهابيا أو لا، موضحة أنها مقتنعة بأن الاحتلال هو الإرهاب، ومن "حقي أن أقاومه ومن حق شعبنا أن يقاومه". وقالت ليلى خالد إنه لا يهمها كثيرا ما يبديه الآخرون من آراء حولها، لأن من حق الشعوب أن تقاوم الاحتلال بشتى الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح، "وهو أمر منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة". وحين طرحت "العربية.نت" سؤالا متعلقا بالمقارنة بين جورج حبش ووديع حداد من جانب، وأسامة بن لادن والزرقاوي من جانب آخر، قالت إن حبش وحداد أسسا لمشروع ثورة لإحقاق حق وديمقراطية يقبل الآخر برؤى تقدمية ولذلك فهو يختلف عن طالبان الظلامية التي لا ترى في الوجود إلا نفسها، والقاعدة كذلك كوجه آخر لها، أوجدتها أميركا. بيانات للجبهة الشعبية ذات صلة بالموضوعتصريح لناطق صحافي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول بعض الملابسات المتعلقة بتفجير الطائرات التي احتجزتها الجبهة 12/ 9/ 1970 قرارات اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بشأن الإفراج عن ركاب الطائرات المحتجزة لدى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينبرقية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الدكتور نور الدين الأتاسي، رئيس الدولة في الجمهورية العربية السورية، وإلى أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بخصوص الطائرة التي استولت عليها الجبهة 29/8/1969 بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول تفجير الطائرات المدنية التي احتجزتها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.