نظمت هيئات سياسية ونقابية وحقوقية ومدنية بمراكش وقفة احتجاجية للتنديد بالزيادات الأخيرة في الأسعار التي مست مجمل المواد الاستهلاكية الأساسية للمواطن.ووقف أكثر من 200 متظاهر يوم الجمعة الماضي أمام مسجد الكتبية قرب ساحة جامع الفنا تحت شعار " لنناضل جميعا ضد الغلاء وارتفاع الأسعار ومن أجل الحق في العيش الكريم "، وشارك في العشرات من النساء والرجال من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات قوية معبرة عن سخطهم من الزيادات المتتالية في الأسعار . واعتبر بيان وزعته الهيئات المنظمة بالمناسبة أن هذه الزيادات ليست سوى لمزيد من التفقير وتكريس الاختلالات الاجتماعية، والتبشير بكوارث اجتماعية، وطالب البيان بالتراجع الفوري عن هذه الزيادات، واعتبرها إجراء غير شرعي، وذلك من خلال سن إجراءات وتدابير سياسية واقتصادية عادلة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين بما يصون كرامتهم وحقهم في العيش الكريم من خلال الزيادة العامة في الأجور والرفع من الحد الأدنى لها وتطبيق سلم متحرك يضمن التوازن بين الدخل والأسعار، ودعا البيان إلى إقامة نظام ضريبي عادل ونهج سياسة قادرة على وقف التهميش والإقصاء الاجتماعي والفقر والبطالة، هذا ولوحظ حضور مكثف لرجال الأمن يراقبون الوضع عن كثب ويسجلون ويوشوشون ليتركوا المتظاهرين توجيه رسالاتهم الاحتجاجية الى كل من يهمهم الأمر.يذكر أن المغرب يعرف مؤخرا جوا من التوتر وحالة من الاحتقان الاجتماعي وموجة من الحركات الاحتجاجية التي انطلقت شرارتها بعد إقدام الحكومة على زيادات مفاجئة همت في البداية أثمنة المحروقات التي وصلت إلى حد لم يسجل من قبل ثم تلتها بعد ذلك سلسلة من الزيادات في أسعار مجموعة من الخدمات والمواد الأساسية التي لها ارتباط وثيق بالمعيش اليومي للمواطنين. فبعد أن كانت شرائح واسعة من المجتمع المغربي وأغلبهم من محدودي الدخل تنتظر أن تتحسن أجورهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والتي عرفت تدهورا ملموسا وتراجعا ملحوظا، عاش المواطنون صيفا حارا بكل المقاييس، على حد تعبير أحد الصحفيين المغاربة ، بحيث اكتووا بلهيب الشمس من فوق لعدم قدرتهم على قضاء عطلة صيفية بجوار شواطئ مغربهم الجميل ولهيب نار الأسعار من تحت والتي أجهزت على ما تبقى من قدرتهم الشرائية التي تشهد تدنيا غير مسبوق وهبوطا صاروخيا يوما بعد يوم.