ستخلق اغنية زياد الرحباني للمطربة لطيفة سجالا حتى قبل ان يسمعها الجمهور المفترض ان يسمعها ويشاهدها على طريقة الفيديو كليب من اخراج سعيد الماروق. الملفت في الموضوع ان لطيفة المعتادة على غناء قصائد وطنية شبيهة بالمعلقات تمتدح العروبة والامجاد ستغني «بنص الجو بتطفي الضو بترعبني» ما يعني مسافة كبيرة بين لطيفة سابقا ولطيفة زياد الرحباني الساخر من الفن الذي يمتدح الامجاد والسلاطين وطبعا زياد معه حق كفنان وكمثقف.لكن المقصود هو هذا الانتقال من المثالية في العشق والوطنية، ولنقل الاسلوب الكلاسيكي، الى عبث زياد وتحرره. يمكننا من خلال قراءة بعض سطور اولى من اغنية زياد للطيفة ان نتخيل فيديو كليب كاملاً من دون ان «نربح جميلة» اكثر المخرجين مهارة حتى الفنان سعيد الماروق. المستمع اللبناني وهو غير «مكبوت جنسيا» سيضحك كثيرا ولن يحتاج لتأليف فيديو كليب من مخيلته، اما المستمع العربي فسيحوِّل نظره عن كليب الماروق المنتظر عرضه قريبا لان الاغنية كليبها «منها وفيها» سيعيش حالاً من «الايروتيك» على طريقة خيالات ليلية حسب ما تقوله الاغنية.. كإمرأة تقول ل«صاحبها» لماذا تطفىء الضوء ونحن في نص الجو، الافضل ان تشعل جميع الاضواء على الاقل لارى ان كانت التفاصيل تناسبني «ما هوي لو بتضوي الضو، بشوف اذا الموضوع مناسبني».. امرأة ورجل مختلفان على الضوء وليس على الحب وممارسته. هكذا يبدو الموضوع سهلا على المتلقي الذي يعيش في بيئة منفتحة، المشكلة في الضوء والعتمة وليست في الحب. على الارجح ان الاغنية ستواجه مشكلة حيث يوجد الجمهور الرافض للحرية الجنسية او الممنوع من الحب الحر لكن زياد الجريء جدا وضع فكرة حميمة بين الرجل والمرأة قيد التداول والنقاش، كان يحاول الاقتراب منها في السنوات الاخيرة مع سلمى مصغي ومع والدته السيدة فيروز كأن تقول اغنية فيروز «كان يبقى الحب جنون يخلص بحرف النون»، هناك من فكر كثيرا بالمعنى، ومن مرت عليه مرور الكرام لكن المقصود ان الحب ايام زمان كان ينتهي بمجرد العلاقة الجسدية لانه كان ينطلق من الممنوع. زياد يقودنا هكذا الى فكرة جريئة والى موسيقى جميلة، لكن هناك من لن يحتمل هذه الدرجة من كسر المحرمات وعلى الفنانين زياد الرحباني ولطيفة تحمّل «العاصفة» المتوقعة. نداء عودة الشرق